كتب: عوض ابو دقة
أراد العدو الإسرائيلي من خلال تركيز استهدافه على قيادات سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، خلال السنوات الأربعة الأخيرة، أن يَكسرَ الروح القتالية، ويُحبط عزم المجاهدين، فكان الردُ صاعقاً خلال المسير العسكري المركزي، في مدينة غزة، الأربعاء 4 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بمناسبة الذكرى الـ 36 للانطلاقة الجهادية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

فقد رأى العدو قبل الصديق، صوراً ومشاهد واضحة، حملت دلالات وأبعاد هامة خلال هذا المسير المهيب، نذكر منها:

أولاً: إدخال تخصصات ووحدات قتالية جديدة في إطار عمل سرايا القدس، كالقوة الجوية، وقوة الدفاع الجوي، وهذا يشير إلى أننا أمام توظيف أمثل للعقول والطاقات هذا من جهة، ومن جهة أخرى، السعي الحثيث والدؤوب لإيلام العدو واستنزافه بكافة الوسائل المتاحة.

ثانياً: لاحظنا تطوراً في التصنيع والإنتاج لصالح القوة الصاروخية، من خلال إدخال باقة صواريخ جديدة على خط الخدمة كصاروخ "جعفر"، وأصناف أخرى من صواريخ "براق" و"بدر 3"، بالإضافة لراجمات الصواريخ؛ فهذه القوة التي ارتقى قادتها شهداء خلال معركة (ثأر الأحرار)، تواصلُ العمل على تعزيز قدراتها استعداداً لأي معركة قادمة كي تتألق في الرد والمواجهة كما تألقت من قَبلُ في كل المعارك، وظلت حتى اللحظات الأخيرة تدك أهداف العدو وتَقُض مضاجعه.

ثالثاً: إن إدخال سرايا القدس، مجموعةً جديدة من المُسيّرات التي تمت صناعتها محلياً في غزة، على خط الخدمة، كمُسيّرة "سحاب"، القادرة على تنفيذ مهام استطلاعية وهجومية، ومُسيّرة "هدهد" القادرة على تنقيذ مهام استطلاعية، ومُسيّرة "صيّاد" ذات المهام الهجومية، يؤكد مواصلة "السرايا" تَسجِيل إنجازاتٍ هامة في مسيرة الإبداع، وفي صراع الأدمغة والعقول، برغم العدوان الإسرائيلي المتواصل، والإمكانيات البسيطة، والحصار المُطبق على القطاع.

رابعاً: رأينا صوراً للمقاومين على الأرض، وهم مرفوعي الرؤوس والهامات، يمشون بخطىً واثقة وواعدة، وفي هذا رسالة واضحة للعدو مفادها بأننا لا نأبه بكم، ولا تُرهبنا اغتيالاتكم وقصفكم واستهدافكم لقادتنا وللمجاهدين، وبأن سلاحنا سيَظلُ يُطاردكم ويَدب الرعب فيكم حتى تحرير القدس والأقصى.

خامساً: تخلل المسيرُ العسكري الحاشد، كلمةً هامة وجهها مسؤول الدائرة العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد أكرم العجوري، لإخوانه وأبنائه المجاهدين، أكد فيها أن زمان الأعداء أوشك على الأُفول، وأن الحلقة حولهم تزداد ضِيقًا وإطباقًا عليهم، وأن الحسم قادم بإذن الله. وجدد العجوري، التأكيد بأنهم على الدرب سائرون، ولدماء ووصايا الشهداء محافظون، وحمل خلال هذه الكلمة تحيةً للمشاركين من أمين المقاومة وعاقُد لوائها الحبيب أبو طارق (القائد زياد النخالة).
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]