أكد مدير مركز "الدراسات الاستراتيجية والتنبؤ السياسي" في روسيا الدكتور عمار قناة ، لموقع بكرا على الموقف الروسي الداعي لوقف العدوان الاسرائيلي على غزة الذي دخل مرحلة خطيرة غير مسبوقة.

وجاء ذلك ردا على سؤال إذا كانت روسيا ستتدخل لوقف الحرب على غزة مشددا على الموقف الروسي الثابت تاريخيا منذ عهد الاتحاد السوفيتي والداعم للدول العربية وخاصة فيما يتعلق بمفهوم القانون الدولي وتفعيله.

ولفت الدكتور قناة الى ان روسيا اليوم أمام منعطف محوري فيما يتعلق بدورها في المنظومة الدولية من خلال التحديات التي تواجها في أوكرانيا ومع المنظومة الغربية بقيادة الولايات المتحدة.

واشار الى انه رغم ذلك روسيا تصر على تفعيل مفهوم حل الدولتين من جهة ووقف العدوان الاسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني في غزة من جهة أخرى, وكانت التصريحات الروسية واضحة جدا بهذا الخصوص.

وقال ان روسيا تعتبر طرفا ولاعبا في الشرق الأوسط وتحاول من خلال مجلس الامن وقف فوري لإطلاق النار في غزة مشيرا الى العلاقات الوثيقة التي تربط روسيا بحركة حماس ,وقد زار موسكو مؤخرا وفدا رفيع المستوى وجرى بحث العديد من القضايا الهامة.

واوضح انه على الرغم من ان روسيا ليس لها الدور الفاعل بعد انهيار الاتحاد السوفيتي واتفاق أوسلو حول الملف الفلسطيني إلا أنها حافظت على علاقاتها مع الفصائل الفلسطينية , وكانت هناك محاولات عديدة في موسكو للتوفيق بين حماس وهذه الفصائل.

وباعتقاد قناة فان القرار اليوم يعتمد على واشنطن والى مدى ستستمر في تهورها السياسي والذي قد يتحول الى عسكري مبينا أن الحشود العسكرية الاميركية في البحر المتوسط يثير العديد من التساؤلات حول أهدافها.

تدخل روسي: مؤجل 

وراى ان التدخل الروسي في هذا الصراع مؤجل ولا ننسى المواقف العربية فيما يتعلق بهذا الصراع وهي ليست بالمواقف الحادة.

وحول استياء إسرائيل من دعوة موسكو لحماس، ووصفها الزيارة بأنها "مؤسفة" قال قناة ان العلاقات بين البلدين متذبذبة ومرت بعدة مراحل ولكن ليس كما يطرحه الكثيرون بأنها جيدة ولا ننسى ان روسيا تنظر إسرائيل كأداة سياسية وجيوسياسية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط , تحاول روسيا المحافظة على التوازنات في الشرق الأوسط بما فيها اسرائيل ووضعها في المنطقة.

ولفت الى انه بعد الحرب على غزة شبّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحصار الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة بحصار ألمانيا النازية لمدينة لينينغراد الروسية خلال الحرب العالمية الثانية، ولم يتوقع الاسرائيليون ذلك من الرئيس بوتين.

وذكر قناة من المعلوم ان هناك في داخل اسرائيل اكثر من 2 مليون روسي يحملون الجنسية الروسية من مزدوجي الجنسية , اليوم ممكن النظر الى هذه العلاقة من خلال المنظومة الدولية لمصالح الجيو سياسية , واعتقد ان مدة صلاحية إسرائيل كمشروع غربي قد انتهى.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]