حول الأوضاع الأمنية التي تعصف في البلاد تحدث موقع بكرا مع المحلل السياسي محمد دراوشة:  

هل تعتقد ان اسرائيل معنية بالتصعيد على جميع الجبهات: حماس، القدس....؟

لا اعتقد ان الحكومة الاسرائيلية اليوم قادرة على التصعيد بسبب تركيبتها المعقدة ووجود جهات يسارية فيها قد تُحرج من الائتلاف بعض هذه المركبات مثل ميرتس والقائمة الموحدة، مما قد يهدد استقرار الحكومة. شلل هذه الحكومة وعدم قدرتها بالتقدم في المسيرة السلمية مع الفلسطينيين، هو ذات الشلل الذي يلجمها ويمنع التصعيد في هذه الفتره، الا اذا كان هناك قرار بتفكيك الحكومة من طرف بينيت او بيني چانتس.

من هي الجهات التي يمكن ان تستفيد من هذا التصعيد؟

المستفيد الأول من التصعيد سيكون بنيامين نتنياهو، لأن الحكومة ستدخل عندها في فوضى عارمة، تهدد استمرارها ، وهذا سيخلق فرصة للتصالح بين نتنياهو وبينيت لاعادة ترتيب اوراق اليمين الاسرائيلي واحكام سيطرتهم على البلاد بدون احزاب المركز-يسار. كذلك قد تستفيد بعض الاطراف الفلسطينية التي ترغب في تغيير التركيبة السياسية، والإطاحة بالرئيس محمود عباس واستلام زمام الامور مكانه.

ازاء الاحداث الاخيرة والعمليات التي حصلت، كيف تستشرف المستقبل على المستوى الاسرائيلي والمحلي، هل نشهد اجراءات جديدة

ستحاول الحكومة في ظل الاحداث الاخيرة اتخاذ بعض الاجراءات الاحترازية، والتضييق الأمني على الفلسطينيين لإرضاء الشارع اليهود واسكاته.  ولكنها في ذات الوقت لا تستطيع ان تخلق مواجهة واسعة مع كل قطاعات المجتمع الفلسطيني، وعليه سنشهد اجراءات محدوده، هدفها اظهار تحكمهم بالامور وكسب الوقت لا اكثر.

محلياً، الحكومة تعتمد على شريك عربي، ولا يمكنها التعامل مع المواطنين ألعرب كأعداء، وستتمحور اجراءاتها بما يمكن تعريفه كمحاصرة للعنف والجريمة، ولن يكون هناك اجراءات سياسية فعلية ضد المواطنين ألعرب ككل ، فمصلحة الائتلاف تتطلب عدم احراج القائمة الموحده اكثر من اللازم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]