شهدت مدينة الناصرة يوم امس الجمعه، اقصر خطبة جمعة للشيخ امين ابو ناجي امام مسجد الأبرار في مدينة الناصرة، اذ بعد المقدمة وقبل الدعاء الذي يختتم الخطبة، اقتصرت خطبة الجمعة على كلمتين: "لقد تعبنا". ومن ثم نزل عن المنبر وطلب من المؤذن إقامة الصلاة.

وجاءت هذه الخطوة من قبل الشيخ امين، بسبب الإجرام والعنف الذي لا يتوقف في المجتمع العربي، وبعد جريمة قتل الشابين محمود وعلي فاخوري في مدينة الناصرة.

وفي حديث لموقع بكرا مع الشيخ امين ابو ناجي قال: "باتت الكلمات تعجز عن التعبير بسبب الواقع الذي يعيشه المجتمع العربي، من إجرام وعنف، وتحدثنا كثيرًا حول هذا الموضوع وحاولنا إحداث التغيير، من خلال الدروس والخطب وحملات التوعية والمواعظ، ولم تعد هناك كلمات تصف الواقع المريرالذي نعيشه، وقد استوفى الموضوع حقه".

وأضاف: "الجميع بات يشعر بالتعب من هذه الظاهرة، التي استفحلت كثيرًا، وقلت بصراحة وأنا على منبري اني اشعر بالتعب من هذا الموضوع، وليست هناك كلمات يمكن ان تعبر عن هذا الواقع، اذ استنفذت جميعها، وقد انتابني حقًا شعورٌ بالضيق الشديد، قبيل اعتلائي للمنبر، بسبب فحوى الموضوع الذي سأقدمه".

في بعض الأحيان يكون الصمت والسكوت، أبلغ من الكلام ذاته، ويمكنه ايصال الرسالة بقوة

وتابع: "في بعض الأحيان يكون الصمت والسكوت، أبلغ من الكلام ذاته، ويمكنه ايصال الرسالة بقوة، ويمكن احداث التفاعل المطلوب، وقد تفاعل المصلون مع الخطبة القصيرة وموضوعها، وأبلغني عدد منهم أنهم تأثروا كثيرًا". 

وحول الأسباب والحلول لهذه الظاهرة، اوضح أن: "إحدى الأسباب هي المؤسسة الإسرائيلية، اذ بعد احداث العام 2000، فتحت المجال امام السوق السوداء، للتعامل مع المواطنين، وهي التي أدت الى العديد من الجرائم، وسبب آخر للإجرام هو البطر وكثرة الأموال، بالإضافة الى الضغوطات التي يعيشها المجتمع العربي، وايضًا عدم مخافة الله والبعد عن الدين".

كما نوه الى ان احدى الأسباب هو عدم وجود قيادة موحدة، فقياداتنا مشتتة متفرقة، كما ان الشبكات الاجتماعية وما تعرضه وسائل الإعلام يؤثر على الشباب، والقوة تحتاح الى قوة اخرى لمنعها".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]