قال المحلل السياسي راسم عبيدات انه مع إعلان إدارة "جماعة الهيكل" التابعة لإتحاد منظمات المعبد والتي دعت أنصارها للقيام بعمليات الإقتحام الواسعة للمسجد الأقصى بدءاً من يوم غد الأحد حتى يوم الخميس القادم، والسعي من أجل إدخال قرابين الفصح الى ساحات المسجد الأقصى ونثر دمها على صحن قبة الصخرة ،فإن الأمور فيما يتعلق بالأقصى ،تتأرجح بين استمرار التهدئة أو التصعيد والانفجار .

وقال ل بكرا " اذا ما فشلت جماعات الهيكل في إدخال قرابين فصح حقيقية سيستعاض عنها الآن بإدخال دمى ويتم نثر النبيذ بدل الدم على صحن قبة الصخرة وكذلك سيتم القيام بلبس ملابس " التوبة" الخاصة بالكهنة لتعزيز حضور طبقة الكهنة في الأقصى.

وراى بأن حالة الهدوء النسبي التي يشهدها المسجد الأقصى،هي أتت نتاج حالة الصمود التي سطرها كل أبناء شعبنا المتواجدين في الأقصى من القدس والداخل الفلسطيني – 48 – والضفة الغربية، والذين تصدوا لوحشية جنود وشرطة الإحتلال والتي أرادوا من خلالها جس نبض أبناء شعبنا المتواجدين في الأقصى وقياس ردة فعلهم على عملية الإقتحام تلك، لكي يبنوا عليها خطواتهم ومواقفهم وتحركاتهم القادمة، فيما يتعلق بالسماح للجماعات التلمودية والتوراتية بإدخال قرابين الفصح او تأجيل عملية إدخالها حتى تتوفر ظروف ناضجة لذلك.

رد مباشر

واعتبر المحلل عبيدات أن صلابة الموقف الفلسطيني الشعبي وخاصة لكل من تواجدوا واعتكفوا في المسجد الأقصى وصمودهم بالإضافة الى التهديدات التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية واجنحتها العسكرية من قطاع غزة ،بأن اي عبث بقضية الأقصى ستتبع رد مباشر من قوى المقاومة الفلسطينية، وكذلك الضغوط السياسية التي مارستها العديد من الأطراف عربية واقليمية ودولية لمنع انفجار الأوضاع، ساهمت في تهدئة الأوضاع على جبهة الأٌقصى.

وتابع يقول لذلك نحن غدا سنقف امام العديد من السيناريوهات ..أن لا تسمح حكومة الإحتلال للجماعات التلمودية والتوراتية بإدخال قرابين الهيكل الى الأقصى، ولكن قد يتم السماح لهم بإدخال قرابين رمزية على شكل دمى ونثر النبيذ بدل الدم على صحن قبة الصخرة مع اداء طقوس تلمودية وتوراتية علنية في ساحات الأقصى...حتى لا تنفجر الأوضاع على نحو شامل، وبما يجعل هذا الإنفجار على شكل هبة شعبية تتحول الى انتفاضة شاملة...

الجماعات التلمودية

واكد انه قد يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بينت والذي تعيش حكومته أزمة سياسية عميقة، كنتاج لإستقالة وانسحاب رئيسة ائتلاف حكومة " التغيير" عيديت سيلمان ، وكذلك الإتهامات الموجهة لحكومته بالضعف أمام الفلسطينيين ،وخاصة بعد العمليات الفلسطينية الأربع ، بالإضافة لفقدان المجتمع الإسرائيلي للأمن الشخصي...هذه العوامل قد تدفع ببنت الى عدم معاداة الجماعات التلمودية والتوراتية والمستوطنين، والذين يحتاجهم في بقاء حكومته وعدم سقوطها الى اعطائهم الضوء الأخضر لإدخال قرابين الفصح، ويذهب للتصعيد كهروب من ازماته الأمنية والسياسية وحالة الإرباك والقلق التي تسود جيشه وحكومته من أجل خلط الأوراق.

ولفت الى ان هذا سيقود حتماً الى انفجار واسع، يتجاوز حدود مدينة القدس وسيمتد اللهيب الى كل فلسطين لتصل الأمور الى حد معركة " سيف القدس 2"، على نحو اوسع واشمل من معركة سيف القدس 1"، والتي ربما في تداعياتها قد تستدعي تدخلات ومشاركات اقليمية في المواجهة العسكرية، على شكل حرب محدودة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]