أثارت اقتحامات المستوطنين المتكررة لمقبرة الصديق في مدينة عرابة وآخرها ليل الخميس - الجمعة غضب المواطنين خصوصًا في أعقاب خرقهم الاتفاقية المبرمة مع البلدية واللجنة الشعبية.

وتصدى المواطنون لاقتحام المستوطنين الأخير، واعتبروا أن فيه إساءة للمكان وقدسية المقبرة الإسلامية والجيران المحاذين لها بعد اقتحامهم لها بعد منتصف الليل، وذلك وسط حضور قوات معززة من الشرطة التي تواجدت لحماية المستوطنين، وفي أعقاب ذلك، ألغت بلدية عرابة الاتفاقية المبرمة مع جمعية "قبر رابي حنينا".

وفي حديثه لـبُكرا، قال أشرف قرارة وهى أحد سكان الحي المحيط بالمقبرة: " المستوطنون يأتون بساعات غير مقبولة بين 12 بعد منتصف الليل حتى 4 فجرا، يزعجون الحي بأكمله بأصواتهم، فضلا عن إغلاقهم للشارع بسياراتهم، وهذا غير القائهم قمامتهم بالحي والمقبرة الاسلامية وفناء منازلنا، ووصل الأمر حتى أن يتبولوا بساحات بيوتنا، لا يحترمون حرمة المكان ولا للبيوت ولا حتى الأهالي".

وتابع قرارة: " توجهنا للبلدية لتعالج هذا الأمر، لكن حتى الآن لم نرى حل جذري، نحن نرفض تصرفاتهم جملة وتفصيلا".

وعن التوتر الأخير بين أهالي عرابة والمستوطنين، قال إمام مسجد علي بن أبي طالب والعضو باللجنة الشعبية الشيخ مجدي خطيب: " قبل شهرين كان للمستوطنين محاولة لمصادرة المنطقة المؤدية للقبر المزعوم تقدر بـ13 متر، حيث ركبّوا بوابة حديدية وسقف خشبي مقوّى معدّ لحمل قبة نحاسية توضع عليه، تداعينا يومها كأئمة مساجد ولجنة شعبية للعمل ولصيانة المقبرة، ومن هذه الأعمال ونفخر بذلك خلع البوابة التي وضعها المستوطنون وخلع السقف الخشبي الذي أعدّوه ليحمل القبة النحاسية الاحتلالية، التي ما جاءت الا للسيطرة على هذا المكان".

وحول اعتداءات المستوطنين المستمرة قال خطيب: " قبل سنتين اكتشفنا وجود مؤامرة على مقبرة الصديق ومحاولة سرقة وتهويد مساحة محاذية للقبر المزعوم تقدر بـ30 متر، كانوا قد أعدّوا لها خرائط هندسية بتفصيلات كاملة ودقيقة، وقفنا حينها سدا منيعا أمام هذه المصادرة، وبل في تلك المنطقة دفنّا أمواتنا بفضل من الله".

وبدوره قال رئيس بلدية عرابة عمر واكد نصّار: " منذ أكثر من عام تمادت مجموعات المستوطنين الزائرة للقبر بإزعاجهم للمواطنين في محيط المقبرة، بعدة طرف وأساليب، منها خط شعارات عنصرية، اغلاقهم للشارع بسيارتهم، القائهم للقمامة في الشارع والمقبرة الإسلامية، ومشادات عنصرية عديدة بينهم وبين أهالي الحي، توجهنا للشرطة عدة مرات لكن دون جدوى، ومن ثم نقلنا الموضوع للصحافة والإعلام".

اتفاقية زيارة القبر 

وفي سياق اتفاقية تنظيم زيارة القبر بين بلدية عرابة واللجنة الشعبية من جهة والمستوطنين من جهة قال نصّار: " وضعنا عدة شروط لزيارة القبر، منها أن الزيارة تنتهي في الساعة 9 مساءً في التوقيت الصيفي وفي الساعة 7 مساءً في التوقيت الشتوي، ومنع الزيارة في الأعياد وأيام الجمعة، ومنع الوصول للحي بسياراتهم وأن يدخلوه مشيا، ونصب كاميرات لمراقبة سلوكياتهم، وغيرها من البنود، واتفقنا أيضا أن ملكية المكان بالكامل لعرابة وأهلها وليس لهم ملكية، وتم الإتفاق".

وتابع نصّار: " ومؤخرا أخلّوا بهذه الاتفاقية، وعلمنا أنهم جهزوا ربط المكان بشبكة المياه والصرف الصحي، وأكدنا أننا لن نسمح بهذه الشيء ولن يكون، عندها تنادى الإخوان والأهالي لوقف هذه الأعمال".

واختتم نصّار حديثه: " نحن كبلدية وبعد كل هذه الخروقات، اجتمعنا وقررنا احالة الموضوع للجنة أوسع، وهي اللجنة الشعبية والبلدية ولجنة الأوقاف والعائلات التي تدفن موتاها في المقبرة وجيران المقبرة، وقريبا سندعو لجلسة تضم كل هذه الجهات لوضع تفاهمات جديدة تخص زوار هذا المكان".

تاريخ مقبرة الصديق 

وعن تاريخ مقبرة الصديق وادعاء المستوطنون عن القبر الذي يرجع لرجل دين يهودي، قال إمام مسجد علي بن أبي طالب والعضو باللجنة الشعبية الشيخ مجدي خطيب: " ما بعد النكبة عام 48، ادعى الصهاينة اليهود أن في المكان قبر لرجل دين يهودي وزوجته، في تلك الفترة كان أجدادنا خارجون خائفون من النكبة ومجازرها، وقبلوا ادعاء اليهود بأن القبر لرجل دين يهودي، لكننا نفند ادعائهم ونؤكد أن القبر لولي من أولياء الله الصالحين المسلمين".

وأردف خطيب: " في سنوات الـ50 والـ60 كانوا يأتون لزيارة القبر بأعداد قليلة، يأتون ويخرجون باحترام ودون ازعاج، لكن في السنوات العشر الأخيرة، بدأوا يزدادون عددا وانتهاكا للمقبرة الإسلامية، وأقصد بالانتهاك بأنهم كانوا يقضون حاجتهم على قبور المسلمين، وبجانب البيوت المجاور لمقبرة الصديق، وكل هذا موثق".

واختتم خطيب حديثه: " لن نسمع لاوباش المستوطنين بأن يتعدوا ولو على "سم" واحد من مقبرة الصديق، قبور أهالينا وأجدادنا هنا، ولن نسمح باستمرار اعتداءات ومضايقات المستوطنين تجاه أهل الحي، وقلنا هذا الكلام للشرطة والمخابرات، وإن عدتم عدنا".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]