ما تزال الحرب الروسية على اوكراينا مستمرة لليوم الرابع على التوالي، والتي اوقعت عددا من الضحايا والجرحى، حول اسباب  الحرب واستشراف المستقبل، تحدث موقع بكرا مع استاذ الإعلام في جامعة الخليل د.سعيد شاهين.

- حدثنا اولا عن اسباب الحرب؟ وماذا تريد روسيا من اوكراينا؟

تعود الاسباب الحقيقية للعملية العسكرية التي تشنها روسيا الى المد القومي المتطرف، وبروز نزعة معادية لكل ما هو روسي، في مجتمع يشكل الروس ثلثه، الى جانب تحول أوكرانيا تدريجيا بفعل الدعم الغربي لها وخصوصاً بعد ما سمي بالثورة البرتقالية حينها، والتي سمتها روسيا بالانقلاب على الرئيس يانكوفيتش الذي فاز بالانتخابات في العام 2014، والتي شهدت أعمال قتل وترويع للاثنية الروسية من قبل المتطرفين القوميين راح ضحيتها الآلاف دون أي ملاحقة قانونية.


تبعها انفصال لأقليم دونباس، الذي يضم غالبية روسية وهو من أغنى الاقاليم بالثروات الطبيعية والزراعية.


في أعقاب هذه الاحداث جرت مفاوضات توجت بتوقيع اتفاق مينسك، الذي لم تلتزم به كييف.

تطورت الاحداث بتدخل الغرب ودعم القوميين بشكل مريب اقلق موسكو، التي ظلت تناشد كييف الى ضرورة تطبيق الاتفاق، لكن موسكو شعرت حينها بالنوايا الغربية الرامية الى تحويل أوكرانيا الى قاعدة للناتو، فأقدمت على استعادة القرم بعد استفتاء لمواطنيه وغالبيتهم من الروس.


طالبت موسكو على مدار الثمانية سنوات الماضية الغرب وكييف بعدم تمدد حلف الاطلسي الى حدود روسيا مع اوكرانيا ، لكنها لم تجد اذان صاغية.


محاولات كييف للانضمام الى الاتحاد الاوروبي وحلف الناتو بعد تولي زيلينسكي زمام الحكم ومن حولة ادارة قومية متطرفة تسميها موسكو بالفاشية الجديدة. هذه العوامل وغيرها تقف خلف اتخاذ بوتين قرار بشن العملية لتغيير النظام وتحويله الى موال له.

- كيف تستشرف مستقبل هذه الحرب؟

تسعى موسكو جاهدة الى تحقيق الأهداف التي وضعتها لنفسها، وهي تحويل أوكرانيا الى بلد محايد ونزع سلاحها وتوقيع اتفاق معها يضمن للروس القاطنين هناك الى ضمان حقوقهم، واولها الثقافية والاعتراف بالقرم انها اراض روسية.


منذ انطلاق العملية كانت الاوامر قد صدرت بعدم قصف المدن أو الثكنات العسكرية، بل الاهداف العسكرية التي تشكل خطورة على أمن روسيا أو ممكن أن تتحول الى تهديد لسلامة العسكريين الروس.


الدعم الغربي حال دون تحقيق هذه الأهداف بشكل خاطف وسريع وتغيير النظام، هذا دفع الى اتساع رقعة التضامن الغربي مع اوكرانيا واصرارهم على منع روسيا من تحقيق اهدافها واضعافها للحيلولة دون بروز نظام دولي متعدد الأقطاب، والابقاء على الولايات المتحدة لاعب رئيس ووحيد على الساحة الدولية.


روسيا شعرت بنية الغرب تحويل أوكرانيا الى قاعدة متقدمة لها، وتنكرها لاتفاقات وقعتها مسبقاً مع الولايات المتحدة تنص على عدم توسيع حلف الاطلسي الى الشرق والحد من انتشار الصواريخ المتوسطة المدى التي في حال نصبها على الاراضي الاوكرانية ستهدد موسكو بشكل مباشر.


جهود الغرب تهدف الى تطويق روسيا وتضييق الخناق عليها من خلال العقوبات التي نشهدها وتزويد أوكرانيا بالسلاح الفتاك ونية زيلينسكي الى امتلاك قنبلة نووية.


هذا التصعيد من قبل الغرب والدعم الغير محدود لأوكرانيا وتشجيعها على مواجهة روسيا سيفاقم الوضع الراهن ويدفع به الى الهاوية، وخاصة بعد رفع الجهوزية النووية الى حالة الردع القصوى.


اصرار الغرب على كسر شوكة موسكو من خلال دعم حكومة زيلينسكي، واصرار موسكو على تحقيق اهدافها سيؤدي الى تداعيات امنية دولية وانسانية واقتصادية خطيرة لم يشهدها العالم منذ 1945.

ما دور الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في هذه الحرب؟

تصاعد قوة روسيا الاقتصادية والعسكرية وتحكم روسيا بامدادات الطاقة الى اوروبا أغضب الولايات المتحدة، وجعلها تضغط على المانيا بوقف خط نورد ستريم2 الذي سينقل الغاز الى المانيا مما يساعد في الحد من نفوذ روسيا ويقلل من اعتماد اوروبا عليها في امدادات الغاز.


بضغط من الولايات المتحدة باتت اوروبا وخاصة بريطانيا مطوة في يد امريكا تلوح بها في وجه طموحات بوتين الساعية الى تحويل العالم الى عالم متعدد الاقطاب بتحالفه مع القوة الاقتصادية والعسكرية الصاعدة الصين.

هل تتوقع نشوب حرب عالمية ثالثة بسبب هذه الحرب؟

السلوك العدواني للغرب بقيادة الولايات المتحدة سيدفع بوتين على الاصرار أكثر على تحقيق اهدافه من خلف هذه العملية مهما كلف الأمر، ورغم وجود معارضة داخلية تراهن عليها امريكا والغرب قد تقلب موازين القوى لصالحها بسب العقوبات الاقتصادية الاستثنائية التي تفرضها على روسيا. لكن القيصر لن يتوانى عن استخدام كل ما لديه من قوة لمواجهة هذه الاجراءات المسعورة، وكما قال في بداية العملية تدخل دول سيدفعني الى استخدام القوة الجبارة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]