في العقد الأخير طرأ تحسن كبير على مكانة المرأة في المجتمع العربي. لقد نجحت النساء العربيات في تحطيم السقف الزجاجي في عدة مجالات. في السنة الأخيرة تمكنت أكثر من 1300 سيدة من تحطيم الحواجز وتعزيز استقلالهن الاقتصادي

في 8 آذار/مارس من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة وفي 21 آذار/مارس يحيي المجتمع العربي عيد الأم. تم اختيار ثلاثة جوانب من النشاط النسائي لتكون محور هذا اليوم: ذكرى النساء اللواتي عملن في الماضي ويعملن اليوم من أجل تحقيق المساواة في الحقوق، ومساهمة النساء في السلام العالمي وانجازات النساء.
في العقد الأخير، طرأ تحسن كبير على مكانة المرأة في المجتمع العربي، وتمكنت العديد من النساء من تحطيم السقف الزجاجي في العديد من المجالات. ومع ذلك، فإن 38٪ فقط من النساء العربيات يعملن في سوق العمل - وهذا الرقم له آثار عديدة على حياة ومكانة المرأة والمجتمع العربي. أي أن التشغيل لا يزال يمثل تحديًا كبيرًا في طريق تقدم المرأة.

تقود جمعية "بعتسمي" عددا من البرامج في مجال العمل والتشغيل في صفوف الفئات السكانية المهمشة التي لا تجد أمامها سوى فرصًا محدودة. وبالنسبة للنساء فإن أبرز هذه البرامج هو برنامج– المرأة الريادية". يهدف برنامج "المرأة الريادية"، الذي تقوده مديرية ذراع العمل في وزارة الاقتصاد إلى توفير أدوات للأمهات من مجتمعات محافظة لمساعدتهن على الاندماج و/أو تحقيق تقدم في عالم العمل وتجاوز العقبات الثقافية والاجتماعية.

من خلال المرأة الريادية، تُمنح هؤلاء النساء، اللواتي حظين بقدر قليل من التعليم، ولا يعملن أو يعملن في ظروف بطالة مقّنعة، مرافقة شخصية وجماعية طويلة المدى. يتم تزويدهن بالأدوات والمهارات المطلوبة لتحقيق التغيير المطلوب للاندماج وتحقيق التقدم في عالم العمل بشكل ناجح.
تقول دنيا زعبي سليمان، مديرة لواء حيفا والمثلث في برنامج "المرأة الريادية":
"السيرورة التي تمر بها المشاركات في برنامجنا هي رحلة اكتشاف داخلية لقدرات كل مشاركة ونقاط قواها التي تُنسى أحيانا على طول الطريق. في محور هذه الرحلة تمثل أمومة كل مشاركة تحديًا، ولكنها في الوقت نفسه تشكل مصدر قوة لمواجهة تحديات وحواجز داخلية وخارجية وهيكلية غير بسيطة نحو تحقيق أهداف التشغيل. أقرب صورة لعملنا هي مثل الحجر الذي يُلقى في الماء فيخلق من حوله أمواجاً صغيرة ؛ من خلال عملنا مع المشاركات على عنصر العمل باعتباره عنصرًا يعمل على تمكين وتقوية المرأة، فإننا نقوم بتمكينها والتأثير عليها، وعلى أطفالها، وعلى عائلتها، وحتى على المجتمع المحلي والمجتمع ككل. عند العمل مع إحدى المشاركات، فأنت ترينها وترين نفسيتها وأطفالها وتدركين أن التغيير الذي تدخلينه إلى حياتها هو في الواقع تغيير للمجتمع بأسره. السعادة التي تشعرين بها عند رؤيتك للتغيير الذي مرت به يستحق كل هذا العناء."+ תמונה שלה.

من بين القصص التي تعرفنا عليها قصة اكمال من يانوح-جت، التي انضمت قبل سنة ونصف خلال فترة جائحة كورونا إلى برنامج "المرأة الريادية" بهدف إحداث تغيير جذري في حياتها وفي جودة حياتها. وصلت اكمال إلى البرنامج وهي في وضع اقتصادي صعب للغاية وإحباط شديد بسبب الوضع في المنزل. تفاقم الوضع في فترة كورونا وبحثت اكمال طوال الوقت عن حل يساعدها على توفير لقمة العيش للعائلة.
بعد مرافقة عن شخثصية وعن قرب والمثابرة في اللقاءات . بدأ التغيير الجذري وزادت الثقة بالنفس - بدأت اكمال العمل بدوام كامل في متجر لبيع الملابس وسرعان ما تمت ترقيتها لإدارة المتجر مع زيادة كبيرة في الراتب. تحسن الوضع في المنزل بفضل المدخول الشهري وحدث استقرار في الوضع الاقتصادي. تطلعت اكمال قدمًا وقررت تحقيق حلمها والتسجيل للتعليم. اليوم تدرس اكمال في معهد العلوم المالية (המכללה לפיננסים) في حيفا بفضل منحة حصلت عليها من جمعية "بعتسمي".
اكمال هي مثال على تغيير جذري في مجال العمل وفي الجانب الاجتماعي وفي الجانب الشخصي على وجه الخصوص. من امرأة عاجزة تحولت إلى امرأة سعيدة وحيوية. تروي لنا اكمال: "بفضل الدعم اللامتناهي من مركّزة البلدة والبرنامج تمكنت من الوقوف على قدمايّ وتحقيق ذاتي وأن أعيش من جديد. في وضع اقتصادي واجتماعي متدني جدا هناك صعوبة من الناحية الاقتصادية والنفسية، كنت بعيدة عن سوق العمل لمدة خمس سنوات تقريبا، تركت العمل لأخصص وقتي للأطفال ولزوجي. اليوم أنا امرأة مختلفة – أؤمن بنفسي وبقدراتي".

