اثار قرار الإضراب الذي أتخذته لجنة المتابعة اليوم، الأحد، في كفرقرع، اثر استفحال الجريمة والعنف في مجتمعنا، اثار سخطًا ونقاشًا لا سيما البند المتعلق بالمدارس، حيث أقرت المتابعة على أنّ الإضراب يشمل "المدارس بعد الحصة الثالثة، وبعدها تنطلق مسيرات شعبية، يقوم فيها تشجيع الطلاب على المشاركة في التظاهرات"، الأمر الذي بث القلق لدى الأهالي في ارسال اطفالها إلى مظاهرات لا سيما أنّ هذه المظاهرات تستهدف مراكز البوليس الذي بطبيعة الحال يتعامل بعدائية مع مجتمعنا العربيّ.

احتجاجات قريبة من المدرسة

وفي السياق، دعت لجنة متابعة قضايا التعليم العربي إلى الالتزام بقرارات لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، وبضمنها الاضراب العام المقرر ليوم الثلاثاء القادم (5 أيلول)، والتي أقرّت في اجتماع كفر قرع اليوم الأحد، 3 أيلول 2023، بعد سلسلة جرائم القتل الأخيرة التي ارتُكبت في مجتمعنا. كما دعت السلطات المحلية واللجان الشعبية ولجان الأهالي المحلية إلى المبادرة لوضع خطط محلية ملائمة لتنفيذ القرار المتعلق بمشاركة الطلبة وأولياء الأمور في النشاطات الاحتجاجية السلمية المحلية، بعد الحصة الثالثة (حيث سيتوقف التعليم حسب القرار)، كما أنه بالإمكان تنظيم نشاطات في مواقع قريبة من المدرسة ملائمة لأجيال الطلبة بمشاركة الأهالي في حال عدم وجود برنامج محلي شامل.

ودعت اللجنة المدارس العربية إلى تخصيص الحصص الثلاث الأولى، صباح يوم الثلاثاء، لحوار وفعاليات مع الطلبة حول قضايا الجريمة والعنف وحرية التعبير عن الرأي وحرية التظاهر، وتحضير شعارات تعبّر عن مواقفهم ومشاعرهم مما يجري وستقوم اللجنة بنشر مواد تربوية ملائمة في موقعها على الأنترنت كما أن باب الاجتهاد مفتوح.

مشاركة العائلة في النشاطات الإحتجاجية تحمل قيمة تربوية عليا

وأكدت اللجنة أن مشاركة العائلة، ويفضَّل بجميع أفرادها، في النشاطات الاحتجاجية تحمل قيمة تربوية عليا، تشديدًا على أن التربية والتعليم لا يقتصران على العمل داخل جدران الصفوف وعلى تعليم مواد مختلفة مقررة، بل أن الأبحاث التربوية تؤكد على أهمية النشاط الفعال وانخراط الطفل وأهله في نشاطات تربوية مشتركة لبناء جيل مثقف واع منتمٍ وفعّال. ولكون الطلبة وأهاليهم ومعلميهم جزءًا أساسيًا لا يتجزأ من مجتمعنا، فإن انخراطهم في الهموم والنشاطات المجتمعية وبضمنها الاحتجاجية هو أمر طبيعي وضروري.

إن القرار الذي اتخذته المتابعة العليا فيه تجديد ويطمح إلى تطوير آليات النضال وتعميق الوعي عند الطلبة والأهالي حول القضايا المجتمعية الحارقة وتوسيع دورهم، فهو لا يشبه نموذج الاضراب التقليدي "السهل" حيث تغلق السلطات المحلية المدارس ليبقى الطلبة في بيوتهم. وبوصفه أسلوبًا جديدًا، من المتوقع أن تكون صعوبات في التطبيق ومع ذلك يجب الاجتهاد لتجاوزها واستخلاص العبر للمستقبل فالمسؤولية الجمعيّة تُحتمّ علينا تذليل كل التحديات لننشط وندفع مجتمعنا لمكان أفضل.

العنف والجريمة

إن استفحال العنف والجريمة في مجتمعنا وما يتركه من آثار هدّامة على مجتمعنا، يتطلب تصعيد الاحتجاج ومشاركة أكبر عدد من الجماهير فيه. فالخطر بات يهدد كل انسان عربي في هذه البلاد، حتى وهو في بيته، إذ أن رصاص الإجرام طال الكثير من الضحايا والأبرياء بما في ذلك الأطفال. من هنا، ندعو أولياء الأمور وكافة الأطر والمؤسسات والفعاليات إلى أخذ دور فعال ومسؤول في هذا الحراك الاحتجاجي، فالنضال لتغيير هذا الواقع يتطلب منا جميعاً المشاركة الفعّالة وأخذ دور في النشاطات الوحدوية وفي صنع قرارات المؤسسات التمثيلية ميدانيًا.

بقي أنّ نشير إلى أنّ لجنة أولياء امور الطلاب القطرية، وفي حديث خاص لـ "بكرا"، دعت إلى تعديل البند المتعلق بالإحتجاجات الطلابيّة وملائمته للواقع. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]