ما زالت بلداتنا العربية بالداخل تشهد حالة توتر تنامت بالفترة الأخيرة كرد فعل على اقتحامات المستوطنين واعتداءات القوات الاسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك وممتلكاته والمصلين والمعتكفين.

فيما شهدت حيفا والناصرة وأم الفحم وطمرة وعدة مدن وبلدات، ومناطق بالضفة الغربية وغزة مظاهرات ووقفات احتجاجية مساندة ومناصرة للقدس والمسجد الأقصى.

وبالرغم من انتهاء اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى في رمضان، إلا أن الوقفات الاحتجاجية ما زالت جارية، لكن بمشاركة محدودة لحد ما ويقول عدد من المراقبين أن السبب يعود أن هنالك جهات عديدة في المجتمع العربي غير معنية بتكرار أحداث أيار الماضي، والقصد أحداث هبة الكرامة.

مصدر فخر 

وفي حديثه لـبُكرا قال المدير الاستراتيجي - مركز المجتمع المشترك "چفعات حبيبه": " الحراك الشعبي في القدس كان مصدر فخرٍ لكل مسلم وكل فلسطيني، وقوف شباب ونساء وشيوخ الشعب الفلسطيني امام هجمة التدنيس كانت هي الرادع الأساسي لمنع تمادي الهيمنة الاسرائيلية، وقوى اليمين الاستيطاني التي تحاول جاهدة سرقة مقدساتنا، وخلق واقع تقسيم زمني في الأقصى، وتحويله الى معبدٍ يهودي، بعكس هويته الاسلامية الحقيقية الحاضرة على مدارات-١٤٠٠ سنة الماضية".

وتابع دراوشة: " وكذلك كان لمشاركة الآلاف بالصلوات والاعتكافات، والحضور الفعلي الى باحات الأقصى، وأزقة القدس العتيقة، الأثر الأكبر بتحشيد الجماهير الفلسطينية لتستمر بالتدفق الى مسرى الرسول، ولتأكيد هويته الدينية والوطنية".

وأكمل دراوشة: " ردود فعل القوى الوطنية، الرسمية منها والغير رسمية كانت مضبوطة جداً، ربما رغبةً بعدم تنغيص الأجواء على الشعب الفلسطيني، ولكن ردود فعل بقية دول العالم، بدت فاترةً جداً، وأظهرت عيب الإزدواجية التي تلازم المواقف الدبلوماسية، حين يتعلق الأمر بالشعب الفلسطيني".

واختتم دراوشة: " هنالك فجوة أخلاقية واسعة تتجلى في هذه الايام بين مواقف الغرب والعرب الحازمة حول ما يجري في اوكرانيا، مقارنةً مع مواقفهم الحريرية في التعامل مع اسرائيل، الإبن المدلل لهذه الانظمة، علينا الا نتوقع الكثير من الجهات الرسمية، التي دائماً تتخاذل في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة".

لم يكن كافٍ 

وبدوره قال المحلل السياسي عصمت منصور: " الحراك الشعبي والجماهيري لم يكن كاف، وكان غير موجه وغير منظم بالشكل المطلوب".

وتابع منصور: " المشكلة أننا اعتبرنا القرابين هي المشكلة وليس الاقتحامات وإفراغ وتخريب المسجد الاقصى المبارك وممتلكاته، وأن مسيرة الاعلام هي المشكلة، وقد رأينا حشد شعبي واعلامي وسياسي في يوم المسيرة، ولم نرى مثل هذا الحشد على مواضيع اخرى مهمة".

واختتم منصور: " واضح أن القدس والمسجد الاقصى ما زالوا يجذبوا الفلسطينيين كافة والمسلمين وغير المسلمين والعرب ونسبة لا بأس بها من العالم الغربي، ولا زالت القدس قادرة أن تكون العنوان وأن تغير المعادلات".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]