في ظل تنامي الجريمة والقتل في مجتمعنا العربي، والذي فقد حتى اليوم 81 ضحيّة كانت آخرهم صباح اليوم في الرملة، راح ضحيتها موسى ابو موسى، ووسط التجاهل المؤسساتي لهذه الآفة والحديث عنها فقط على مستوى الوعودات دون أي تطبيق فعليّ، بادرت مؤسسة "بكرا" الإعلاميّة إلى حملة خاصة تهدف إلى رفع الوعي المجتمعيّ لإسقاطات الظاهرة على مجتمعنا وعلى أبنائنا ومطالبة بتكاتف كل الجهود نحو اجتثاثها من جذورها.


وتحدث موقع بكرا مع عدد من المشاركين في مبادرة "اصحوا يا عرب" عن آرائهم ومقترحاتهم لوقف هذه الآفة.

البطالة توّلد العنف
وقالت رولا ابو رعد، ناشطة لحقوق الصم بالمجتمع العربي: "البطالة توّلد العنف، لذا فمن الممكن ان يكون هناك وجود لمناطق صناعية في كل بلد عربية، وبالتالي هذه الامناطق ستستوعب شريحة الشباب، وأمر آخر هو محاضرات توعوية في المدارس لزيادة التوعية لمخاطر العنف والسلاح، كما وبامكاننا زيارة البيوت التي تعاني من ضائقة".


وقال الناشط محمد خضر جبارين: "للأسف تفاقم العنف والجريمة أصبح في غاية الخطورة ليس فقط بنسبة الجريمة المتزايدة وعدد المصابين والقتلى الذي وصل الى ٨٠ قتيل بل ايضًا قضية الافلاس من جميع الاطر في التصدي لهذه الظاهرة الكارثية".


وأضاف: "بإعتقادي اصبحنا لقمة سائغة ونحن نرى هذا النهج من دولة تدعي اننا مواطنين وللاسف نعيش في غابة بدون قانون ولا حماية وشرطة الاحتلال الشريك الاساسي في هذه الكارثة بقتل ابنائنا".

كنت اتوق الى تحرك سريع من القيادات
وأكمل جبارين: "من جهتي كناشط اجتماعي كنت اتوق الى تحرك سريع ممن يسمون انفسهم قيادات للحل الفوري او متابعة الامر بشكل اقوى ومؤثر ولكن للاسف ما نشاهده هو التراخي في الامر والافلاس في الحلول دون ايجاد حل او ضوء في نهاية النفق، مجتمعنا يجب ان يسعى وبكل أطيافه الى الوحدة والبوصلة يجب ان تكون من خلال حماية من شعبنا نفسه قبل اي شيء وللاسف ذلك لا يحصل الا عندما نعي جميعا هذه المصيبة وانها سوف تلمس اي شخص منا".


وحول الحلول: "حاليا اعتقد ان الحل الوحيد هو ليس عيني وفوري بل بناء مجتمع متكافل مع وحدة وطنية لتقرر كيفية التعامل مع التحديات بنضال شعبي موحد من خلال مؤسسة جديدة للمتابعة التي في الاساس فقط تتابع دون اي عمل اخر" .


وأضاف: "الحلول متاحة ولكن يجب ان تكون لكل شعبنا وليست عينية لمنطقة او بلد معين بل لكل مجتمعنا الفلسطيني في الداخل .الرؤية ستكون واضحة اكثر اذا تمكنا من وضع جميع اجنداتنا جنبا وهمنا الاساسي يكون مجتمعنا سنغير الحال. الافكار كثيرة وبصفتي ناشط ساكون من المبادرين لمشروع وطني شامل وموحد لقضايانا وتحدياتنا".


وفي حديث مع بروين عزب، مستشارة وناشطة اجتماعية وسياسية قالت: "اصبح اليوم لمجتمعنا العربي من أولويات الحياه هو الانشغال بضمان الأمن والأمان ورفع وتيرة القلق والخوف والالم الذيى ألّم بنا جراء ارتفاع وانتشار آفة القتل والجريمة وانتشار السلاح التي تفتك وتدمر النسيج الاجتماعي، ولاجل ضمان الامن والامان يجب علينا ان نتحرك بالعمل الشعبي والنضال الميداني ووجب علينا ان نقوم بصياغة مشروع واسع عملي متعدد المجالات وشامل لتحقيق الامن والامان".


وأضافت: "بدايةً أولًا وآخرًا، يجب حث رجال الشرطه لحملها على القيام بواجبها الحقيقي في حمايه الناس وتحصين المجتمع وذلك بوقف شلال الدم ومعاقبه المعتدين والخارجين عن القانون من حمله السلاح وتجار السموم والمخدرات وتجفيف بؤر الاجرام".


وأكملت: "على السلطات المحلية والشؤون الاجتماعية والمراكز الجماهيرية التركيز على دورها الكبير والتوعوي مع المواطنين والسكان ومع المجتمع المدني، كذلك الامر بالنسبة للمدارس والتعليم ودورها مع الطلاب والابناء بغرز وتذويت القيم الاخلاقية والتربوية وبث روح التسامح وبناء الانسان، وبالطبع اللجان والهيئات الشعبية ودورها الكبير والواسع في الحقل والعمل الوطني مع المجتمع الواسع".

