«البرغولا» والسقيفة والظلة والعريشة؛ كلّها تسميات لمنطقة الجلوس المُظلّلة بسقف (أو ما شابه) تحمله الأعمدة، وذلك في الحديقة المنزلية أو «الترّاس»، ما يسمح بالاستمتاع ببعض النسمات، مع الإطلالة على «حلي» الحديقة من أزهار وأعشاب، أو على المشهد الذي يحيط بالمنزل. «صمدت» هذه المنطقة في الحديقة عبر الأعوام، مع ملاحظة تصاميم جديدة لها تأخذ التقنية في الاعتبار.

ترجع «البرغولا» إلى عام 1400 قبل الميلاد؛ تتفق مصادر عدة متوافرة عبر شبكة الإنترنت أن «البرغولا» الأولى كانت ملكاً لمسؤول في المحكمة العليا المصرية في طيبة، فقد استخدم المصريون القدماء إفريزاً يُمثّل جزءاً من السقف الذي يلتقي مع جدران المبنى، أو يتدلى عنها للوذ من الشمس الحارقة. ثمّ، سار الرومان الأثرياء في هذا المسار، وجعلوا «البرغولا» جزءاً من فللهم، خلال عصر النهضة الإيطالي، في القرن السابع عشر. اتكأت «البرغولا» الرومانية على أعمدة حجرية ناعمة فاخرة، وكانت إضافة إلى تظليل الجلسة، تُستخدم في زرع كروم العنب.
بعد خفوت شعبيّة التصميم في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، عادت العريشة أو «البرغولا» إلى الظهور. في بريطانيا العظمى، خلال أوائل القرن العشرين، كان يُزرع نبات الوستارية، وأزهار الخزامى تحت «البرغولا».
تعدّدت مواد «البرغولا» عبر العصور، ومنها: الحجر، أو الخشب والفينيل والألومنيوم والألياف الزجاجية.

تصميم البرغولا
1 صحن من إترو هوم Etro Home، متوفر لدى Ad Home Collection
2 طاولتان متداخلتان للقهوة من تصميم Dawn Sweitzer لدار Ethnicraft.
3 مقعد GUNA من تصميم Chiara-Andreatti لدار Gervasoni

نظام ذكي

من أعمال مهندسة التصميم الداخلي نورا فارس
راهناً، تتكشف «البرغولا» عن نظام ذكي «مُتحرك» سقفه، يتحدث عنه لـ «سيدتي»، فراس ولي الدين، صاحب شركة Clearvisionlb. حسب شروح الخبير، تتضمن التقنية الجديدة، لناحية المواد المصنعة:
نظام‏ The bioclimatic pergola (البرغولا المناخية) المصنوع بصورة كلّية من الألمنيوم المقوى بسماكات تضاهي قوة الحديد، مع مقاومة العوامل الطبيعية، بما في ذلك الصدأ والمياه والهواء وصولاً إلى سرعة 160 كلم/ بالساعة.
نظام ثان مصنوع أيضاً من الألمنيوم المقوى، لكن الجزء الأعلى أي السقف المتحرك مصنوع من الـ pvc المقوى، مع تضاد المياه وأشعة الشمس.
تُصمّم «البرغولا» حسب النظامين بمقاس يناسب المشروع، مع أخذ طبيعة الأرض في الاعتبار. كما تُصبغ «البرغولا» بأي لون مرغوب من صاحب(ة) المنزل أو الفيلا، على أن يكون اللون مدرجاً تحت لائحة نظام «رال» اللوني، بالإضافة إلى خيارات متمثلة في ثمانية ألوان خشبية.
حسب ولي الدين، يُحقّق النظام «الذكي» المذكور «نقلة نوعية» في عالم الخيم الخارجية، فهو يُقدّم مقاربة حديثة وعملية، ويسمح بالإفادة من المساحات الخارجية أو الحدائق، مع إمكانيّة التحكم بالجلسات بوساطة «الريموت كونترول».
عن الاختلافات مع «البرغولا» التقليدية، فإن الأخيرة تفتقر إلى المرونة وهي ثابتة وغير قابلة للفتح والغلق، فيما الأنظمة الذكية تراعي حاجات كل مستخدم، فهذا الأخير يتحكم بدخول الهواء وأشعة الشمس إلى الجلسة بحسب رغبته.
النظام قابل للتشغيل (الفتح والغلق)، بقوة مولد، ولا يتطلب أي إمدادات معقدة، بل تلك العائدة لأنظمة الستائر الداخلية. تُدعم «البرغولا» حسب النظامين بالإضاءة «الليد» الدافئة (أو البيضاء أو متعددة الألوان) المثبتة وبسبل لتصريف للمياه.
قد يهمّك أيضًا الاطلاع على اتجاهات رائجة في مفروشات الجلسات الخارجية


