عاش النقب خلال الايام العشر الاولى من شهر رمضان المبارك وحتى ليلة امس ظروفا قاسية استثنائية شديدة الوقع على النفوس، حيث تعرضت عدة مقاهٍ في مدينة رهط لاطلاق الرصاص الحي خلال تواجد روادها فيها بعد الافطار، وفي احدى المرات كان هنالك عدد من الاصابات، وامس ايضا اضيف الى المصابين شاب اخر تعرض لرصاصة في الكتف كادت تكون قاتلة لولا لطف الله، بينما اللقية وتل السبع فقد شهدتا موجة من اطلاق الرصاص الحي مرة خلال شجار ومرة تعبيرا عن الفرح!!


المواطن في الجنوب وتحديدا في رهط لم يعد يشعر بالامان، حيث ان السلاح المنتشر والذي صار افة اشد.فتكا من فيروس كورونا الذي زار البلاد ضيفا ثقيلا منذ اواخر 2019 وحتى اليوم، بل ان اعداد ضحايا الكورونا تكاد لا تذكر الى جانب اعداد ضحايا ومصابي السلاح غير القانوني المنتشر في الوسط العربي بشكل عام وفي النقب بشكل خاص، ورغم الكشف مرارا وتكرارا عن كون معظم هذا السلاح قد تم تسريبه من داخل قواعد الجيش للشبان العرب، الا ان اجراءا حقيقا واحدا لم يتخذ الا بعدما اصبح واضحا ان جزءً من هذا السلاح تم توجيهه الى الوسط اليهودي، ليصبح ارهابا بدوافع قومية بعد ان كان مجرد عنف عشائري بين البدو!.

 

كانت عصارات الاجرام تجوب شوارع مدينة رهط لفرض الاتاوات (الخاوة) بقوة السلاح على من يأتي من خارج المدينة

قبل سنوات كانت عصارات الاجرام تجوب شوارع مدينة رهط لفرض الاتاوات (الخاوة) بقوة السلاح على من يأتي من خارج المدينة للاستثمار فيها، ما جعل الغالبية تنفر من الدخول الى المدينة، واليوم وبعد ان ضاقت السبل بعصابات العالم السفلي توجهت رصاصاتهم الى ابناء البلد المستثمرين واصحاب المقاهي بشكل خاص، مرة بذريعة تشغيل الفتيات، ومرة بذريعة مناقصة لم يحصل عليها فلان وفاز بها فلان، ومرة وبشكل واضح لا يدع مجالا للشك بأنهم جاؤوا لتدفيع اصحاب المحل التجاري الخاوة برضاه او مكرها تحت ازيز الرصاص حتى وان كانت النتيجة اصابة اشخاص لا علاقة لهم بالامر سوى انهم تواجدوا في المكان في التوقيت الخطأ.


ورغم ان الجميع يعلم عن وجود هذه العصابات منذ زمن الا ان احدا لم يتخذ اجراءً رادعا ضدهم ولم يتم تكثيف العمل الامني للشرطة للسيطرة عليهم وفرض الامن والنظام على الجميع وللجميع.


صاحب مقهى كافيه كافيه في رهط ابراهيم العبرة قال مستذكرا ما جرى معه:" عندما هدأت الامور واختليت بنفسي بدأت اتذكر ما جرى معي بدقة قبل حادثة اطلاق الرصاص على المقهى، تذكرت ان ثلاثة شبان جاؤوا الي قبل الحادث وسألوني عما اذا كنت اريد (قاف) لهذا المحل وهي تعني خاوة فضحكت وقلت لا اريد، ويبدو ان ما جرى معي هو وسيلة للضغط علي لدفع الخاوة، اضف الى ذلك انني من عائلة معروفة وهنالك بعض الخلافات وهذا المحل قبل فتحه اثيرت حوله موجة من الشبهات الغير صحيحة، اليوم للاسف حركة العمل لدي ضعيفة ولكنني مستمر وسأنتظر حتى نهاية رمضان لاعيد ترتيب اوراقي من جديد".

