مع قرب الاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة وبداية السنة الميلادية 2023، كشفت دار الإفتاء حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية وما يصاحب ذلك من مظاهر الاحتفال مثل تعليق الزينة وهل ذلك جائز شرعا.

وأجابت الإفتاء في فتوى سابقة عن السؤال هل الاحتفال برأس السنة الميلادية، بما يتضمنه من مظاهر الاحتفال كتعليق الزينة حرام شرعًا أم حلال؟ وما حكم تهنئة المسيحيين فيه؟ وكيف نرد على من يدَّعي أن ذلك حرام؛ لأن فيه مشاركةً لغير المسلمين في أعيادهم وشعائرهم؟.

وأكدت الإفتاء أن الاحتفال برأس السنة الميلادية المؤرخ بيوم ميلاد سيدنا المسيح عيسى ابن مريم على نبينا وعليه السلام، بما يتضمنه من مظاهر الاحتفال والتهنئة به: جائز شرعًا، ولا حرمة فيه؛ لاشتماله على مقاصد اجتماعية ودينية ووطنية معتدٍّ بها شرعًا وعرفًا؛ من تذكر نعم الله تعالى في تداول الأزمنة وتجدد الأعوام.

وأوضحت الإفتاء في الفتوى الصادرة عبر موقعها الرسمي، أنه أقرت الشريعة الناس على أعيادهم لحاجتهم إلى الترويح عن نفوسهم، ونص العلماء على مشروعية استغلال هذه المواسم في فعل الخير وصلة الرحم والمنافع الاقتصادية والمشاركة المجتمعية، وأن صورة المشابهة لا تضر إذا تعلق بها صالح العباد، ما لم يلزم من ذلك الإقرار على عقائد مخالفة للإسلام، فضلًا عن موافقة ذلك للمولد المعجز لسيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، الذي خلّده القرآن الكريم وأمر بالتذكير به على جهة العموم بوصفه من أيام الله، وعلى جهة الخصوص بوصفه يوم سلام على البشرية.

وأكدت دار الإفتاء أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أَوْلَى الناس بسيدنا المسيح صاحب هذا المولد المبارك، مع ما في ذلك من تعظيم المشترك بين أهل الأديان السماوية، فضلًا عن عقد المواطنة الذي تتساوى فيه الحقوق والواجبات، وكلما ازدادت الروابط الإنسانية تأكدت الحقوق الشرعية.

ولفتت إلى أن المسلمون مأمورون أن يتعايشوا بحسن الخلق وطيب المعشر وسلامة القصد مع إخوانهم في الدين والوطن والقرابة والجوار والإنسانية ليُشعِروا مَن حولهم بالسلام والأمان، وأن يشاركوا مواطنيهم في أفراحهم ويهنئوهم في احتفالاتهم، ما دام أن ذلك لا يُلزِمهم بطقوسٍ دينيةٍ أو ممارسات عبادية تخالف عقائد الإسلام.

حكم الاحتفال بليلة رأس السنة
ومن جانبه، أوضح الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، في فتوى سابقة له حكم الاحتفال بليلة رأس السنة، حيث أكد أنه للإنسان أن يحتفل طوال عامه ولا يوجد مانع لذلك، فيحتفل في رأس السنة وختامها ووسطها، فله أن يحتفل في أي وقت، مضيفا أن المهم هو كيف يحتفل، فالاحتفال إذا كان بشيء يرضي الله سبحانه وتعالى فلا مانع منه.

وأشار في فيديو عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء على «يوتيوب» إلى أن الإنسان يمكنه أن يحتفل بإطعام الطعام والصدقات واللهو المباح بالصيام أو قراءة القرآن، مضيفا أنه إذا انقلبت الهيئة إلى ما يغضب الله سبحانه وتعالى فالحرمة ليست في الاحتفال ولكن الحرمة في هذه الهيئة، فالاحتفال بالمحرمات والموبقات في أي وقت فهو حرام.

واستطرد: أن الاحتفال في أي وقت جائز مستشهدا بقول الله تعالى: «وذكرهم بأيم الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور»، مضيفا أن يوم رأس السنة يوم من أيام الله سبحانه وتعالى، فالاحتفال في أصله جائز والعبرة بالهيئة فإذا كانت تتعارض مع شرع الله سبحانه وتعالى فالهيئة نفسها حرام وليس الاحتفال، وإذا كانت الهيئة تتوافق مع شرع الله سبحانه وتعالى وليس فيها ما يغضب الله فهي جائزة ولا حرج فيها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]