تكثيف النشاط الوطني والشعبي في الساحات
وأضافت عزب قائلة: " على المؤسسات السياسيه والحزبيه والوطنيه تكثيف النشاط الوطني والشعبي في الساحات، وعلى علماء الدين والأئمه بمخاطبة الناس وبث روح التسامح والاخلاق الحسنه ولغه الحوار، وعلى لجان الصلح وواجبها الديني والوطني ببث روح التسامح واصلاح ذات البين ولغه الحوار، كذلك الأمر بالنسبة لمؤسسات الفن والثقافه ودورها بعرض الانتاجات التربويه والثقافيه برفع مستوى الوعي الاجتماعي".


وانهت حديثها قائلة: "الاعلام بتأثيره الشامل على المجتمع وبث ونقل الوقائع وبث لغه الحوار وتقبل الاراء المختلفه، والاهل بدعم الأُسر والبناء والعمل على بناء الانسان ورفع الوعي، هذه كلها نقاط مقترحة وشاملة كل القطاعات المجتمعية على كل المستويات المؤثرة لخلق مجتمع واع ايجابي يساهم في بناء الانسان وجاهز للتحديات ومحاربة الآفات المجتمعية".

 

وفي حديث لموقع بكرا مع الناشط الاجتماعي والسياسي، فاتن غطّاس قال: " ظاهرة العنف في المجتمع العربي بدأ التخطيط لها من قبل المؤسسة الحاكمة بعد احداث أكتوبر 2000 وسقوط 13 شهيدا".


الهدف منه:
• تحييد العرب من المشهد السياسي الاسرائيلي
• جعل المجتمع يتخبط بدمائه
• خلق شرعية "للعدمية القومية"، اي أن تخجل كونك عربي.
• أن يفقد المجتمع الثقة بالنفس ويتخبط في اتهام أحدنا للآخر، قيادات، مؤسسات مجتمعية...

وأكمل غطّاس قائلًا: "للأسف كان مجتمعنا لقمة سائغة امام هذا المخطط الذي نجح بشكل كبير. نشر السلاح في مجتمعنا هو الخطوة الأخطر التي حدثت في تنفيذ هذا المخطط. في ظل هذا المشهد هناك استمرار زاد العنف ضد النساء بشكل خطير جدا. الأزمة الاقتصادية المخيفة، التي تزيد من شعور العجز أمام هذا العالم الرأسمالي البشع، تلقي بظلالها أيضا على هذا العنف. السوق السوداء نهايتها سوداء قاتلة".


وأضاف: "وسائل التواصل الاجتماعي أثرت على حياة الاستهلاك الكبيرة بدون أي حساب مادي منطقي لقدرات البيت. ويطول الشرح عن الاسباب".

ما العمل؟
وحول الحلول المقترحة قال غطّاس: "علينا التمييز بين ما نستطيع القيام به وما ليس لنا القدرة على تغييره. عصابات الاجرام لا نستطيع لوحدنا اجتثاثها، لكن نستطيع التأثير على تقليص المساحة الجماهيرية لها، على منع انزلاق الناس اليها".


وأكمل قائلًا: "علينا اعادة الثقة بأنفسنا: أننا قادرون على عمل معين، أخطر شيء هو الشعور في العجز الذي يسيطر على المشهد المجتمعي أمام شلال الدم المستمر. الخروج الى الشارع له أهمية كبيرة، دون الوهم أن الامور تتغير حالا. أهمية الاستمرارية، أخطر شيء لدينا هو "الهبات الآنية"، التغيير يتطلب نفس طويل جدًا".


وأضاف: "توجيه أصبع الاتهام للشرطة وتخاذلها وتآمرها على الجريمة هو واضح جدا، وعلينا الضغط بشكل دائم عليها. الحل يكون عندما نجبر المؤسسة على اتخاذ قرار بحماية 20% من مواطنيها والتعامل معهم كمواطنين وليسوا أعداء أو خطر ديمغرافي".


مسؤولية الشرطة والمؤسسة الحاكمة لا يعني اننا غير مسؤولين

وأكمل غطّاس حديثه قائلًا: "مسؤولية الشرطة والمؤسسة الحاكمة هو لا يعني اننا غير مسؤولين أيضا، تراجع كل النشاطات الجماهيرية فتحت المجال لهذا الوضع، تركنا الحيز العام للزعران وانشغل كل واحد منا في حيزه الخاص".

وأنهى حديثه قائلًا: "مطلوب خلق منصات للحوار مع الناس ومع الشباب بالذات. علينا الوصول الى الناس في البلدات والأحياء لإجراء عملية التغيير المنشودة. علينا الاستفادة من الدراسات والأبحاث التي تم القيام بها وأخذ زمام المبادرة للعمل وتنفيذ هذه المخططات".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]