بعد ثلاثة أيام من العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، تم الاتفاق على وقف إطلاق النار بشكل رسمي ومتبادل، بعد ما خلفه هذا العدوان من دمار واستشهاد 45 فلسطينيا وإصابة المئات.

مدبر ومحاك 

المختص في الشأن الحقوقي والسياسي، المحامي علي حيدر قال أن هذا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة غير المبرر. هو عدوان مدبر ومحاك من قبل الحكومة الإسرائيلية الراهنة. وجاء ذلك بعد محاولات استدراج واستفزاز وتهيئة الرأي العام الإسرائيلي الذي استمر عدة أيام وخصوصا بعد تدخل وتكثيف جهود القاهرة لتهدئة حالة التوتر والتصعيد العسكري في قطاع غزة لاسباب مبيهمة.

وأضاف حيدر لقد مس هذا العدوان بالكثير من الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ وسبب الكثير من الدمار والخراب لسكان قطاع غزة. اذ يعاني أهالي القطاع منذ أكثر من 15 عاما من الحصار الذي تمارسه إسرائيل والذي أدى الى ضرب البنى التحتية الأساسية والى جعل سكان القطاع من أكثر الناس فقرا وكثافة سكانية في العالم.

وتابع "بالرغم من أن الساسة ووسائل الأعلام الاسرائيلية تروج لنصر كبير إلا أنه باعتقادي على المستوى الاستراتيجي عدوان فاشل فبالرغم من عنصر المفاجئة واغتيال بعض القيادات العسكرية إلا أن المواجهة كانت مقابل فصيل واحد صغير نسبيا استطاع أن يعطل الحياة في جنوب إسرائيل وحتى منطقة المركز على مدار عدة ايام وسبب أضرارا إقتصادية ومعنوية".

إضافة الى ذلك، ثبت العدوان توازن الردع نتيجة عدم مشاركة حركة حماس بالقتال ,وتجدد الربط بين قطاع غزة والضفة الغربية بمبادرة إسرائيلية.

واردف حيدر انه من المؤكد ان يئير لبيد اختار التوقيت والبلاغة من أجل مكاسب سياسية انتخابية بالرغم من أن هنالك أسباب أعمق من ذلك متعلقة ببنية السياسة الاسرائيلية وغاياتها. ولكنه بحاجة الى أن يثبت قدرته على محاربة وقتل الفلسطينين ليدخل نادي المنافسين الذين يتفاخرون بقتل الفلسطينين أمثال بيني جانتس ونتنياهو وآخرين.

وقال :"لكني لا أعتقد أن هذا العدوان سوف يعزز من مكانته لأن جانتس سيدعي أنه هو من حقق هذا الأنجاز. أضف الى ذلك". هنالك فترة طويلة من الزمن نسبيا حتى موعد الانتخابات ومن الممكن أن تحدث أمور أخرى حتى حين تنسي الجمهور الإسرائيلي هذا العدوان كما أن الجانب الفلسطيني لم يلتزم باي شيء.وكما انه لا أحد يستطيع التنبؤ بما ممكن أن يحدث ولكن الترجيح الأكبر أن وقف إطلاق النار لن يدوم طويلا وذلك لإنكار الحكومة الأسرائيلية منذ الآن مسؤوليتها ورغبتها بإطلاق سراح المعتقلين الذين سميا في اتفاقية وقف إطلاق النار الشيء الذي يبقي الباب مفتوحا لتجدد الإشتباكات.

كما أكد في نهاية حديثه أن من حق ابناء الشعب الفلسطيني وخصوصا سكان قطاع غزة العيش بحرية وكرامة وعدل وأمن وأمان وما دام الكيان موجودا فمن المؤكد أن المواجهات ستتواصل كما يعلمنا التاريخ وكما رأينا في العقدين الأخيرين.

سيكلف لبيد 

وفي سياق متصل أكد المحاضر الجامعي في الجامعة العربية الامريكية بجنين والمتخصّص بالعلوم الفلسطينية د.فادي جمعة أن المعطيات تؤكد الى الان انه لا احد معني ان يدخل لمجريات التصعيد مرة اخرى، وكما هو معلوم الهجوم بدأته اسرائيل ويئير لبيد بهدف لفت الانظار كشخص متواجد لفترة قصيرة في مقاليد الحكم، كما ان يئير لبيد ليس شخصية عسكرية فهو يحاول اثبات على انه قادر الرد وصد اي هجوم يواجه اسرائيل ، وبكلمات اخرى يريد استخدام القوة والحس العسكري.

واضاف جمعة ان اطالة امد الصراع سيكلف لبيد الكثير وبالتالي سيخسره اصوات انتخابية عوضا عن كسبه لمقعد الحكم مجددا ، كما ان هذه الضربة السريعة كانت بسابق الإصرار والترصد.

وقال جمعة: "انا اعتقد سيكون هنالك هدوء في هذه المرحلة، خاصة وان المواطن الفلسطيني ليس من بدأ الحرب بالاضافة الى عدم اهتمامهم في شن حرب في مثل هذه الظروف انما دخولهم كان ردة فعل للصواريخ التي اطلقت صوبهم".

وتابع جمعة: حاول يئير لبيد ان يحق مكاسب سياسية من هذا العديوان ليثبت قوته وقدرته على الدخول في، خصوصًا وان هذه تعتبر أول تجربة في صنع القرار بالحكم، بالإضافة لمحاولة منه لكسب اصوات انتخابية و للأسف الفاتورة هي دم الشعب الفلسطيني، وهذه الطريقة التي تضمن لهم اصوات مكثفة لعدائهم وسخطهم للشعب الفلسطيني. ومن جهة اخرى محاولتهم غض الطرف عن زيارة جو بايدن التي لم تحقق مكاسب سياسية له ولا حتى لبايدن، حيث انتج لبيد مشهد وسياناريو جديد في الساحة وهو الهجوم على غزة. وفي ذات السياق، المعارضة ايضا لن تسمح للبيد ان يحقق المكاسب السياسية جميعها لانه لم يقم بتحقيقها بشكل فعلي انما الحرب استغرقت ثلاثة ايام، كما انه لم يكن له يد في انهاء الحرب انما بطلب وساطة مصرية، وذلك بسبب حالة الرعب التي شهدها الاسرائيليون والخوف من تدخل حماس في هذا الهجوم العسكري".

"ويبقى الخاسر الوحيد في مثل هذه الحروب هو المدنيين وخاصة في غزة، هم من يدفعون الثمن وضريبة الارهاب الذي يتعرضون له والاعتداءات الوحشية التي اهلكت الاطفال قبل الكبار، بالإضافة الى الخسائر الاقتصادية في الصفوف الاسرائيلية، لكنها لا شيئ مقابل خسائر الأرواح البشرية الفلسطينية، واضاف هذا ما اعتادت علية اسرائيل من ارتكاب مجازر قتل وذبح الابرياء، وما يحدث في غزة هو امتداد لما يحصل في جنين والقدس وقرى النقب والمثلث وكافة فلسطين التاريخية".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]