أكدت المؤسسات الفلسطينية الرسمية وقيادة الفصائل على أهمية التمسك بخيارات المقاومة، لاسترداد الحقوق والأرض التي سلبها الاحتلال، وشددت على تمسكها بالثوابت الفلسطينية، وبحق العودة، وذلك في الذكرى اـ 47 لـ "يوم الأرض"، الذي شهد تنظيم العديد من الفعاليات \الشعبية، التي تؤكد تمسك الفلسطينيين بأرضهم، ورفض التنازل عنها، أمام مخططات الاحتلال الاستعمارية.

فعاليات شعبية

وفي قطاع غزة، نظمت في هذه المناسبة فعالية جماهيرية حاشدة، في "مخيم العودة" الواقع على الحدود الشرفية لمدينة غزة، والذي كان يستضيف سابقا فعاليات "مسيرات العودة".

وجاء تنظيم هذه الفعالية الكبيرة بدعوة من قيادة الفصائل، حيث نزل إلى المكان حشود كبيرة من المواطنين، يتقدمهم مسئولو الفصائل وممثلين عن منظمات المجتمع المدني.

وهناك أقيمت العديد من الفعاليات التراثية، كما رفعت في المكان أعلاما فلسطينية، على مقربة من جنود الاحتلال الذين تحصنوا في ثكنات عسكرية قريبة من المكان، فيما ألقت العديد من الكلمات، التي أكدت على الحقوق الفلسطينية المشروعة، وعلى التمسك بخيار المقاومة.

وبهذه المناسبة الأليمة، التي يستذكر فيها الفلسطينيون، الهبة الشعبية التي عمت المناطق المحتلة عام 1948، رفضا لخطط الاحتلال الاستيلاء على مساحات واسعة من تلك الأراضي التي يملكها الفلسطينيون، لصالح مشاريع استيطانية وتهويدية، أصدرت العديد من المؤسسات الرسمية والشعبية والفصائلية بيانات، أكدت فيها على حق الفلسطينيين في استرجاع حقوقهم التي سلبها الاحتلال.

وقال المجلس الوطني الفلسطيني، إن الذكرى الـ47 ليوم الأرض، "تنعش ذاكرة الأجيال بحجم الظلم والاضطهاد من أبشع وأطول احتلال، والوحيد على وجه الكرة الأرضية، ولا يزال شعبنا يعاني منه، والعالم يصم أذنيه ويغمض عينيه عن الحق والظلم التاريخي الواقع على شعبنا الباسل"، لافتا إلى أن مشاهد الظلم التي يتعرض لها الفلسطينيون من تهجير وإرهاب ومجازر على أيدي الاحتلال، تتكرر، بهدف "اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وعزل أهلنا في أراضي 1948، وسن القوانين العنصرية ضدهم وتشجيع الجريمة"، مشيرا إلى أن هذه الذكرى تحل "في ظل تصاعد التطرف والفاشية وحرب إجرامية عنصرية يشنها المحتل وعصابات المستوطنين على أرضنا الفلسطينية في الضفة والقدس، تمهيدا لضمها وتهويدها وحصارها بالمستوطنات الخبيثة لتنفيذ مخطط التهجير الجماعي لشعبنا الصامد".

لكن المجلس الوطني أكد أن الشعب الفلسطيني "لم ولن يرفع الراية وسيدافع عن أرضه وكرامته، ويرويها بالدم كما رواها بعرقه، وستظل الأرض في عيون وذكريات الأجيال شرارة الثورة والتضحية والفداء، رغم التنكيل والإرهاب".

وفي السياق، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رمزي خوري، إن الشعب الفلسطيني متمسك بحقه الأزلي بأرضه والدفاع عنها وتقرير مصيره عليها، رغم سياسات وإجراءات "التطهير العرقي والتهجير القسري" التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي بحقه.

وأكد في هذه الذكرى، أن تضحيات أهالي الجليل والمثلث والنقب وغيرها من المناطق رد على قرار استيلاء الاحتلال على 21 ألف دونم في تلك القرى والمدن، "جسّدت أسمى معاني الفداء والتضحية دفاعا عن أرضهم ورفضا لمشاريع تهجيرهم منها، وستبقى ذكرى الشهداء والجرحى خالدة وحية ومنارة للأجيال المقبلة"، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني "سيواصل صموده الأسطوري ونضاله ومواجهته الصلبة لكافة مشاريع وإجراءات الاحتلال وأدواته الإرهابية"، لافتا إل أن الاحتلال ومنظماته الاستيطانية تسابق الزمن في تنفيذ مشروع تهويد الأرض الفلسطينية، خاصة في القدس المحتلة.

يشار إلى أنه في يوم 30 مارس من العام 1976، استُشهد 6 مواطنين وجُرح 49 واعتُقل أكثر من 300 آخرين، حين خرج أهالي المناطق المحتلة عام 48، في هبة جماهيرية، رفضا لسياسات المصادرة والاقتلاع والتهويد التي انتهجتها إسرائيل، بعد الكشف عن مخطط إسرائيلي لمصادرة مساحات كبيرة من أراضيهم، وقد سمي ذلك اليوم بـ "يوم الأرض"، تمجيدا للشهداء والضحايا الذين سقطوا دفاعا عن الأرض.

