قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الأحد، إن لقاءاته مع عدد من القادة العرب في الفترة الأخيرة، تضمنت الاتفاق على أن يكون هناك صوتاً أو "توجهاً وتصوراً واحداً" تجاه القضايا الإقليمية المشتركة.
وتابع السيسي، رداً على سؤال بشأن اللقاءات والاستعداد للقمة، التي تجمع الرئيس الأميركي جو بايدن مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق، في السعودية، منتصف يوليو الجاري، إن الدول العربية تعمل على تحديد ذلك الموقف الموحد، مع الأخذ في الاعتبار "خصوصية كل دولة وظروفها".
وأضاف الرئيس المصري، في لقاء مع الإعلاميين في مصر على هامش افتتاحه مشروعات جديدة في مجال النقل، أن مصر تطرح الفرص الاستثمارية على الدول الخليجية، التي تدرس الفرص المطروحة، مؤكداً استعداد مصر لإتاحة فرص استثمارية في مشروعات النقل الجديدة.
كما طالب الشعب الليبي بالمحافظة على "الاستقرار الهش" الموجود في ليبيا، مضيفاً أنه "عندما يكون مصيرك في يد الآخرين خارج البلاد لا تلوم إلا نفسك لأن كل طرف خارجي لديه مصالح وأهداف"، مؤكداً أنه كلما قويت الدولة المصرية تستطيع القيام بدور ضمن "عمل عربي مشترك"، وذلك لأن "فكرة الريادة والدولة الرائدة تتعلق بأربعينات وخمسينات القرن الماضي، وقد تجاوزناها".
ولفت السيسي إلى أن مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP27، المقرر عقده في مدينة شرم الشيخ في نوفمبر المقبل، سيشهد تقديم "صورة تليق بمصر أمام ضيوف المؤتمر"، وتابع أنه سيتم الإعلان عن أن شرم الشيخ "مدينة خضراء"، بالإضافة إلى الإعلان عن مشروعات للهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة.
قمة ثلاثية
وشهدت الساحة السياسية خلال الشهر الماضي تحركات مصرية بارزة على الساحة العربية. ففي 19 يونيو الماضي، عقدت قمة ثلاثية في مدينة شرم الشيخ تجمع الرئيس المصري وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، وملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين، لدعم التعاون بين الدول الثلاث، وتعزيز جهود العمل العربي المشترك.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي، في بيان صحافي آنذاك، إن "المباحثات تناولت مسارات التعاون الثنائي البناء بين الدول الثلاث، والتنسيق المتبادل تجاه مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك، وآخر تطورات الساحتين الإقليمية والدولية وتحديات المنطقة".
وشدد قادة الدول على متانة العلاقات بين البلدان الثلاثة، معتبرين أنها "تمثل حجر أساس للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي وإعادة التوازن للمنطقة، وذلك في ضوء الأهمية المحورية لمصر والبحرين والأردن إقليمياً ودولياً".
زيارة ولي العهد السعودي
وفي 21 يونيو، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بقصر الاتحادية الرئاسي في القاهرة، في زيارة تهدف إلى بحث "العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك".
وذكر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية آنذاك، أن الزيارة شملت "التباحث بشأن القضايا السياسية الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، في إطار الشراكة الاستراتيجية العميقة والتاريخية بين القاهرة والرياض، والتي تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية والسلام برؤية موحدة لصالح البلدين والشعبين الشقيقين وللأمتين العربية والإسلامية".
زيارة أمير قطر
وفي 24 يونيو، استقبل الرئيس المصري أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بمطار القاهرة، في أول زيارة إلى مصر منذ عام 2017، بعد أن اتفق البلدان العام الماضي على استئناف العلاقات.
وأكد السيسي أن زيارة أمير قطر "تجسد ما تشهده العلاقات بين البلدين من تقدم، وتُرسّخ لمسار تطويرها خلال الفترة القادمة في كافة المجالات"، وذلك في إطار مصلحة الجانبين وفي ظل النوايا الصادقة المتبادلة بين الدولتين.
زيارة سلطنة عُمان والبحرين
وبعد أيام، وتحديداً في 27 يونيو، توجه الرئيس المصري إلى سلطنة عُمان والبحرين، لبحث عدد من المجالات ذات الاهتمام المشترك.
ووفقاً للمتحدث باسم الرئاسة، أشاد السيسي والسلطان هيثم بن طارق بالروابط الوثيقة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأكد السيسي الحرص على تعزيز وتنويع أطر التعاون الثنائي المشترك واستطلاع آليات دفعها إلى آفاق أرحب في شتى المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية.
وفي البحرين، بحث السيسي عدداً من الملفات السياسية المرتبطة بالمنطقة والعالم، بدءاً من القمة المرتقبة بين الدول الخليجية ومصر والأردن والعراق والولايات المتحدة، وصولاً إلى الأزمة الأوكرانية.
ومن جهة أخرى، قال الرئيس السيسي، إنه ”تم اطلاق الحوار الوطني للجميع باستثناء فصيل واحد فقط“، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وحددت مصر رسميًا، يوم الثلاثاء المقبل، موعدًا لانطلاق ”الحوار الوطني“.
وأشار السيسي، إلى أنه يسعى ”لمواجهة كل محاولات التشكيك والتخريب من خلال استمرار العمل والتنمية“، موضحًا أن مصر واصلت مشاريع التنمية رغم توقف العالم بسبب جائحة كورونا.
وأعلنت إدارة الحوار الوطني في مصر، بدء فعاليات جلسات الحوار باجتماع مجلس الأمناء، يوم الثلاثاء المقبل، في العاصمة القاهرة.
وبحسب بيان رسمي للجنة، مساء يوم الأحد، وجّه المنسق العام للحوار الوطني ضياء رشوان الدعوة لأعضاء مجلس أمناء الحوار الذي يعكس تشكيله القوى السياسية والنقابية والأطراف المشاركة في الحوار، لعقد جلسته الأولى ظهر، الثلاثاء المقبل، في مقر الأكاديمية الوطنية للتدريب.
وأكد البيان أن الإعلان عن بدء فعاليات الحوار، أوائل يوليو/ تموز الجاري، يأتي وفاء بما سبق إعلانه بأن أولى جلسات الحوار الوطني ستبدأ، الأسبوع الأول من شهر يوليو/ تموز.
وأوضح المنسق العام للحوار الوطني خلال البيان أن انعقاد مجلس الأمناء هو البداية الرسمية لأعمال وفعاليات الحوار الوطني، والتي سينظر مجلس الأمناء خلال جلسته الأولى في تفاصيلها ومواعيدها، ويتخذ القرارات اللازمة بشأنها، ويعلنها للرأي العام ليتيح له التفاعل مع الحوار والمشاركة فيه بمختلف الوسائل المباشرة والإلكترونية.
وأعلن المنسق العام للحوار الوطني أنه تأكيدًا لحق الرأي العام في المعرفة والمتابعة الفورية والشفافة لمجريات الحوار، سيتم عقد مؤتمر صحفي لوسائل الصحافة والإعلام المصرية والأجنبية، عقب انتهاء اجتماع مجلس الأمناء، لإعلان ما تم فيه، وأن هذا الحق في المعرفة والمتابعة الفورية والشفافة سيكون مكفولًا للرأي العام طوال مجريات وفعاليات الحوار“.
وفي 26 يونيو/حزيران الماضي، أعلنت إدارة الحوار الوطني تشكيل مجلس الأمناء.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]