المنزل الدافئ هو بمثابة كنز ثمين... في حضور السجّاد والستائر، العنصران المؤثّران في ديكورات المساحات الداخليّة، الدفء محقّق لا محالة، مع الإشارة إلى أن السجاد هو مرادف للراحة والفخامة، والستائر، مهما كان نسيجها، تعبّر عن لمسات أنثوية.


لقد ولّت الأيّام، التي كانت تُختصر فيها كسوة الأرضيّات، بقطع صغيرة من البسط المتناثرة هنا وهناك، إذ يُلاحظ أن السجاد راهناً أكبر لناحية الحجم، وملوّن بألوان جريئة (البنّي الغني أو الأخضر أو البرتقالي أو تدرّجات الأصفر أو لون الطين الدافئ أو المرجان الأنيق أو الأرجواني...)، بالانسجام مع الموضة الدارجة. هناك أيضاً السجاد الذي يتصف بألوانه الحيادية للإبقاء على الديكورات متماسكة. أضيفي إلى السجاد السادة، هناك ذلك المخطط أو المشطرج (يشابه رقعة الشطرنج) أو المستوحاة نقوشه من الأشكال العضوية الرائجة...
الستائر، بدورها، وبعد أن كانت باللون الأبيض لوقت طويل، ستتلوّن بالبيج عام 2023 وستحاك من القطن أو الكتّان أو الحرير، ليتراجع المخمل. لناحية تصميم الستائر، فإن الشفافة منها، وتلك المعتمة، ستظلان تلبيان الاحتياجات مهما اختلفت. والأذواق المفضلة للأنسجة السادة أو المطبوعة بأوراق الطبيعة أو أزهارها أو بنقوش تجريدية، مع نحو بعض المصممين إلى جعل طبقات الستائر عديدة ومختلفة السماكة، كما دمج الأقمشة السادة ببعضها البعض، أو بتلك المنقوشة.
لكن، مهما كان طراز الستائر أو السجاد الدارج في عام 2023، فإن العبرة في الخواتيم أي في تفصيل الستائر واختيار السجاد لكل غرفة من غرف المنزل، بصورة تتناسق مع المكونات الأخرى من أثاث وأعمال تصميميّة.

تؤكّد المعمارية ومهندسة التصميم الداخلي الجزائرية والمقيمة في دبي حليمة مسقم على أهمّية حضور السجاد والستائر، في المنزل، من الناحتين الوظيفيّة والجماليّة. لذا، تنصح القرّاء بتخصيص جزء من الميزانية لهذين العنصرين الأساسيين، وذلك في مبتدأ ورشة تجديد المنزل، لتلافي الوقوع في الاختيارات الرديئة، التي لا تظهر المساحات الداخليّة في أجمل حللها.

عن موضة السجاد عام 2023، تقول المهندسة إن «الخامات الطبيعية ستطغى، وستشتمل على الجوت والسيزال، فهذا النسيجان مناسبان للنمط الريفي الحديث، في الديكور، من دون الإغفال عن الصوف والوبر الفاخر للغرف والصالات الفخمة». وتلفت إلى «تقدّم قطع السجاد، التي تشابه اللوحات الفنّية، إلى صدارة الواجهات، مع جعل «اللوحات» المذكورة تفترش الأرضيات أو تشغل الجدران».

معاينة خامة السجاد، بدقة، مع تفضيل الجودة، والانتباه إلى وظيفة كلّ غرفة؛ غرفة المعيشة، مثلاً، تحتاج إلى سجادة «متينة» تتحمل كثرة الدعك، أمّا الصالة فتكتسي بالسجاد الجميل والفاخر والمنسّق مع لون الاثاث، وغرفة النوم تكتسي بقطع صغيرة ذات ألوان هادئة.
اختيار ألوان محايدة، سواء للسجاد (أو الستائر)، من دون الجنوح نحو عناصر تجعل الديكورات متنافرة في الغرفة.

لناحية الستائر، فإن أنسجتها الطبيعيّة، من الكتّان والقطن والحرير، ستلاقي رواجاً عام 2023 حسب المهندسة، التي توضّح أن «الأقمشة المذكورة راجت منذ بعض الوقت في خياطة الستائر، لكنّها ستعرف في العام الجديد الألق، مع الميل المتزايد إلى المواد العضوية، التي تساعد في امتصاص حرارة الشمس وخلق جو مثالي في الفراغ». وتفضّل المهندسة اختيار الألوان الحياديّة للستائر، من تدرّجات الأبيض أو البيج أو الكريمي، في المشاريع السكنية، وذلك للتماشي مع الأثاث، كما الأنسجة الناعمة من «الشيفون» والكتّان، للمسات ناعمة وفخمة، في آن واحد، في الصالة ذات الطابع المعاصر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]