اعلن وزير المالية الاسرائيلي بتسلئيل سموتريتش نيته تجميد 200 مليون شيكل كانت مخصصة للطلاب العرب من سكان شرقي القدس للمشاركة في الفصول التحضيرية في الجامعة العبرية بالقدس وكليتين بالمدينة قبل التسجيل في الدراسات الأكاديمية.

وتهدف الأموال لتقديم منح دراسية للطلاب العرب من ذوي الدخل المنخفض الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف التعليم العالي.

العنصرية لم تبدأ من سموتريش

وتعقيبا على قرار التجميد قال رئيس صندوق اعمار القدس والناشط في حركة فتح سامر السنجلاوي لموقع بكرا: ان العنصرية ضد الفلسطينيين في القدس لم تبدأ مع قرار سموتريتش؟ولا يمكن القول ان وزراء المالية منذ عام 1967 كانوا منصفين للفلسطينيين في القدس او ان باقي الوزراء في هذه الحكومة ليبراليين مع الفلسطينيين وفقط تنحصر العنصرية في سموتريتش.

واضاف كل الحكومات السابقة وكل الوزراء الحاليين يتعاملون معنا بعنصرية ولكن من خلف قناع مشيرا الى ان سموتريتش واضح انه لا يلبس هذا القناع. هم يقولون كلاما جميلا ويفعلون ما يفعله سموتريتش. النظام الإسرائيلي في القدس وفي كل مكان بين النهر والبحر مبني على أساس عنصري ضد كل من هو غير يهودي. حتى ضد الدروز بالرغم من انهم أكثر ولاء من اليهود لإسرائيل.

وقال انه بعد قليل أيضا سيشربون من نفس الكأس. لان سموتريتش سيظهر عنصريته على اليهود و كل من هو غير صهيوني متدين.

وأوضح السنجلاوي أن أهم ما يمر به سكان القدس الفلسطينيين هو حرمانهم من الحق بالمواطنة وهو أهم حق في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. إسرائيل تمنع وترفض إقامة دولة فلسطينية وبنفس الوقت ترفض منح الفلسطينيين حقوق مواطنة متساوية مع حقوق اليهود. فهل يعقل في القرن الواحد والعشرين أن يحرم ملايين الفلسطينيين من حق المواطنة؟ أين يوجد مثل هذه الحالة في العالم. ولا مكان على وجه الأرض حتى في أسوأ الأنظمة الدكتاتورية في أفريقيا.

المقدسي الجيد 

من جانبه أوضح مدير مركز القدس الحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري لـ موقع بكرا إن الميزانيات التي جُمدت والتي تقدر بمبلغ 200 مليون شيقل من طرف وزارة المالية في حكومة الاحتلال ما هي إلا الجزء المخصص ضمن ما يُسمى (بالخطة الخمسية) والهادفة لالتحاق أكبر عدد من المقدسيين بالجامعات الإسرائيلية .. فالخطة الخمسية المُعلنة تهدف في مُجملها إلى دمج المقدسيين في المجتمع الإسرائيلي من خلال التحاق الطالب المقدسي بنظام التعليم الإسرائيلي الذي يُفضي إلى التعليم الجامعي وبالتالي تمكنه من اللغة العبرية واندماجه في سوق العمل الإسرائيلي لإيجاد ما يسمى (بالمواطن الصالح أو المقدسي الجديد) الذي يُعرف نفسه بأنه أقلية عربية تعيش في الدولة اليهودية كما يخطط الاحتلال.

واشار الى إن إعلان وزير المالية الاسرائيلي المتطرف سموتريتش عن هذا القرار ما هو إلا تباهيا بالتضييق على المقدسيين، فكما يتسابق المتطرف بن غفير في التضييق على الأسرى يتسابق باقي أعضاء هذه الحكومة المتطرفة في التضييق على الفلسطينيين أينما وجدوا. موضحا ان الخطة الخمسية وما تضمنه من جوانب لأسرلة التعليم في القدس المحتلة تقوم على استيعاب ودمج المواطن المقدسي في المجتمع الإسرائيلي تدريجياً دون الصدام مع المجتمع.

وقال ان هذه السياسة لم ترق للمتطرفين الجدد الذين كانت وزارة المالية من نصيبهم فهم يتبنون فكرة سحق المقدسي لا دمجه في المجتمع الإسرائيلي، وبالتالي فإن كلا الطرفين لا يريدان الفلسطيني المقدسي صامداً على أرضه، فالأول يريد إذابته وصهر هويته من خلال دمجه في المجتمع والثاني يريد سحقه ... ومن هنا بدأت تظهر على الساحة الإعلامية أخبار تشير إلى وجود خلاف بين تيارين في الحكومة الاسرائيلية وحقيقة الأمر ما هي إلا سباق على إنهاء الوجود المقدسي. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]