تمكنت جاسوسة روسية من انتحال صفة مصممة مجوهرات والإيقاع بعدد من قادة حلف شمال الأطلسي "الناتو" في شباكها بجرهم إلى "مصائد العسل".
وكشفت منظمة "بيلنجكات" للصحافة الاستقصائية، ومقرها هولندا، عن الاسم الحقيقي لـ"ماريا أديلا كوهفيلد ريفيرا" التي تعمل في جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، وفقا لصحيفة ذا صن البريطانية.

وأشارت الصحيفة إلى أن اسمها الحقيقي أولغا كولوبوفا، وقد عملت لعشر سنوات كسيدة أعمال وشخصية بارزة تشعبت علاقاتها لتصل إلى المملكة المتحدة وامتدت حتى الشرق الأوسط.

وتنقلت ماريا أديلا بين روما ومالطا وباريس لسنوات قبل أن تستقر في نابولي بإيطاليا.

وكمالكة لمتجر مجوهرات فخم، شقت أديلا طريقها إلى الدوائر الاجتماعية رفيعة المستوى، لتجعل من نفسها ضيفا دائما لحفلات الطبقة المخملية في المدينة، حتى إنها حضرت عددا من الحفلات التي عقدها حلف الناتو وقوات مشاة البحرية الأمريكية.

وبحسب الصحيفة، تجيد أديلا الإيطالية والإنجليزية بطلاقة، "وارتبطت بصداقات بعدد من ضباط الناتو".

وذكر أحد الضباط، رافضا الكشف عن هويته، لمنظمة بيلنجكات، أنه ارتبط "بعلاقة عاطفية قصيرة" معها، كما ارتبطت بعلاقات مع عدد من ضباط الحلف - وموظف في البحرية الأمريكية.

وفي عام 2012، تزوجت ماريا أديلا، وهي ابنة عقيد في الجيش الروسي، برجل إيطالي من أصل وروسي، وتوفي في ظروف غامضة عن عمر ناهز 30 عامًا بسبب "التهاب رئوي مزدوج ومرض الذئبة الحمامية".

وبعد وفاته، استقرت في نابولي وبدأت في التقرب من قادة الناتو. وكانت إحدى صديقات الجاسوسة مارسيل دارجي سميث - المحررة السابقة لمجلة كوزموبوليتان النسائية.

بداية الشكوك
كما أجرت بيلنجكات مقابلة مع العقيد شيلا براينت، المفتشة العامة للقوات البحرية الأمريكية في أوروبا وأفريقيا، والتي أثارت شكوكا حول ماريا أديلا.

وقالت إن قصة التي تروجها ماريا أديلا حول تخلي والدتها البيروفية عنها ونشأتها في عائلة روسية مسيئة، "مثيرة للشكوك وغير مقنعة"، وحثت قادة الجيش الأمريكي في أوروبا على "منع وصولها" إلى المعلومات العسكرية فائقة السرية.

لكن ماريا أديلا اشترت في عام 2018 تذكرة ذهاب فقط من نابولي إلى موسكو - ولم يرها أصدقاؤها المقربون في الغرب منذ ذلك الحين.

كان ذاك العام نفسه الذي نفذ فيه جهاز المخابرات الخارجية الروسية محاولة اغتيال لسيرجي سكريبال في شوارع سالزبوري.

وبحسب تقرير بلينجكات، فقد اعتقدت ماريا أديلا أنه تم كشف أمرها، بعد إعلان وكالات الاستخبارات الغربية عن عمليات جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، ما دفعها إلى المغادرة بصورة عاجلة.

وتحدثت آخر مشاركة لماريا أديلا على وسائل التواصل الاجتماعي عن تشخيص مرض السرطان.

وتعتقد بلينجكات أن المرأة التي اشتهرت باسم ماريا أديلا كانت في الحقيقة عميلة لمكتب الاستخبارات الروسية وتدعى أولجا كوبولوفا – حيث تم التعرف عليها ببرنامج مطابقة الصور.

وقال المحققون إن جواز سفر ماريا أديلا لم يتم تفعيله منذ عودتها إلى موسكو.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]