الناشط الاجتماعي هيثم عامر

هبت نسائم التغيير، المواطنون العرب سيتوافدون الى صناديق الاقتراع!!! ليس لأنه طلب منهم وإنما من أجل تغيير الواقع المر الذي نعيشه.
هذا هو الوقت لرسم خارطة الطريق التي تخصنا كمجتمع عربي فلسطيني، كمواطنين في دولة اسرائيل، فإما تمرد شعبي أو التكاتف الاجتماعي الشعبي وتقرير المصير.

المجتمع العربي يعيش ثورة ثقافية تعليمية علمية لا مثيل لها، الاطباء، الصيادلة، الممرضون والممرضات وغيرهم يتخرجون سنوياً بالمئات، آلاف طلاب الجامعات يملؤون مقاعد الدراسة في الجامعات والكليات.

شركات الهايتك تتهافت خلف خريجي الجامعات العرب، الاطباء العرب يتربعون على ادارة الاقسام في المستشفيات، الصيادلة العرب يملؤون النقص في كل صناديق المرضى، سائقو الباصات قوة عاملة بدونها تتوقف المواصلات العامة عن العمل، والعديد العديد من القطاعات التي يتصدرها مجتمعنا العربي. ورغم كل الامور الايجابية التي يتصدرها مجتمعنا فنحن لا نسمع بها فليس هنالك علاقات عامة لنا كمجتمع. نجاحاتنا تختفي في طيات الاخبار ومواقع التواصل الاجتماعي.

بالمقابل مجتمعنا يعاني من تقصير في الخدمات، البنية التحتية ، التخطيط والبناء، البطالة وغيرها. عداد التغيير يبدأ بالعمل عندما نتكاتف ونطالب بحقوقنا، نستغل قوتنا ونبدأ بالتغيير بانفسنا.

نحن أمام تقاطع طرق، اما ان نكمل العيش كضحية لدولة اسرائيل وعنصريتها وتجاهلها للمجتمع العربي على مدار سنوات، والثاني ان نحارب من اجل حقوقنا

نحن أمام تقاطع طرق، الاول ان نكمل العيش كضحية لدولة اسرائيل وعنصريتها وتجاهلها للمجتمع العربي على مدار سنوات، والثاني ان نحارب من اجل حقوقنا، وتمثيلنا في الكنيست، المكاتب الحكومية والمؤسسات الحكومية، نحارب من اجل العيش والموت بكرامة.

اذا اخترنا ان نسلك الطريق الثاني، فعلينا ان ننهض من اللامبالاة التي تمزقنا وفقدان الامل الذي نعيشه، ونبدأ بمسيرة التغيير، تغيير الفكر (نحن لسنا ضحية) وتغيير طريقة مطالبة حقوقنا كمواطنين (ننتزع الحقوق).

نحن قوة سياسية، اقتصادية علمية كبيرة وقوية جدا اذا توحدنا، ليس تحت إطار سياسي او منهج سياسي او رؤية سياسية، انما توحدنا كقوة اجتماعية اقتصادية. نحارب من اجل حقوقنا ولا نتنازل عن حقوقنا، وحدتنا هي قوة سياسية اذا اتقنا استعمالها، قوة سياسية في مجتمعنا وقوة سياسية في المجتمع الاسرائيلي.

نعم يمكننا ذلك، وباستطاعتنا ان نحقق القوة الاجتماعية التي تحارب من اجل حقوقها، وتقف عند احتياجات شعبها، مثلما أنقذ الاطباء والطبيبات والممرضون والممرضات العرب جهاز الصحة الاسرائيلي في جائحة الكورونا، ومثلما ينقذ سائقو الباصات المواصلات العامة.

نحن كمجتمع متكاتف وقوي يمكننا ان ننقذ مجتمعنا وتغيير مصيرنا

نحن كمجتمع متكاتف وقوي يمكننا ان ننقذ مجتمعنا وتغيير مصيرنا. يمكننا ان نهز كيان الدولة والحكومة حتى تنظر الينا كمواطنين متساويين لدينا حقوق وعليها ان تخدم المواطن العربي مثلما تخدم المواطن اليهودي، وعليها ان تصحح ما دمرته حكومات إسرائيل بسبب عنصريتها وتخاذلها وتهميشها للمجتمع العربي.

هذا لن يحدث في ليلة وضحاها ولا من تلقاء نفسه، هذا يحدث اذا ملكنا اليقين والإيمان بمدى قوتنا السياسية الاقتصادية والعلمية. هذا لن يحدث لكثرة جلد الذات، وهذا لن يحدث اذا طال سكوتنا.

التغير سيحدث اذا قمنا به معا، وليس كأفراد، موحدون من أجل مستقبلنا ومستقبل أبنائنا وبناتنا.

كن أنت التغيير الذي تريده.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]