تجري الاستعدادات على قدم وساق لتنظيم المسيرة الأولى من نوعها، الجنازة الرمزية ومسيرة الأموات التي ستقام في أهم شوارع تل أبيب، والتي ستُحمل فيها توابيت بعدد القتلى في المجتمع العربي منذ مطلع هذا العام، بهدف تحويل هذه القضية إلى أهم القضايا في اسرائيل وبالتالي الضغط على متخذي القرارات.

تنقل بهذه المسيرة المشكلة من الحيِّز العربي الى الحيِّز الاسرائيلي عامةً.

وفي حديث لموقع بكرا مع محمد دراوشة، المدير الاستراتيجي في جڤعات حبيبة قال: "هذه المبادرة تأتي لتخرج مجتمعنا من حالة الوهن واللا حيلة المسيطرة علينا في ظل الجريمة المستفحلة، وهي تزيد من عزم قياداتنا البلدية التي ترفض ان تستسلم للامر الواقع، وتنقل بهذه المسيرة المشكلة من الحيِّز العربي الى الحيِّز الاسرائيلي عامةً.

واكمل قائلًا: "يجب ان يشهد الشارع اليهودي عمق الألم والاكتئاب الذي يعيشه المجتمع العربي نتيجة الجريمة التي تخطف شباباً في ريعان العمر، ويتركون خلفهم آلاف من ابناء عائلاتهم ليعيشون في حسرة عميقة".

وناشد الناس: "من هنا، أناشد بكل قياداتنا وجماهيرنا انتهاز الفرصة، والمشاركة في الزخم المتزايد لهذه المبادرة الهامة التي استقطبت الكثير من الشخصيات العربية واليهودية، علينا ان نكون من المبادرين للحلول، وان لا نبقى مثل الجمهور الذي يشاهد مسرحية، لاننا جزء من الحدث ويجب ان نكون جزء من الحل".

وانهى حديثه قائلاً: "ربما ستشكل هذه المبادرة بغرض النقاش في الشارع اليهودي، والاهم انها ستزيد من الوعي المجتمعي بأن هذا الواقع ليس بأمر عادي، ويجب ان نخرج من حالة اللامبالاة".

مجتمع باكمله جريح وينزف دما.. 

كما وتحدث موقع بكرا مع حسام ابو بكر المدير التنفيذي لمؤسسة الفنار الذي قال: "باعتقادي لم تكن حتى الآن مبادرة احتجاجية لحالة العنف والجريمة اقوى واهم من مسيرة الاموات المخطط اقامتها بتل ابيب. وصلنا الى حال به مجتمع باكمله جريح وينزف دما.. هذه الحالة استدعت الى تخطيط ردة فعل قوية، وعلى الرغم من التسمية الصعبة، الا انها اقل ما يمكن لعنونة ردة الفعل المستحقة".

مجموعة من الرسائل

واضاف: "مسيرة الموت في وسط تل ابيب، القلب النابض لدولة اسرائيل، تحمل بطياتها مجموعة من الرسائل، رسالة اولى لمؤسسات الدولة بان تأخذ على عاتقها ان تتعامل مع هذه المأساه بكامل الجدية وان تضع البرنامج والادوات المتاحة لمحاربة الجريمة والعنف بشكل فوري.. الدولة هي المسؤول الاول لاعادة الشعور بالأمن والامان لجميع المواطنين وعليها القيام بدورها وعدم التخاذل".

واكمل حديثه: "والرسالة الثانية، هي رسالة للمجتمع اليهودي وللاعلام العبري من اجل استيعاب ما يمر به المجتمع العربي ولكي تحدث بداخله تحركات داعمة لا تقبل باستمرار هذه الحالة. اما الرسالة الثالثة فهي للاعلام والمجتمع الدولي، لاسماع صرخة فئة مجتمعية تمر بحالة من الظلم وعدم اكتراث الدولة لما نمر به من اجل خلق حالة من التأثير من خلال تدويل هذه القضية. والرسالة الرابعة، هي لمجتمعنا العربي ليستفيق من قيلولته والخروج والاحتجاج واخذ زمام الامور لتوضيح صرخته بانه لا سكوت بعد اليوم ولا قبول لاستمرار نزف الدماء".

واضاف: "هنالك اهتمام وتجاوب كبير للمبادرة، حيث اتمنى وادعو ان يترجم بمشاركة عارمة واهتمام اعلامي واسع من اجل ايصال تلك الرسائل المستحقة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]