تتباين الآراء وتختلف على الحرب الأوكرانية - الروسية، وها نحن اليوم وصلنا لليوم ال23 بالحرب، مع تقدم روسي ملحوظ، ومقاومة أوكرانية شرسة، وعقوبات غربية شديدة، وتباين في الآراء والتوقعات بين المحللين السياسيين والشارع العربي والعالمي.

ومن جانبه قال المحلل السياسي والإعلامي د. أحمد رفيق عوض: " موقفي من الحرب الأوكرانية - الروسية استثنائي نوعا ما، كوني أتحدث من بلد محتل، لذلك لا يمكنني أن أبرر الاحتلال، لا من مستوى أخلاقي أو نضالي أو تاريخي، ولكن اذا ما نظرنا للحرب الأوكرانية - الروسية، فهي حرب عائلية، وكما قال بوتين أن كييف هي أم الروس وعاصمتهم الأولى، وثانيا أن هناك تاريخ طويل وعلاقات وطيدة واتفاقيات أمنية عديدة مع أوكرانيا، ومع كل هذا، هذه الحرب كانت متوقعة حتى من عام 2004.. روسيا بلد متفككة منذ نهاية الاتحاد السوڤيتي، والناتو وأمريكا تحديدا يريدون الاستفادة من هذه الحالة بأكثر شكل ممكن".

وتابع عوض: "نحن نتفهم المقاومة الأوكرانية كما نتفهم المطالب الروسية، ولأن هناك علاقات عديدة بين الروس والأوكران، نتمنى التوصل لتسوية بين الجهتين، لأن المستفيد الأكبر من هذه الحرب هو الجانب الأمريكي، الذي ستستفيد شركاته ماديا، وستتوسع سيطرته بشكل أكبر في أوروبا".

وأشار عوض: "روسيا لن تتراجع عن مطالبها اطلاقا، والناتو لن يحقق ما يريد إلا بالتفاوض، وهذا ممكن بعد انهاك الطرفين، وأن يجلس الجميع على طاولة المفاوضات، وهذه هي نهاية الحرب.

وبدوره قال المحلل السياسي والمحاضر في الجامعة العربية الأمريكية د. فارس الديك: " لا شك ان الحرب بشعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، اضافة للتبعات الاقتصادية المعقدة، اعتقد أن قطعة الجبن الأمريكية (أوكرانيا) شكلت شهية عند الدب الروسي، وهنا يكمن التعقيد، حيث تحاول أمريكا ترتيب أوراقها لتبقى على عرش العالم، وتجمع الدول حولها كما حصل في الحرب على العراق وأفغانستان، وروجت أنها حرب ضد الإرهاب، ها هي الان تعمل بنفس الخطة، لاعادة ترتيب أوراقها لتطويل مدة حكمها للعالم وبقاءها في سدة العرش العالمي".


وأكمل الديك: "الامور تتعلق بالهيمنة من أقطاب القرن العشرين، ومحاولة القطب المنتهي عام 91 العودة الى مسرح العالم بوجود رئيس لديه الخلفية والطموح، في ظل هذه الخلفية نستطيع أن نتحدث عن 3 سيناريوهات، الأول أن يغير الرئيس الأوكراني ميوله 180 درجة ليكون بصف بوتين، وأجزم أن هذا السيناريو لن يكون، السيناريو الثاني أن يدخل الجيش الروسي لكييف ويسقط نظام الحكم، وتصبح جزء من إعادة بناء الإتحاد السوڤيتي وهذا المخطط سيحدث طالما حلف الناتو سيبقى على ما هو عليه، السيناريو الثالث أن دول الناتو أو أي دولة من الناتو تدخل الحرب وتتعدى الخطوط الحمراء التي وضعتها روسيا وتعتبرها اعلان حرب عليها، وبالتالي سيكون هناك حرب عالمية ثالثة مؤكدة، لانه لن يكون هناك خيارات، إلا الحرب، ولهذا السبب رأينا روسيا تلوح بالخيار النووي، وكذلك الناتو، ورأينا الناتو يتجنب الحل العسكري مع روسيا ويعمل في اتجاه العقوبات الاقتصادية فقط، التي أيضا ستؤثر على العالم كله، أعتقد أن جزء من هذه العقوبات سيعمل على بداية تغيير لتقوية روسيا لانها ستجد بدائل أخرى خاصة بها، ومنها نظام سويفت، من الطبيعي أن تؤسس روسيا نظام مالي آخر الذي سيغزو العالم أيضا، وإن لم تكن أوكرانيا شرارة الحرب العالمية الثالثة، سيكون جشع وحب السيطرة شرارة لهذا الحرب بالتأكيد".

وأردف الديك: "ومن ناحية أخرى هناك مخاوف حقيقة عند الدب الروسي من انضمام أوكرانيا لحلف الناتو، الأمر الذي يعيق طموحها من جهة في اعادة الأمجاد الروسية، والذي يشكل خطرا على أمنها القومي، باتت أوكرانيا ساحة للدمار بين العمالقة".

ومن جهته قال القنصل العام الفخري لروسيا الاتحادية في شمال البلاد د. أمين صفية: " نحن نعتبر هذه الحرب، حرب استنزاف بدأت من عام 2014-2015 على أيدي السلطات الأوكرانية وها هي تستمر حتى الان".

وتابع صفية: " هذه الحرب بدأها الغرب بدمية زيلينكسي وكييف، ودفعهم للمواجهة المباشرة، وطبعا سيدفعون ثمنها غالٍ".

وأكمل صفية: " اذا لم تتم الموافقة على مطالب روسيا الاتحادية، بنزع سلاح أوكرانيا، وعدم انضماما للناتو، والاعتراف بشبه جزيرة القرم، والاعتراف بدونيتسك ولوغانسك مقاطعات مستقلات، فسيكون دخول كييف قريبا جدا، الغرب يعلم هذا جيدا، وأن بوتين لن يتراجع خطوة واحدة للخلف".

وفي سياق متصل قال صفية: " لا أتوقع وصول شرارة هذه الحرب للشرق الأوسط، ومنطقتنا انهكت بالحروب، وخرج منها عشرات ملايين اللاجئين للغرب، فاستبعد هذا الخيار".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]