1 كرسي Duistt Ginga Leather، متوفر لدى Meillart.
2 مزهرية Kurba من روش بوبوا Roche-Bobois.
3 علبة صحون Constellation من تصميم Maria Grazia Chiuri والرسام الإيطالي Pietro Ruffo، من ديور ميزون Dior Maison
4 كرسي للاستلقاء Menfi من إترو هوم Etro Home. متوفر لدى Ad Home Collection


اعتبارات في التصميم

من أعمال Clearvisionlb
في إطار تصميم الجلسة تحت «البرغولا»، تتحدّث المصرية نورا فارس، مهندسة التصميم الداخلي، عن اعتبارات عدة، أهمها:

دراسة اتجاه الشمس والرياح والظل والنور في الحديقة أو «التراس»، فاختيار مكان «للبرغولا» حسب اتجاه الرياح، حتى تنجح الجلسة من الناحيتين التصميمية والهندسية، وتؤمن الراحة للجالسين، لا سيما في الصيف.
دراسة النسبة من المساحة التي ستشغلها «البرغولا»، بالانسجام مع المساحة الكلية لحديقة المنزل.
عدد الأفراد الذين سيستخدمون الجلسة المظللة بـ «البرغولا».
تقول المهندسة إن «المعلومتين سالفتا الذكر مؤثرتان في شكل الجلسة تحت «البرغولا»، والتي قد تتخذ هيئة حرف L، أو هيئة منحنية، أو غير منتظمة لتوفير العدد الأكبر من المقاعد للأفراد.
في وقت الظهر، حينما تكون الشمس عمودية، والحرارة قوية، يحرص المصمم على أن تكون الجلسة مظّللة حتى تُستخدم في الجلوس والاسترخاء، منبهة إلى أن «التصميم الناجح للسقيفة يجعل الجلسة تحتها تُشغل في الوقت المرغوب من صاحب المنزل».
عن المواد المستخدمة في الجلسة تحت السقيفة، تعدّد المهندسة تلك المقاومة للعوامل الجوية المختلفة، من حرارة وريح ومطر. في هذا الإطار، تبدو الأخشاب من المواد الطبيعية التي تتآلف مع جوّ الحديقة وطبيعتها، مع دور الأخشاب في الإيحاء بالفخامة، لا سيما الأخشاب من صنوف الصنوبر والتِك، والزان، والأحمر. كما تُناسب مادة الروطان (الراتان)، بعد المعالجة ضد الصدأ والعوامل الجوية الأخرى. الأثاث المصنوع من الروطان خفيف، ما يسهل نقل قطع الجلسة. هناك المعادن أيضاً (الستاينلس ستيل)، لكن الأخيرة ليست الأفضل للجلسة تحت «البرغولا»، فيما التصميم من الحبال يضفي جوّ الطبيعة في المكان.
لناحية مقاعد الجلسة، فإن النسيج المناسب لها، هو الكتّان (أو الشنيل، أو الشنيل جاكار، أو الجلد، أو نايلون أكسفورد المقاوم للتشوه). يتلون النسيج بلون حيادي (الأبيض، مثلاً، أو الرمادي بدرجاته أو البيج...)، مع التطعيم بلون قوي ومبهج فأكثر، مثل: الأزرق الفاتح السماوي، أو الأصفر، أو الأحمر، في الوسائد أو كرسي مميز.
للإكسسوارات، حسب المهندسة، دور مهم في تصميم الجلسة، فهي تقوم بإشعار الجالسين بالطبيعة، كما الإضاءة بوحداتها الأرضية، وتلك المعلقة ذات اللون الدافئ. كما تدعو إلى تصميم المدفأة بعد أن أصبحت الجلسة تحت «البرغولا»، مستخدمة في كل الفصول.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]