مع اندلاع الشرارة الاولى للحرب الروسية ضد اوكرانيا اصبح الطلاب العرب الذين يتلقون التعليم الجامعي هناك في مأزق حقيقي ، حيث انهم لم يتمكنوا من مغادرة المنطقة المشتعلة مسبقا بسبب تهديدات واضحة من جامعاتهم، بأن من يغادر سوف يتعرض للفصل النهائي ، وبالتالي فإن الطلاب الذين لم يتبق لديهم سوى عام او عامين لاستكمال الدرجة الجامعية، لم يخاطروا بها مقابل عودتهم سالمين الى ديارهم ، وبالتالي سقطوا بين مطرقة الحرب وسندان اغلاق الحدود والمجال الجوي .

100 طالب عربي في حالة خوف وترقب

تحديدا في خاركوف يقبع حوالي 100 طالب عربي في حالة خوف وترقب ، وغالبيتهم في السنوات الاخيرة لدراسة الطب ، وهذا كان سببا كافيا يمنعهم من العودة للديار ، لا سيما ان الانباء الاولى تحدثت عن التوصل الى اتفاق ، ما لبث ان انفض وبدأت الطائرات بالقصف المكثف، ولسوء الحظ فإن خاركوف تحديدا هي اولى محطات القتال بحكم موقعها الجغرافي المحادد لروسيا مباشرة ، والذي جعلها ترزح تحت الضربات منذ اللحظة الاولى، هذا الامر جعل طلابنا العرب في حيرة من امرهم، لا سيما ان لا معابر حدودية قريبة مع دول اخرى ولا مجال للانتقال برا الى مقاطعات اخرى بسبب انعدام الامان.

كل الطرق الى الجنوب مغلقة وخطيرة،

الطالب مجد زريق من الناصرة قال لنا :" الوضع صعب جدا قد لا اتمكن من الحديث في اي لحظة، لاننا نزلنا الى الملاجيء في خاركوف اوكرانيا الان نسمع صوت ضرب كثير و قريب، و الظاهر انه تم ضرب قلب المدينة، لذلك يبدو الصوت قريبا جدا، اما عن المغادرة الى البلاد فهنالك حل واحد كالتالي ، ان السفارات الاسرائيلية الموجودة بموسكو تامن طريق للساكنين بخاركوف عبر لحدود الروسية ، كل الطرق الى الجنوب مغلقة وخطيرة، خاركوف محاطة بالكامل والباصات تلغي الطريق الى كييف والى الغرب ،والطلاب خائفون جدا والوضع صعب جدا".
الجهات الحكومية اعلنت انه " بالنسبة للطلاب في أوكرانيا ، وفقًا لغرفة العمليات ، لا توجد حاليًا إمكانية للوصول إلى المواطنين الإسرائيليين الموجودين في أوكرانيا. توصيتهم في الوقت الحالي هي الامتثال لتعليمات قوات الأمن ، واتباع التحديثات وفي الأماكن التي يوجد بها خطر ، ابحث ببساطة عن مكان آمن في خاركوف".

الاغلب حاليا اخذ طريق البقاء في المنازل او الملاجيء

محمد الددا طالب طب في السنة السادسة في جامعة خاركوف الوطنية الطبية وهو من كسيفة بالنقب قال :"
اذا تحدثنا عن طلاب من النقب فقط في خاركوف فعددنا قليل حسب علمي الاكيد حاليا انا وطالبان فقط موجودون من النقب وتقريبا العدد الكلي للطلاب العرب في خاركوف يصل حوالي المئة طالب، حاليا من غير الممكن الحرك بسبب عوامل كثير اهمها عدم وضوح اوضاع الشوارع وعدم ضمان امان التنقل ، حاليا ممكن القول اننا ما بين وبين ، يعني باختصار هنالك من يحاول باي طريقة الخروج الى الحدود وهنالك من ينتظر سواء في الملاجيء او المنازل، لا شيء واضح
والقصف فعال وكل لحظة هنالك ضرب ، ممكن هدوء لساعات ولكن فجأة يعود القصف من جديد ، الاغلب منا الان يرى ان افضل حل موجود حاليا هو عدم التسرع، والاغلب حاليا اخذ طريق البقاء في المنازل او الملاجيء و هذا اكثر حل امن فكما ذكرت بسبب القصف المتواصل من غير المفضل الحركة او محاولة الوصول للحدود فلا احد يضمن ان يصل للوجهة التي يريدها في مثل هذا الظرف ، صحيح ان هنالك عدد لا بأس فيه من الناس تختبيء في الملاجيء، وهي عندنا نوعان، الملاجيء الي نعرفها تكون في كل عماره تحت الارض، وفي محطات المترو تحت الارض، انا اجلس في  شقتي ومن غير الممكن ان نحدد نسبة الامان لكن شخص يبذل ما بوسعه ويتوكل على الله ".

الوضع هنا في خاركوف صعب جدا ومتأزم ونحن تحت القصف

طالبة من خاركوف تواصلت معنا برسالة قائلة :" انا الدكتورة حنين الوضع هنا في خاركوف  صعب جدا ومتأزم ونحن تحت القصف منذ الصباح و الوضع لا يهدأ والضرب في ازدياد متواصل في خاركوف الخروج شبه مستحيل".
الحكومية الاسرائيلية ارسلت للمواطنين العالقين تعليمات قالت فيها :"1. تتركز الجهود بالطبع على إنقاذ إسرائيليين في أوكرانيا نفسها. خاركوف محاصرة والجهد هو إرسال الحافلات إلى هناك. في انتظار نافذة إنسانية من روسيا لإنقاذ الأهالي.
2. السياسة هي أن تشارك الدولة في تكاليف الإنقاذ من أوكرانيا نفسها فقط.
3 .يوم الأحد ، من المحتمل أن يتم تمرير قرار حكومي بزيادة الرحلات الجوية إلى دول في المنطقة ، بما في ذلك رومانيا ، حتى يتمكن المواطنون من المغادرة. لن تكون هناك مشاركة في التمويل ، إلا في حالات استثنائية حيث لا يستطيع المواطن تمويل رحلة طيران"
وبناء عليه على المواطنين والطلاب تحديدا الانتظار في الاماكن الامنة حتى الاحد ريثما يتم التوصل لاتفاق على توفير معابر انسانية للعالقين .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]