قال الشيخ الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، أن الشعب الفلسطيني لن يرحل من فلسطين، وسنبقى فيها ما بقي التين والزيتون وما بقي الليل والنهار وهم سيرحلون.

جاءت أقوال الهباش خلال كلمة دولة فلسطين أمام المؤتمر العلمي الثامن للإفتاء الذي تنظمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في العاصمة المصرية القاهرة بعنوان :" الفتوى وتحديات الألفية الثالثة "، بمشاركة مفتين ووزراء أوقاف وعلماء ورجال دين من أكثر من 100 دولة حول العالم على مدار يومي الاربعاء والخميس 18 و 19 / تشرين الثاني – اكتوبر الحالي، موجهاً خلال كلمته التحية للمؤتمرين باسم الشعب الفلسطيني في القدس وغزة والضفة الغربية وكافة أماكن تواجده، تحية الصمود والرباط والمرابطين في بيت المقدس وفي أكناف بيت المقدس القابضين على جمر الصمود المتشبثين بالارض الثابتين عليها المجاهدين من أجلها في سبيل الله، الذين يواجهون بصدورهم العارية وايمانهم الذي لا يتزعزع آلة الإرهاب والعدوان والبطش والقتل التي لا تفرق بين صغير وكبير ورجل وامرأة.

وأضاف قاضي القضاة أن الشعب الفلسطيني الآن يُذبح وأطفاله يذبحون والمستشفيات تقصف بالطائرات والصورايخ والمساجد هدمت والبيوت نسفت والأمهات ثكلت ، من أجل أن نرحل عن فلسطين وهو ما قاله قادة الاحتلال منذ اليوم الاول للعدوان أن على الشعب الفلسطيني ان يرحل باتجاه مصر لأنهم يريدون أرضا بلا شعب لشعب بلا أرض كما يزعمون، مضيفاً أن الجواب جاء مزدوجاً فلسطينياً مصرياً مدعوماً من العرب والمسلمين بأننا لن نرحل ولن نغادر ارضنا ونرفض رفضاً قاطعاً الخروج من بيوتنا وهو ما قاله أهل غزة.


وأكد الهباش أن جمهورية مصر العربية عمقنا العربي الذي نعتز به ونفخر به، ردت بشكل صارم على مخططات التهجير على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن خلفه جيش مصر العظيم وشعب مصر والأزهر الشريف ومن خلفهم أمة المليار مسلم بأن فلسطين للفلسطينيين وللمسلمين وللعرب ولن نسمح بمرور التهجير والترحيل والقدس لن تكون إلا فلسطينية إسلامية عربية.

وطالب قاضي القضاة العلماء والمفتين ووزراء الأوقاف في العالمين العربي والإسلامي ببذل المزيد من الجهد لدعم فلسطين التي ليست بحاجة اليوم لمن يتكلم عنها او يدعو لها فقط وان كان هذا جيداً، بل ان فلسطين اليوم بحاجة الى من يكفكف دمعها ويداوي جراحها ويحمي قدسها ويحمي أعراضها فهي بحاجة إلى أمة الإسلام التي تملأ السهل والوعر، مؤكداً أن دور العلماء لا يقل دورهم في هذه المعركة المفتوحة التي لن تقف عند حدود فلسطين أو قطاع غزة، مشيراً أنهم لو نجحوا كما توهموا بإخراج مليون شخص من غزة إلى مصر فإن الأمر لن يقف عند ذلك بل إن الخطوة القادمة ستكون الضفة الغربية والقدس بالذات ليفرغوها من أهلها لتحلو وتخلو لهم، مؤكداً أن هذا لن يحصل ولن نستسلم ولن نرفع الراية البيضاء ونموت واقفين ولا نركع، ولن نخضع لشذاذ الآفاق والمعتدين الغاصبين.

وأضاف قاضي القضاة أن السلام لن يتحقق مع بقاء الاحتلال واغتصاب الأرض وبدون القدس، مضيفاً أن الرئيس محمود عباس قائد الشعب الفلسطيني والذي يتكلم باسم كل فلسطين قالها قبل أسابيع أمام العالم على منبر الأمم المتحدة : " واهم من ظن أنه يمكن أن يحقق السلام بدون حقوق الشعب الفلسطين" ، ولن نقبل نحن وأمتنا العربية أن يتم تصفية القضية الفلسطينية فهي أم القضايا ولن يكون هناك سلام في كل الشرق الأوسط إلا من بوابة فلسطين فهي ليست فقط قضية الفلسطينيين بل هي قضيتكم وواجبكم وأمانة الدين وأمانة التاريخ في أعناقكم جميعاً فهي ليست مجرد قضية أرض وحدود وسياسة بل هي قضية دين وعقيدة وإيمان فهي ميراث محمد صلى الله عليه وسلم وأولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين.

وختم قاضي القضاة كلمته أننا نقف في خندق واحد فدور العلماء يجب أن يتكامل مع دور الأمراء داعياً ترك الخلافات والاختلافات فنحن نواجه تحدياً يستهدفنا جميعاً فإما أن ننهض جميعاً أو نؤكل فرادى، متمنياً للمؤتمرين النجاح والمتقى بإذن الله في المؤتمر القادم في القدس والمسجد الأقصى المبارك والاحتلال والاستعمار إلى زوال بإذن الله سبحانه وتعالى.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]