تتجاهل بلدية حيفا الهجرة الإيجابية للعرب إلى مدينة حيفا وتخطط أحياء يهودية جديدة، دخول العرب الى هذه الأحياء يحدث دون توفير المرافق التربوية والثقافية والخدماتية المطلوبة وبدون الأخذ بعين الاعتبار حاجات الأزواج الشابة العربية التي تنتقل إلى المدينة بسبب أزمة السكن في البلدات العربية. دخول العائلات العربية إلى أحياء كريات اليعزر والألمانية والكرمل الفرنسي والهدار يحولها إلى أحياء مختلطة دون بنية تحتية تحتاجها العائلات العربية، مثل المدارس والحضانات والمراكز الجماهيرية.
 
وفي حديثه لـبكرا، قال مدير مركز مساواة جعفر فرح: " نتحدث عن سياسة تخطيط لا تأخذ بعين الاعتبار حاجات المجتمع العربي، والهجرة الإيجابية للمواطنين العرب لمدينة حيفا من البلدات العربية، بهدف العمل أو التعليم هذا ما أدى لارتفاع أسعار السكن، بالمقابل الهجرة السلبية من المواطنين اليهود لخارج حيفا بحثا عن العمل والسكن المناسب".

وفي ذات السياق تابع فرح: "على هذا النحو يجب على البلدية بناء وتطوير الاحياء العربية، لكنها تفعل العكس للأسف، وتبني وتطور المناطق اليهودية حسب احتياجات المواطن اليهودي، ودخول العرب لهذا الأحياء معناه أن تلائم البلدية وتوفر احتياجات المواطن العربي في هذه الأحياء، مثل حضانات أطفال ومدارس، ومساجد/كنائس، نطالب التغيير والتعديل في التخطيط بما يناسب المواطن العربي واحتياجاته في هذه الأحياء".
 

وجاء في بياء مركز مساواة: "سكن معظم المواطنين العرب حتى أواسط سنوات السبعينيات في أحياء وادي النسناس ووادي صليب وعباس والحليصة والكبابير ووادي الجمال وحي المحطة، بعض هذه الأحياء العربية سكنها يهود، ومنذ أواسط سنوات الخمسينيات وما بعدها وحتى أوائل السبعينيات، هجر اليهود أحياء عباس ووادي الصليب ووادي النسناس والحليصة. في المقابل، وباستثناء وادي الصليب، كان هناك دخول متزايد للسكان العرب إلى هذه الأحياء التي تم تعريفها على أنها أحياء عربية، وبالتالي تكونت التقسيمات في معظم المناطق في حيفا، كأحياء عربية ويهودية. تمركزت المؤسسات الثقافية والتعليمية والمجتمعية لهاتين المجموعتين وفقًا لما يميز المنطقة السكنية قوميا.
 

ازدادت هجرة العائلات العربية منذ بداية القرن الحادي والعشرين، إلى الأحياء التي تم التخطيط لها في الأصل للعائلات اليهودية

ازدادت هجرة العائلات العربية منذ بداية القرن الحادي والعشرين، إلى الأحياء التي تم التخطيط لها في الأصل للعائلات اليهودية: أصبحت أحياء الكرمل الفرنسي القديمة وكريات اليعزر والهدار والكرمل أحياء مختلطة يسكنها أزواج شابة عربية وسكان يهود بمختلف الأعمار. انتقل إلى أحياء "رمات هناسي"، الذي يوسع حي نفيه دافيد زالحي الجديد في منطقة الكبابير عائلات شابة عربية تعتبر من الطبقة المتوسطة اقتصاديا واجتماعيا، فيما لم يطرأ تغيير يذكر في أحياء الحليصة ووادي النسناس.
 
يدخل إلى حيفا رجال أعمال ومستثمرون من خارج المدينة لشراء العقارات في البلدة التحتى ووادي صليب وحي المحطة وسوق تلبيوت ووادي النسناس. دخول رجال الأعمال والمستثمرين غير خريطة الاهتمام بالعقارات في حيفا، واليوم هناك اهتمام كبير من اليهود والعرب بهذه المناطق، بالذات في قطاعات الهايتك والتعليم العالي والمطاعم.
 
هناك عوامل أخرى سببت هذا التغيير الذي حصل والاهتمام بالأحياء القديمة في حيفا: حيفا محاطة بمناطق طبيعية تحد من احتمالات التوسع إلى أحياء جديدة، وضرائب العقارات (الأرنونا) مرتفعة، وزيادة الطلب والتنوع فيما يتعلق بالمؤسسات المجتمعية والتعليمية.
 
تسجل مدينة حيفا إلى جانب الهجرة العربية الإيجابية هجرة سلبية يهودية منذ سنوات الثمانينيات إلى الأحياء الجديدة في نيشر شرقًا، وفي السنوات الأخيرة إلى طيرة الكرمل التي تستثمر في مشاريع الاسكان وتطوير المنطقة الصناعية، كذلك تجذب عتليت والكريوت أيضًا السكان اليهود الذين يغادرون حيفا من أجل السكن الأرخص وضرائب العقارات (الأرنونا) الأرخص، أو من أجل السكن في منازل خاصة، هذا إضافة إلى هجرة الشباب للبحث عن عمل في مركز البلاد".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]