قبل نحو شهر، نشر مكتب مراقب الدولة سلسلة من التوصيات لمعالجة خمول الشباب في المجتمع العربي. ويذكر التقرير أنه "على عكس المجتمع اليهودي حيث يوجد مسار طبيعي وحتى إلزامي للاندماج في التعليم، فلا يوجد مسار منظم في المجتمع العربي".
يحتاج شباب المجتمع العربي إلى الدعم، من خلال الدورات التأهيلية، والتعليم العالي بالتعاون مع المؤسسات المحلية.
وبحسب معطيات التقرير، فإن هذه الفجوة تخلق نسبة عالية من التقاعس بين الشباب العرب، الأمر الذي يؤثر أيضًا على مستوى الجريمة، وخاصة بين الرجال، واستثمار الجهود في دمج الشباب العرب غير النشطين في الأوساط الأكاديمية وسوق العمل.
هناك علاقة واضحة بين عدم المساواة والعنف في العديد من الدراسات التي أجريت في جميع أنحاء العالم.
وقد صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مؤخرًا أنه ينوي "إدخال الشاباك"، من أجل منع جريمة القتل القادمة في المجتمع العربي، ولا شك في أن أي محاولة للقضاء على الجريمة مرحب بها. لكن معارضي الفكرة الجديدة يقولون: الحلّ غير موجود في الشاباك، لكن في التعليم العالي في البلاد، حيث يمكن لدمج الشباب العرب في مؤسسات التعليم العالي وسوق العمل أن يقلل الفوارق الاجتماعية والاقتصادية، وأيضًا لخفض مستويات الجريمة على المدى الطويل.
في العام الدراسي الحالي، مرّ حوالي 58 ألف طالب وطالبة من المجتمع العربي عبر بوابات مؤسسات التعليم العالي (من أصل 337،230)، لكن معدل التوظيف ومشاركة المواطنين العرب في القوى العاملة ما يزال أقل بكثير بالنسبة لعامة السكان. شكّل العرب من غير الدروز والبدو من الجنوب والعرب في القدس الشرقية في الصيف الماضي 18.8٪ من مجموع الباحثين عن عمل المسجلين في خدمة التوظيف.
تشير المعطيات أن (20٪) من طلاب الجيل الأول بدأوا للتو الدراسة للحصول على درجة اللقب الأول، و- 17٪ حاصلون على درجة الماجستير، و 8٪ فقط قرروا الاستمرار في الحصول على درجة الدكتوراه.
لا شك أن المؤسسات في الدولة تبذل الكثير من الجهد الحقيقي لدمج المجتمع العربي في الأوساط الأكاديمية، من خلال برامج لمجلس التعليم العالي مثل مشروع "روّاد"، حيث يدعم الشباب والشابات من المجتمع العربي، من خلال الدورات التأهيلية، ومعارض التعليم العالي. تثبت معطيات العام الماضي أن العديد من الشباب يفضلون اختيار التعليم بدلاً من الأسلحة، حيث أن أكثر من 12 ألف طالب شاركوا وحصلوا على الخدمات من خلال برنامج "رواد"، وحدد قرابة الـ 7500 منهم جلسات استشارية فردية.
على الرغم من التحديات والفجوات والتغيرات في عالم التوظيف، فإن المعطيات والوضع الحالي على الأرض يشهدان على الإمكانات الهائلة للدراسات الأكاديمية في تقليل معدلات الخمول (الشباب غير المؤطر) والجريمة، أكثر من أي إجراءٍ أمني، التعليم العالي قادر على تحسين مستقبل المجتمع العربي بأسره على المدى الطويل، بمساعدة القيادة الاجتماعية وتشجيع الاندماج في التوظيف عالي المستوي مع دخل جيد.
إن استثمار الجهود والموارد المالية في البرامج لجعل التعليم العالي متاحًا في المجتمع العربي لن يقلل فقط من الفوارق الاجتماعية والاقتصادية، بل سيزيد من ثقة المجتمع العربي في نظام الاكاديما كحل للمشاكل العالقة، ويرفع الأمن العام، بل وينشئ جيلًا جديدًا فعالاً من الشباب، الذين يختارون التعليم وليس الأسلحة.
الكاتبة هي مديرة برنامج "روّاد" القطري الذي يعزز إتاحة التعليم العالي في المجتمع العربي
[email protected]
أضف تعليق