مريم دلاشة من بعينة النجيدات، هي السيدة الأكبر سنا في البرنامج، وهي تتمتع بالقدرات والحكمة وأم لعائلة كبيرة. عملت لسنوات كمساعدة مرافقة لابنتها التي كانت من ذوي الاحتياجات الخاصة. بعد وفاة ابنتها، أخذت مريم الكثير من الدورات التدريبية لكنها لم تحقق كامل قدراتها. انضمت إلى برنامج "المرأة الريادية" بهدف الحصول على ارشاد وتحقيق تقدم كبير في حياتها. بعد ورشات عمل عدة تقرر معًا أن تواصل دراستها في الجامعة المفتوحة في مجال علاج صعوبات التعليم وفي الوقت نفسه واصلت عملها كمربية بدوام كامل. بعد تخرجها بنجاح كبير، في عام صعب بسبب جائحة كورونا، ساعدت الجمعية مريم التي افتتحت أول مركز تعليمي متخصص في صعوبات التعليم في القرية. اليوم، يكتظ المركز بالطلاب في ساعات بعد الظهر.
مريم، التي كانت في وضع اقتصادي سيء، أحدثت ثورة في حياتها – بنفسها، اكتشاف نقاط القوة لديها، والعمل وتلقي التدريب إلى جانب طموحها ورغبتها في تحقيق تقدم.
"لكل إمرأة بقول ، لا توقفي عن الحلم ،لا تقولي كبرت بالعمر ،حطي هدف قدامك وكملي ، ورح تصلي لتحقيق حلمك .أنا حلمت، ثابرت، وحققت الهدف واليوم قاعده بقطف ثمرة نجاحي من فضل الله وفضل مشروع المرأة الريادية وبسعى لأصل أكثر وأكثر لحتى يكبر مشروعي وأغدر كمان أشغل صبايا معي بالمركز التعليمي ".

وتضيف دلال دلاشة، مركّزة برنامج "المرأة الريادية" في بعينة النجيدات "مريم التي نعرفها جميعا هي سيدة هادئة وجميلة ومرحة وفي منتهى الذكاء. تعرفت عليها في أول لقاء جمعنا وعلى الحكمة التي تتمتع بها، والقوة النسائية التي تسعى دائما للتقدم. وصلت إليّ لأنها لم تكن تعرف إلى أين وكيف ستصل لتحقيق حلمها. لم تتح لها الفرص لإكمال لقب جامعي لكنها درست دورات تدريبية كثيرة دون أن تعمل. تحقيق الحلم في نظري كان سهلًا، لأنه ليس من الصعب توجيه امرأة متعلمة مثلها. توجهنا فورًا إلى الجامعة المفتوحة وسجلناها في موضوع علاج صعوبات التعلم بالفن. الدورة منحتها الكثير ووجهتها لمواصلة تعليمها والحصول على اللقب. بدأ ت مريم بتعليم مجموعة أطفال في المنزل، ثم قامت باستئجار طابق أرضي، وبمساعدة ’بعتسمي’ نجحت في افتتاح أول مركز تعليمي لها. أنا فخورة جدا بكونها مشاركة في البرنامج، امرأة عربية تكافح من أجل نفسها ومن أجل عائلتها ومن أجل دعم الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة والمجتمع على حد سواء". + תמונה שלה.
نبذة عن جمعية بعتسمي
’بعتسمي’ هي جمعية اجتماعية تعمل منذ 25 عاما على تعزيز فرص العمل بين السكان المهمّشين الذين لا يملكون الكثير من الفرص. ’بعتسمي’ متخصصة في تشغيل برامج عمل حكومية أو ذاتية وتساعد ما يقرب من 17,000 امرأة ورجل وعائلة في كل عام، في 140 مركز نشاط في جميع أنحاء البلاد. بالإضافة إلى ذلك، تدير الجمعية مركز مساعدة قطري عبر الهاتف مخصص للعاطلين عن العمل والباحثين عن عمل؛ وتعمل على تطوير نماذج ومعرفة مهنية وتدريب طواقم مهنية في جمعيات مختلفة. يأتي المشاركون في برامج العمل بالجمعية من فئات سكانية متنوعة – عرب، وحريديم، ومهاجرون جدد وقدامى، وشباب، وكبار في السن، وأفراد وعائلات. تشكيلة النشاطات والبرامج التي طورتها الجمعية وتديرها تهدف إلى تقليص الفقر والفوارق الاجتماعية في إسرائيل، وتفتح أمام المشاركين مستقبلًا جديدا لهم، لعائلاتهم، وللمجتمع الذي يعيشون فيه.












 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]