أحيت الجماهير العربية في الداخل يوم امس، الذكرى الـ 23 لهبة القدس والأقصى، بمشاركة الآلاف من ابناء المجتمع العربي في البلاد.

ويُذكر ان احداث هبة القدس والأقصى حصلت خلال انتفاضة الأقصى في العام 2000، وقُتل خلالها 13 شابًا عربيًا.

بعد مرور ثلاثة وعشرين عامًا على رحيل أبنائنا يتعمق الجرح ويزداد

وحاور موقع بكرا ام اسيل عاصلة - والدة الشهيد اسيل عاصلة- وقالت خلال حديثها:

 "يقولون:إن الزمن كفيل بتخفيف الوجع والمعاناة، لكن الواقع يثبت عكس ذلك، إذ بعد مرور ثلاثة وعشرين عامًا على رحيل أبنائنا يتعمق الجرح ويزداد وجعنا وجعًا، نتيجة خيبات الأمل بعد ترهل قضية الشهداء وعدم تحقيق العدالة".

وأضافت: "ثلاثة وثلاثون عامًا مرت ركضنا خلالها وراء العدالة، التي كنا نشعر كلما اقتربنا منها ازدادت بعدًا، في ظل حكومات اسرائيل، وهذه مفارقة تزيد ألم الفقدان ألمًا، ونحن ندرك أن المجرم لا يمكن أن يحاكم نفسه. كيف لا ونحن نعيش واقعًا أليمًا، يدّعي فيه العالم أنه مدافع عن حقوق الإنسان، في الوقت الذي يمارس العهر السياسي ويغض الطرف عن جرائم الكيان الصهيوني".

لا شك أننا بتنا عاجزين عن وقف شلال الدم

وتابع: "في هذه المناسبة التي تعيد لنا ذكرى أليمة، لا شك أننا بتنا عاجزين عن وقف شلال الدم، الذي يودي بحياة شبابنا، وهو كما يدرك الجميع من صنع ايدينا وأيدي المؤسسة الصهيونية، التي باتت تهدد أمننا ووجودنا في هذا الوطن، فها نحن منشغلون في دوامة العنف والإجرام المنظم، حيث يتملك الخوف كل منا ويُسخر طاقاته وجهوده لحماية نفسه وأبنائه، ولم يعد لكثيرين الوقت للنضال، وإحياء ذكرى الشهداء ودعم الأسرى الذين منحوا أعمارهم من أجلنا جميعًا".

ونوه أن: "يؤلمني كأم شهيد أن تترهل قضية الشهداء كما نراها اليوم، حيث يزداد شعوري بخيبة الأمل، حين اتذكر ما كتبه الشهيد اسيل لأصدقائه عن شهداء يوم الأرض: "ماذا أقول لأم فقدت ابنها وأخت فقدت أخاها؟ لا شيء يستحق الموت، ولكن إن كان لا بد منه فعلينا أن نتقبله، ونحن لا نستطيع إرجاع الشهداء إلى الحياة بل يمكننا تخليدهم وإحياء ذكراهم".

يصعب ترجمة وجع تلك العائلات مهما كتبنا

وشددت على ان: "قبل ثلاثة وعشرين عامًا كان قد انتزع ثلاثة عشر شابًا في الداخل الفلسطيني، بالإضافة إلى الآلاف في الضفة والقطاع من أحضان أمهاتهم وعائلاتهم، بحيث يصعب ترجمة وجع تلك العائلات مهما كتبنا، ولكنني إن كتبت انا أو غيري من الأمهات، ليس لأثبت للناس أنني كأم أحب ابني، لأن الأم إن فعلت ذلك وكأنها تحاول أن تثبت كروية الأرض".

وأكدت خلال حديثها: "أذكر هنا الحديث عن الشهداء، كي يبقوا في ذاكرة شعب نحاول إيقاظه من سبات، في وقت بات الشهداء أرقامًا في نظر العالم".

كان أسيل شابًا مميّزًا ومختلفًا، جذابًا وراقيًا، كانت ابتسامته نافذة لشروق أمل من بعيد

واستطردت خلال حديثها: "الكثير من معارف الشهداء من كتبوا عنهم ممن كانوا جزءًا من ذاكرتهم ومما كتبته إحدى زميلات أسيل في كلية مار إلياس:

"كان أسيل شابًا مميّزًا ومختلفًا، جذابًا وراقيًا، كانت ابتسامته نافذة لشروق أمل من بعيد، كنت أغار منه وعليه، كان شقيًا ولطيفًا، كان حنونًا وجميلًا. كان لي معه أحاديث بسيطة، ولكنها كفيلة بأن تكون الآن غصّةً في قلبي، أما الدكتور اإلياس عطا الله فقد كتب الكثير عن أسيل ومن عبارات كتبها: "زهرة على مقعدك تشهد بحضورك اليومي إلى المدرسة، وشذاها يحكي أنفاسك وبسمتك".

واختتمت حديثها: "من هنا أتوجه إلى ابناء شعبنا أن نحفر هبة القدس والأقصى في الصخر، حتى لا تنسى، كي يظل شهداؤنا أقمارًا تضيء سماء الوطن. عاشت ذكرى الشهداء. رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]