وقعت روسيا وإسرائيل اتفاقا لافتتاح مكتب قنصلي في مدينة القدس، التي تعد من أهم قضايا الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقالت روسيا إن الصفقة تخص قطعة أرض غربي المدينة اشترتها موسكو عام 1885، وتمت تسويتها مع بلدية القدس في 18 مايو/أيار2023 لتحديد الحدود الإقليمية لهذه الأرض، بعد إجراءات استمرت سنوات. وأكدت السفارة عزمها إنشاء مكتب دبلوماسي رسمي على قطعة الأرض بعد هذا الاتفاق.

تقدم الديبلوماسية الروسية الرسمية خدمات قنصلية لسكان القدس والمنطقة، وستكون فيه مساكن دبلوماسية، ما يمنح المكان مكانة أعلى من قنصلية. وحسب الاتفاق، سيستكمل بناء المكان في غضون خمس سنوات مع إمكانية تمديد الفترة الزمنية إلى عشر سنوات.

أبعاد هذا الاتفاق

اعترفت روسيا رسميا بالقدس الغربية كعاصمة إسرائيل منذ بضع سنوات. ومع ذلك، فإن التعهد لبناء مجال دبلوماسي رسمي في العاصمة له معان تاريخية؛ إذ إن الولايات المتحدة وروسيا الآن، وكلتاهما من ثلاث قوى عظمى هي الأقوى في العالم، ستفعلان ممثليات دبلوماسية في عاصمة إسرائيل. وهكذا يتعزز موقف إسرائيل بأن القدس هي عاصمتها، بخلاف قرار التقسيم في 1947 الذي قضى بأن تكون القدس دولية. بحسب ما فسّره بعض الخبراء المهتمين بالشأن الفلسطيني.

وأشارت بعض وسائل الإعلام أنه بافتتاحهم لمكتب قنصلي في القدس دون شرط الوصول إلى اتفاق بين الفلسطينين ولإسرائيل او أي محاولة للسلام بينهما يكون الروس بذلك قد وجهوا ضربة شديدة للسلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس.

يشار إلى أن إسرائيل تطالب دول العالم بفتح سفارات في القدس بحجم كامل، وتحظر تفعيل قنصليات. وسبب ذلك أن القنصليات، وفقا للنظام الدبلوماسي، تقع في مدن مركزية، بينما السفارات تقام دوما في العواصم. من جهة أخرى، فإن الإنجاز المهم المتمثل في فتح ممثلية دبلوماسية رسمية في القدس هو رسالة عظيمة الأهمية لعشرات الدول في العالم التي لا تزال تتأثر بمواقف موسكو. إذ ان معظم السفارات الأجنبية تقع في تل أبيب، بينما تم افتتاح 4 سفارات في القدس، بعد أن اعترفت الولايات المتحدة بالمدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل عام 2017، رغم الاعتراض والرفض الفلسطيني.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]