يصحّ التفكير في الألوان الحيادية والجريئة، التي أعلن عنها العديد من هيئات الألوان وشركات الطلاء الرائدة، علماً أن للألوان تأثيرات واضحة في الجو العام لأي فراغ داخلي، كما في أمزجة القاطنين وعواطفهم وسلوكياتهم، فهي تحول المساحات الداخلية إلى واحات نابضة بالحياة والتفاؤل أو على النقيض من ذلك مملة وباهتة.

توضح الروسية أولغا ميلنيكوفا Olga Melnikova، مؤسسة ورئيسة المصممين في OL interior بدبي، أن «درجات الألوان المحايدة هي أساس أي ديكور داخلي؛ فهي متعددة الاستخدامات وسهلة الدمج ببعضها البعض». تقول: «في ظل المشكلات العالمية التي تجتاح العالم، تكتسب الألوان المحايدة شعبية؛ لأنها تحقق أجواء هادئة في المنزل وتساعد القاطنين في الاسترخاء».

الخوخي والبرتقالي والبيج

وفق قرار معهد بانتون للألوان، عُيّن الخوخ المخملي Peach Fuzz اللون الرئيس هذا العام؛ الدرجة الدافئة المذكورة تُبرز الرغبة بالوحدة مع العالم الخارجي والتعاطف. أضيفي إلى ذلك، هناك حضور للبرتقالي المشمشي، والأخير عبارة عن درجة دقيقة ومتألقة من البرتقالي ترمز إلى الدفء والراحة، وتُذكر بأشعة الشمس الناعمة في الصباح، وتجلب شعوراً بالهدوء والانسجام إلى الديكور الداخلي. تعكس درجة البرتقالي المشمشي النعومة والهدوء في عالم سريع الوتيرة. البيج، بدوره، هو أحد تلك الألوان التي ستساعد القاطنين في الاسترخاء بعد يوم عمل شاق. في هذا الإطار، تقول أولغا ميلنيكوفا إن «درجة البيج هي الأكثر شعبية في تصاميمي؛ وستكون دائماً مناسبة».

الألوان المحايدة

تنصح أولغا ميلنيكوفا بدمج الألوان الدافئة بالباردة؛ الوردي المغبر الدافئ مع الوردي البارد أو حتى الرمادي الفاتح. هذا المزيج من الدرجات الدافئة والباردة للون نفسه يبدو أكثر إثارة للاهتمام والخيال، ولكن في الوقت نفسه، هو لا يتعارض أو يغلب. تتناسب الألوان المحايدة جيداً مع نسيج الخشب، وهو أيضاً رائج. عند الرغبة في إضافة الرقة والرومانسية إلى الديكور، يجب الانتباه إلى درجة «البودرة». هذا اللون الرقيق مثالي لغرفة النوم، أو غرفة الأطفال، أو غرفة الملابس النسائية.

الألوان الجريئة بارزة
أضيفي إلى ما تقدم، من الواضح بروز الألوان الجريئة في عالم الديكور. في هذا الإطار، تقول بالافي دين Pallavi Dean، المؤسّسة والمديرة الإبداعيّة لأستديو Roar ورائدة الأعمال الهندية «زرت منذ مدة قريبة حديقة ماجوريل في مراكش، وذكرتني كم أني أفضل مزيج الأزرق بالأصفر، المتألق للغاية، الذي يرمز فعلاً إلى جوهر التصميم الجريء». وتضيف أن «الألوان الجريئة تمثل وسيلة رائعة لتمييز جدار أو إضافة عنصر بارز إلى أي لوحة داخلية. الأزرق كلاين (هو لون اخترعه الفنان الفرنسي إيف كلاين)، والأصفر الكناري والأخضر الغابي، كلها ظلال أجدها مؤثرة حقاً. بشكل عام، تميل ألوان الأحجار الكريمة إلى أن تكون رهاناً آمناً إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي توظفين فيها الألوان الجريئة داخل منزلك». وتزيد: «يحمل كل لون تأثيرات نفسية فريدة؛ الدرجات الخضر مثالية لغرف النوم، فهي تبعث إحساساً بالهدوء. الأزرق، الذي يناسب قاعات الاجتماعات، يعزز التفكير الاستراتيجي واتخاذ القرارات، ويقلل من التوتر. درجات الأصفر مثالية للمطاعم والمساحات الإبداعية، فهي مُشجعة على التفكير السريع والتعاون. فهم هذه الخصائص النفسية يسمح لنا بتصميم مساحات تلبي احتياجات الأفراد النفسية والجمالية». وتخلص إلى أن «اختيار الألوان شخصي للغاية؛ فقد يرغب بعض الأشخاص في اعتماد تصاميم حديثة بالكامل؛ أي باختيار الجدران بألوان مُشعة والأقمشة المنقوشة وقطع الديكور الجريئة، بينما قد يُفضّل آخرون التزام الحذر عبر اعتماد لوحة ألوان منضبطة والتدريج مع ظلال مختلفة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]