اجرى مراسلنا لقاء عبر الهاتف مع الباحث والمحلل السياسي في العلاقات الدولية المقيم في باريس طارق وهبي حول الازمة الأوكرانية وإمكانية اندلاع حرب عالمية ثالثة وموقف الصين من الازمة وتداعياتها على الدول العربية.

وفيما يأتي نص اللقاء:

س: بخصوص الازمة الأوكرانية هل الحرب العالمية الثالثة على الأبواب؟


باعتقادي حتى اللحظة هناك احتمالات كبيرة لاندلاع حرب قوية خصوصا مع تصريحات وزير الخارجية الأمريكي بلينكن المتواجد الان في ليتوانيا الذي يصعد الموقف , فهو يحذر الصين ويطلب منها رفع صوتها , هو يريد ان يحث الصين علي ان تقف مع العالم الذي هو ضد روسيا بما قامت به في أوكرانيا , وهذا امر خطير بمعنى ان هناك نوع من التحريض السياسي والرئيس بوتين الذي هو بحالة نفسية لا يحسد عليها فهو لا يري ولا يسمع احد , ورغم انه اليوم تنازل قليلا بموضوع الممرات الإنسانية الذي يستعمله لمصلحته الخاصة, فهو فتح ممرات إنسانية فقط باتجاه روسيا وبيلاروسيا وباعتقادي لن يذهب اليهما الا الأجانب الموجودين في أوكرانيا.

س: باعتقادك هل تطفئ الدبلوماسية لهيب الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟

الكل يأمل بذلك, لا احد يريد الحرب, الرئيس بوتين بدا الحرب تحت شعار الامن القومي الروسي , وتأديب أوكرانيا وانها غير موجودة, انا براي حتى هذه اللحظة الرئيس الفرنسي ماكرون يحاول دبلوماسيا , وهناك من يراهن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيت الذي ذهب فقط ليلعب ورقة لها علاقة بكل ما يفعله بسوريا, والحصول على ضمانات روسية بعدم الاقتراب من إسرائيل خصوصا انه يلعب على ورقة ان الرئيس الاوكراني هو يهودي ودعا اليهود بالعالم ان يتحدوا من اجل أوكرانيا , اسخف ما يمكن ان نفعله الان هو ان نعتمد علي دبلوماسية المصالح وليس الدبلوماسية الإنسانية لإنقاذ الشعب الاوكراني او الشعوب المحيطة بأوكرانيا , لان تداعيات هذا الموضوع خطيرة حتى على أوروبا , اليوم ارتفع سعر برميل النفط بشكل كبير وكذلك المواد الغذائية في أوروبا, كل هذه التداعيات ورغم ان الرئيس الروسي جالس في عليائه لا يرى أحدا ومصمم على تدمير أوكرانيا وربما يذهب ابعد من ذلك , لا اعرف ما هي الدبلوماسية التي يريدها, واليوم هناك جولة محادثات ثالثة بين أوكرانيا وروسيا وهذا تضييع للوقت وللأسف إرهاب للأوكرانيين أولا وللأرواح المدنية التي تذهب, نرى عملية نزوح في الأجواء الباردة , والسؤال الكبير هل هناك إنسانية لمن يريد تدمير أوكرانيا؟

س : اين الصين من الازمة الأوكرانية؟


الصين لم تأخذ قرارا بعد, ففي مجلس الامن لم تصوت على قرار لإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا , وكذلك في الجمعية العامة لم تتخذ موقفا , الصين تستفيد من كل ما يحدث بمعنى تستطيع انقاذ روسيا بالمفهوم المالي من خلال شراء الغاز والنفط , اكثر من ذلك ستستعمل نظام السوفت الخاص بها لانها تدرك انه ستفرض عليها عقوبات في يوم من الأيام لو قامت بعمل شبيه بما قامت به روسيا من خلال غزوها لتايوان , بالمجمل الصين دائما تراقب هي دولة تجارية لا تهتم الا لمصالحها التجارية وامتدادها الاقتصادي , وحتى مشاريعها التنموية هي مشاريع اقتصادية أي تحصل على الأموال ولا تعطي الا البنية التحتية فقط كما يحدث في افريقيا, لذلك رفع بلينكن السقف تجاهها هو يطلب منها اتخاذ قرار بمفهوم انساني؟

س: ما تأثير الازمة الأوكرانية على الدول العربية؟

بعض الدول العربية لم تتخذ موقفا واضحا من الازمة , براي هناك نوع من شبه تخاذل لان الموضوع ليس دفاع عن أوكرانيا بل مبدئي فعندما تتعدى دولة على دولة ذات سيادة هذا يجب ان يقودنا لمعرفة ماذا حصل في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن , فالمسالة تتعلق بسيادة البلدان , وباعتقادي سيكون هناك تداعيات على الوطن العربي تحديدا بما يتعلق بارتفاع المواد الأولية الغذائية والنفطية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]