من طبيعة وفطرة كل انسان أن يؤيد رأي على آخر، ويدعم جهة على أخرى، في أي صراع أو مقارنة أو تنافس، ونادرا ما نشاهد الحياد التام في هذه المقارنات والمنافسات.

والحروب هي والصراعات العسكرية والسياسية، هي من أكثر الأشياء التي تحزّب الناس، وتضمهم لدعم جهات محددة، ومن هذه الصراعات التي شهدناها في آخر 10 سنوات، هي ثورات الربيع العربي وانعكاساتها على مجتمعنا، وتحديدا الثورة السورية، التي تحزّب أبناء شعبنا على أساسها، بين مؤيد ومعارض، وداعم للنظام السوري، وداعم للثورة السورية.

مستقبلا 

وفي سياق ما اذا هناك تحزُب لأبناء مجتمعنا في الحرب الروسية الأوكرانية، تحدث لـبُكرا حول هذا الموضوع المحلل السياسي عودة بشارات وقال " في الوقت الحالي لا نرى هذا الانقسام بين أبناء شعبنا في دعم أو رفض الحرب الروسية على أوكرانيا، ولكن أرى أن هذا التوجه سيكون مستقبلا".

وتابع بشارات " واذا ربطنا الموضوع بالأزمة السورية، فنرى أن من دعم النظام السوري يدعم الآن روسيا، ومن رفض النظام، يرفض الآن التدخل الروسي في أوكرانيا".

وأكمل بشارات " المشكلة أن هذه الآراء والانحيازات، غير نابعة عن وعي سياسية، أو قراءة سياسية وتحليل معمق، إنما تنبع عن انتماءات سياسية وحزبية وفئوية".

وأردف بشارات " هذه الحرب خطيرة جدا، فمن المتوقع والممكن أن تكون شرارة حرب عالمية ثالثة، ونحن لا نتحدث عن حرب عالمية كما الحرب العالمية الثانية، التي استخدم فيها النووى بشكل بسيط للتكنولوجيا النووية اليوم، الحرب العالمية اذا ما تم استخدام النووي فيها، فهو الدمار ونهاية العالم".

ليست رأي عام 

وفي حديثه لـبُكرا قال المحلل السياسي عصمت منصور " حتى الآن لا نلاحظ أي انقسام مع الجانب الروسي أو الأوكراني، بالطبع هناك توجهات واختلافات فردية، لكنها لم تتحول لرأي عام".

وتابع منصور " مثلا الأزمة السورية، كان لها انعكاس كبير في المجتمع الفلسطيني نظرا للروابط مع سورية وشعبها، الديني والثقافي والسياسي وأيضا العامل الجغرافي، لكن الوضع في أوكرانيا مختلف تماما، ولا يحمل نفس التأثير السوري علينا".

وأشار منصور " اذا ما تشعبت الحرب وطالت شرارتها لمنطقتنا، فالطبع سيحدث انقسام كبير نظرا للتعددية الفكرية التي عند شعبنا ومجتمعنا".

الشؤون الخاصة 

ومن ناحيته قال المختص في الشؤون العسكرية د. فادي نحاس أنه فيما فيما يخص الأزمة السورية فالأمر مرتبط مباشرة بشعبنا كفلسطينيين وعرب، فاتخاذ الموقف في هذه الحالة يكون من منطلق ديني وقومي.

وفي جزئية الانقسام الشعبي في مجتمعنا، فاستبعد الأمر، وأنه لا يرى إمكانية لانقسام ملحوظ، لأن شعبنا عنده قضاياه الخاصة التي تغنيه عن تتبع القضايا الأخرى بشكل مكثف، انما التتبع سيكون عاديا وكما الشعوب الأخرى.

وفي سياق اذا ما وصلت شرارة الحرب لمنطقتنا، فاستبعد هذا الادعاء أيضا، وأن التصور المرحلي هو لحرب محصورة بين الروس والاوكران، وأنه لا بد من وجود مناوشات وتوترات مثل ما حصل في أربيل العراقية.

واختتم نحاس، أنه حتى اذا ما تطلعنا للقوى الإقليمية، فنرى أنها حذرة باتخاذ بتصريحاتها واتخاذ الموقف، واذا ما امتدت الحرب لمنطقتنا، فهي حرب عالمية بالتأكيد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]