 

ابراهيم الجبور قال: "الخاوة كانت موجودة دائما في رهط بشكل ضئيل ضد اصحاب محلات تجارية من خارج رهط 

عضو بلدية رهط السيد ابراهيم الجبور قال: "الخاوة كانت موجودة دائما في رهط بشكل ضئيل ضد اصحاب محلات تجارية من خارج رهط او اشخاص ليس هنالك من يحميهم في المدينة، اما ما جرى مؤخرا في رهط فليس بسبب الخاوة انما خلافات بين عائلات لم يتم حلها بشكل صحيح، المعالجة وطريقة الخلاف توصل للعنف، وكلنا نعلم ونشاهد حجم العنف في الوسط العربي وفي النقب ورهط بشكل خاص، وللاسف الشرطة اصبحت غير قادرة على وقف هذا العنف ومعالجته واعتقال القائمين به، استغرب واستهجن ان نجعل من هذه المشاكل الحاصلة بين العائلات بانها بسبب الخاوة فهذا يسيء الى البلد من ناحية اقتصادية تجارية، لذلك ما حصل في مقاهي رهط خلفيتها لم تكن الخاوة فالكل يعلم ان هنالك خلاف بين عائلتين تطور ليصل الى ما حدث، واطالب الجميع بالتوقف عن التشهير وعدم خلق سمعة تسيء الى رهط والمحال التجارية فيها".

وسواء اعتمدنا رواية ابراهيم العبرة او رواية ابراهيم الجبور كرواية حقيقية لمجريات الاحداث، فإننا مضطرون للاعتراف بأن الوضع في النقب ينزلق بشكل خطير وقد يوصلنا الى مرحلة لا تحمد عقباها، فالسلاح المنتشر بين جيل الشباب اصبح خطرا حتى على اسرهم المصغرة، وليست حادثة الشجار بين اخوين وطعنهما احدهما للاخر خلال تشييع جثمان والدهما في رهط ببعيدة عنا، وقد نرى الاطفال الصغار في السنوات القادمة يحملون السلاح ويوجهونه نحو بعضهم البعض وكأنه امر طبيعي، وهنا لن يكون مجال للعودة خطوة الى الوراء.

 

كشفت القناة 13 عن لقاءجمع رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، في بلدية بئر السبع، مع رئيسها ورؤساء سلطات محلية عربية في النقب، على خلفية نشر علاقة منفذ عملية بئر السبع بتنظيم داعش

احداث الامس اتت بعد يومين من لقاء جمع بين رئيس بلدية رهط فايز لبو صهيبان وعدد من أعضاء البلدية بقائد لواء الجنوب في الشرطة، اللواء عمار بيرتس، وكانت قد كشفت القناة 13 الليلة قبل الماضية النقاب عن لقاء آخر جمع رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار، في بلدية بئر السبع، مع رئيسها ورؤساء سلطات محلية عربية في النقب، على خلفية نشر علاقة منفذ عملية بئر السبع بتنظيم داعش، حيث طالب عدد من الرؤساء من رئيس الشاباك استعمال كافة الوسائل التكنولوجية في البلدات العربية في النقب.


الغريب في الامر ان الشرطة واذرعها عندما بدأت بالتحرك في النقب قامت بمهاجمة بيوت اناس مسالمين لا علاقة لهم بالاجرام والعنف، وقلة قليلة ممن داهمت بيوتهم وفتشتها هم اصحاب خلفية جنائية، وهؤلاء احرص من ان يخبؤوا سلاحا داخل بيوتهم، الا ان الاغرب ان الشرطة لا تتحرك اطلاقا الا عند وقوع جريمة قتل حتى وان كان الخلاف المؤدي اليها قد استمر لسنوات طويلة، حيث يكون من الممكن السيطرة عليه قبل تفاقم الوضع، وغالبا ما تنتهي هذه التحركات باغلاق ملف اي قضية قتل دون اتخاذ اي اجراء ودون القاء القبض على الجناة، بينما اليوم وبعد ان اصبح الخطر قريبا من المواطنين اليهود في البلاد اصبحت الاجراءات في المدن اليهودية اكثر دقة واسرع نتيجة وتحت مسمى واضح وهو محاربة الارهاب!.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]