على مدار 55 يوما لم يوفر الأطباء جهدا لانقاذ حياة الفتى عيسى ابو القيعان، قبل الاعلان عن وفاته فجر أمس الخميس الساعة الواحدة والنصف صباحا، متأثرا باصابته بحروق بالغة الخطورة في كافة انحاء جسده، نتيجة تواجده في محل لبيع وتصليح الهواتف النقالة في حورة، في لحظة نشب فيها شجار بين ابناء العائلة تخلله احراق المحل خلال وجوده داخله.


بدموع الحرقة والحسرة والالم تحدث الاب الثاكل ناجح ابو القيعان عن وفاة ولده قائلا:" الاطباء جزاهم الله خيرا لم يوفروا من جهدهم او معرفتهم لعيسى او لعلاج الحروق اي جهد، وفي النهاية عيسى فارقنا"، لم يتمالك الاب نفسه وهو يتكلم فما لبثت الدموع ان انهمرت من عينيه رغما عنه، وهو يتحدث عن جريمة تقشعر لها الابدان، راح ضحيتها ابنه الذي لا ناقة له فيها ولا جمل، حيث كما ذكرنا كان الفتى المرحوم عيسى قد اصيب في نهاية شهر ايار مايو الماضي عندما دخل محلا لبيع وتصليح الهواتف النقالة في المنطقة الصناعية في حورة ولكن لسوء حظه تزامن دخوله مع حدوث شجار بين ابناء عائلة ابو القيعان تم خلاله احراق المحل ما ادى الى اصابته بحروق بالغة الخطورة، حاول الجيران اخمادها ونقله بسرعة للعلاج في المستشفى، الا انه كان بحالة صعبة للغاية، اما عن السبب الذي ادى الى نشوب هذا الشجار فيقول الاب ناجح ابو القيعان:" السبب تافه جدا وهو ان ابناء اخوين بينهم اشكالية على قسيمة ارض كل منهما يحاول اخذ القسيمة لصالحه!!".


الفتى عيسى نقل في اعقاب هذه الجريمة الى قسم العلاج المكثف في مستشفى سوروكا، وبعدها بايام قرر الاطباء نقله الى مستشفى تل هشومير وهو بحالة حرجة جدا، وكان قبل شهر قد استفاق من غيبوبته وتذكر افراد عائلته الذين لم يفارقوا سريره للحظة واحدة، وتذكر ما حدث معه بالضبط، الا ان اطباء من العائلة ورغم هذا الخيط الضئيل من الامل الذي شكلته استفاقة عيسى، كانوا قد اكدوا ان وضعه حرج وان امكانية بقائه حيا ضعيفة جدا، لكن العائلة بقيت متمسكة بالامل للحظة الاخيرة، وبعد اجراء عدد من العمليات الجراحية التجميلية اخرها عملية زراعة جلد مطلع الاسبوع، تدهور وضعه الصحي بعدها اثر تلف اعضائه، ما ادى الى الوفاة فجر اليوم.


جثمان الفتى المرحوم نقل صباح اليوم الى معهد الطب العدلي في ابو كبير، وكانت قد بذلت جهود كبيرة ادت الى تحرير الجثمان اليوم واتمام توديعه ودفنه في ساعات المساء في مقبرة السقاطي، بحضور جماهير غفيرة جاءت لمواساة العائلة في مصابها الجلل، والقى خطبة التأبين الشيخ طلب ابو عرار رئيس الحركة الاسلامية في النقب، والذي تحدث عن الصبر على المصائب خاصة للوالدين، ودعا إلى التسامح والصفح والعفو ونبذ العنف ودعا الشباب للعودة إلى الله والتآخي بين المجتمع.


من جانبها فتحت الشرطة تحقيقا وتم اعتقال اربعة مشتبهين بارتكاب الجريمة من ابناء عائلة ابو القيعان، فيما قال الاب الثاكل معقبا على اجراءات الشرطة :" لا اعلم ان كان عقابهم سيفيد المجتمع، لي انا لن يفيد لانني فقدت عيسى،عيسى لن يعود ، ربما للمجتمع سيكون هذا رادعا".
وقدمت النيابة العامة إلى المحكمة المركزية في بئر السبع لائحة اتهام ضد الشبان الاربعة بحيث نسبت لهم تُهم إضرام النيران المتعمد والعنف، والاعتداء في ظروف خطيرة، والتشويش على مجريات القضية والتحقيق، والتسبب بإصابة حرجة، حيث سيتم تغيير هذا البند إلى التسبب في الوفاة في ظروف خطيرة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]