تنظر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ببالغ القلق إزاء الأزمة الإنسانية المتصاعدة في قطاع غزة، والناجمة عن اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي بحق السكان المحميين في القطاع، بما في ذلك الطواقم الطبية، حيث أسفر الهجوم العسكري المتواصل الذي شنته قوات الاحتلال على قطاع غزة منذ يوم السبت الموافق 7 تشرين الأول 2023 حتى اللحظة عن سقوط 687 شهيدا بينهم 143 طفلا و105 نساء، و6 من أفراد الخدمات الطبية، إضافة إلى 3726 إصابة في صفوف المدنيين، وفقاً لآخر الإحصائيات.

وتواصل قوات الاحتلال انتهاكها لأحكام القانون الدولي الإنساني باستهدافها للسكان المدنيين والأعيان المدنية، كما تم تدمير البنية التحتية بشكل كامل في بعض مناطق القطاع، الأمر الذي يعيق تأدية الجمعية لمهمتها الإنسانية. كما تنظر الجمعية ببالغ الخطورة نحو تصريحات مسؤولي سلطات الاحتلال الإسرائيلي بفرض حصار كامل على القطاع، وحظر دخول الطعام والماء والوقود إليه، الأمر الذي يشكل عقاباً جماعياً متواصلاً لأكثر من مليوني مدني فلسطيني. كما تعاني الجمعية والمؤسسات الإنسانية الأخرى من شح المواد الأساسية واللازمة لاستمرار تقديم خدماتها، نتيجة لهذا الحصار غير القانوني.

في ذات الإطار، فإن الجمعية تحذّر من خطورة ارتفاع وتيرة انتهاكات قوات الاحتلال بحق الطواقم الطبية في مختلف أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، إذ سجلت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وحدها 23 انتهاكاً بحق مهامها الطبية منذ يوم السبت 7 تشرين الأول 2023 منها 7 انتهاكات في قطاع غزة، نجم عنها إصابة 5 أفراد من طواقم إسعاف الجمعية، أحدهم بحالة حرجة، وأضرار مادية في 6 مركبات إسعاف، إضافة إلى أضرار جسيمة في مقر الجمعية في شمال القطاع، وأضرار في غرفة عمليات الطوارئ يف مقر الجمعية الرئييس في المحافظات الجنوبية للقطاع، نتيجة القصف العشوائي المتواصل لقوات الاحتلال.

وفي الضفة الغربية، سجلت الجمعية 16 انتهاكاً تمثلت في استهداف مركبات الإسعاف بالرصاص الحي، وتهديد الطواقم الطبية واحتجازها، ومنع أو إعاقة الوصول إلى محتاجي الخدمة الطبية الطارئة. وفي حادثة شديدة الخطورة وقعت يوم الإثنين 9 تشرين الأول 2023 في محافظة رام الله، تم الاعتداء على أحد طواقم الجمعية جسدياً ولفظياً، واحتجازهم حوالي نصف ساعة ومصادرة هواتفهم، وتهديدهم بالقتل بشكل صريح.

تطالب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بوضع حد لإفلات سلطات وقوات الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على الانتهاكات الجسيمة لأحكام القانون الدولي الإنساني، والتي قد تصل إلى جرائم حرب. كما تطالب المجتمع الدولي بأكمله، بتوفير الحماية للطواقم الطبية والإنسانية بما يضمن الوصول الآمن لكافة المرضى والجرحى، والتدخل بشكل فوري وعاجل لوقف الأزمة الإنسانية، وإنهاء الحصار المفروض منذ 16 عاماً على القطاع، وفتح ممر إنساني آمن، لدخول الوقود والمواد الأساسية لاستمرار عمل المنشآت الإنسانية، وخروج المصابين والمرضى الذين هم بحاجة لتلقي العلاج خارج القطاع، تماشياً مع التزاماتهم القانونية وفقأ لأحكام القانون الدولي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]