وجّه رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، انتقادات حادة للقائمة العربية الموحدة ورئيسها عضو الكنيست منصور عباس، حيث وصفه بـ "أبو رغال" المرحلة، وهذا مصطلح عربي يعبر عن الخيانة.

وخاطب السنوار عضو الكنيست منصور عباس وقال: " تشكيلكم شبكة أمان لحكومة الاحتلال التي تأخذ القرار لاستباحة المسجد الاقصى، هو جريمة لا يمكن أن نغفرها لكم، وهو تنكر لدينكم وعروبتكم".

ومن جهته رد عباس على تصريحات السنوار قائلا: " لسنا ملزمين بأيّ شيء ليحيى السنوار، ونعمل لصالح المجتمع العربي وليس لأيّ جهة أخرى".

يذكر أن هذه المرة الأولى التي يتم فيها انتقاد لحزب "اسلامي" في الداخل الفلسطيني من قِبل حركة حماس.

وجود عباس في الحكومة مخجل

وفي حديثه لـبُكرا، قال المحلل السياسي عصمت منصور: " هذا الموقف يعبر عن حماس وباقي القوى السياسية وغالبية قطاعات الشعب الفلسطيني ضد وجود عباس وقائمته في الحكومة الإسرائيلية، لكننا لأول مرة نشهد مثل هذه التصريحات الحادة، ودعوة عباس لأن لا يقدم شبكة أمان لحكومة الاحتلال".

وتابع منصور: " كل هذا يأتي على خلفية أحداث المسجد الأقصى، وهذا الانتقاد عبّر عن الاستياء الشعبي تجاه مشاركة القائمة الموحدة في الحكومة، الذي كان رد رئيسها غير موفق".

وأكمل منصور: " كلما توترت الأوضاع، وزادت وتيرة الاعتداءات على شعبنا، أصبح وجود عباس في الحكومة مخجل أكثر ومدعاة للنفور".

اختلف مع منصور وارفض تحريض السنوار 

ومن جهته قال المدير الاستراتيجي - مركز المجتمع المشترك "چفعات حبيبه"، محمد دراوشة : " بالرغم من اختلافي مع موقف منصور عباس في الأشهر الأخيرة، إلا أنني أرى تخوينه مرفوض جداً، وأتفق معه أن أهل مكة أدرى بشعابها، وعليه لا نتقبل الاملاءات من أي جهة سياسية فيما يتعلق بتصرفاتنا السياسية، خطاب السنوار يأتي مخالفاً للحساسية المطلوبة من قائد فلسطيني بمكانته، حساسية ثابر من سلفه في حماس على أخذها بعين الاعتبار سابقاً، خاصةً الشيخ المرحوم أحمد ياسين".

وأردف دراوشة: " للأسف لا نرى هذه المواقف الجريئة في أداء الموحدة، مما يفقدها الكثير من ماء الوجه بسبب هامشيتها في الائتلاف الحكومي المتغطرس، واحراجها أمامنا، وأمام جهات فلسطينية وعربية أخرى".

واختتم دراوشة: " لا حاجة لنذكر أنفسنا أننا جزء من الشعب الفلسطيني، ولهم علينا حق الوقوف معهم في مطلبهم العادل لإقامة الدولة الفلسطينية العتيدة، ولهم علينا حق التضامن مع القضايا الإقتصادية، والإجتماعية، والسياسية، وذلك لإنهاء الإحتلال والدفاع عن مقدساتنا، لا بل أن هذا واجبٌ علينا، بدون الحاجة لأن يطلبوه، او ان يتم التنسيق معهم بهذا الشأن".

ليس مناكفة سياسية

وبدوره قال المحلل السياسي ساهر غزاوي: " هذا ليس خطاب مناكفة سياسية ولا نابع من حسابات انتخابية ولا تجاذبات حزبية كما يصورها البعض، دائما عند أي نقد يوجه للقائمة الموحدة رفضا لسلوكها ومواقفها التي باتت تشكل انحدارا وطنيا وقيميا، وليس خطابا يمثل السنوار الشخص ولا الفصيل ولا حتى غزة لوحدها، إنما يمثل كافة الفصائل والتيارات الفلسطينية، ويمثل الرأي العام الفلسطيني في كافة أماكن تواجده ويمثل الرأي العام العربي والإسلامي".

وتابع غزاوي: " الحركة الجنوبية ستجعل من نفسها معزولة عن الجميع وعن امتداداها الفلسطيني العربي والإسلامي إن لم تتدارك نفسها بأسرع وقت وإن لم وتحرر من هيمنة وسيطرة بطانة وحاشية القائمة الموحدة من مستشارين إعلاميين وسياسيين ومُنظرين استراتيجيين وقسم كبير منهم بعيد أشد البُعد عن أي انتماء حركي وتنظيمي ولا يربطهم بالحركة الإسلامية إلا اسمها والمنفعة المصلحية الذاتية التي تأتي من ورائها".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]