وكان وقتها الاحتلال قد أصدر قرار بالاستيلاء على نحو 21 ألف دونم من أراضي عدد من القرى الفلسطينية في الجليل ومنها عرابة، وسخنين، ودير حنا، وعرب السواعد وغيرها، لإقامة المزيد من المستوطنات في نطاق خطة "تهويد الجليل" وتفريغه من سكانه العرب، وهو ما أدى إلى إعلان الفلسطينيين في الداخل وخصوصا المتضررين المباشرين عن الإضراب العام في يوم الثلاثين من مارس من ذلك العام.

التمسك بالمقاومة

وفي هذه المناسبة، أكدت حركة فتح، أن لهذه الأرض اسما واحدا منذ أكثر من أربعة آلاف سنة هو "أرض فلسطين"، مؤكدة أن كل محاولات المنظومة الصهيونية لطمس التاريخ الفلسطيني "مصيرها الفشل"، مشيرة إلى تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه، وأشادت بصمود جماهير الشعب الفلسطيني البطل داخل الخط الأخضر الذين قدموا نموذجا كفاحيا إبداعيا في "يوم الأرض"، وأكدت أن الشعب الفلسطيني "لن يتنازل عن حقه في تقرير المصير على أرضه التاريخية، وعن حقوقه الوطنية المشروعة المعترف بها، والمستندة إلى القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، وفي الحرية والاستقلال الوطني"، داعية الفلسطينيين إلى مزيد من الوحدة والتلاحم في كل أماكن تواجده، مؤكدة أن وحدته هي الضمانة لتحصين صموده على أرضه، وتعزيز مقاومته الوطنية الشعبية، من أجل دحر الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

كذلك أكدت حركة حماس تمكسها بخيار الوحدة الوطنية والمقاومة الشاملة، "سبيلاً وحيداً لانتزاع حقوقنا واسترداد أرضنا وتحرير مقدساتنا"، وأكدت الحركة أنها لن تفرط أو تتنازل عن شبر من أرض فلسطين التاريخية، وقالت "سيظل شعبنا الفلسطيني متمسكاً بأرضه من النهر إلى البحر، ولن تُفلح مخططات الاحتلال وجرائمه في سرقة الأراضي والتغوّل الاستيطاني، في تغيير عروبة الأرض وحقائق التاريخ".

من جهتها قالت حركة الجهاد الإسلامي إن مقاومة العدو وإدامة الاشتباك معه في كل الساحات والمواقع "تمثل الترجمة العملية والتطبيق الحقيقي للمبادئ والشعارات الوطنية التي نشأت عليها الأجيال الفلسطينية المتعاقبة"، وقالت في بيان لها بهذه المناسبة "لن يوقف التغول الصهيوني سوى المقاومة الشاملة وفي مقدمتها المقاومة المسلحة، التي نواصل العمل على تعزيزها وامتدادها في كل أنحاء فلسطين ومخيمات اللجوء والشتات"، مؤكدة أن بنادق المقاتلين التي تتوحد في ساحات المواجهة والصمود بالضفة الغربية المحتلة، "ترسم لنا الطريق وتنير لنا الدرب لنمضي فيه"، داعية إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك والرباط في ساحاته والاعتكاف في مصلياته وقبابه.

وقالت الجبهة الشعبية، إن مواجهة العدوان المتصاعد، "تجعل الوحدة والمقاومة واجبات لأجل الحفاظ على الوجود الفلسطيني" مؤكدة في هذه المناسبة على ضرورة المضي في تعزيز الوحدة الميدانية والنضالية "في مواجهة الهجمة الصهيونية، وتصعيد فعل المقاومة بأشكالها كافةً، ضد العدو الصهيوني"، مشددة على ضرورة ان ينعكس ذلك على "" الوحدة السياسية ضمن استراتيجية سياسية موحدة لمقاومة هذا العدوان وهزيمته"، ودعت لتصعيد الضغط على الاحتلال ورعاته، وتعزيز النشاطات لمقاطعة الاحتلال وعزله، وملاحقة مجرمي الحرب اماك المحاكم.

وبهذه المناسبة أيضا، دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، لـ "وقف مشاريع التفريط بالأرض"، من "اتفاقية أوسلو" إلى "اتفاقيات العقبة – شرم الشيخ"، وقالت "إن حقيقة المشروع الصهيوني تؤكد كل يوم أن الأرض هي موضوع الصراع التاريخي بين شعبنا وبين الغزو الصهيوني لبلادنا"، وأضافت وهي تتحدث عن المقاومة "لقد أثبتت تجارب شعبنا ونضالاته، أن ما سُلب من أرضه بالقوة، لن يُستعاد بغير القوة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]