تخيلوا عالماً يستطيع فيه كل ولد وبنت أن يحلموا ويطمحوا وأن يحققوا ذاتهم؛ عالم لا أهمية فيه لنقطة البداية؛ عالم تكون به الفرص متساوية ومكانة الإنسان في المجتمع تتأثر باختياراته وبالأفعال التي يقوم بها لنفسه ولأجل أسرته، وليست على أساس خلفيته العائلية أو البيئة التي نشأ فيها. من الممكن تحقيق هذا الواقع من خلال تعزيز "الحراك الاجتماعي والاقتصادي". هذا هو التحدي الذي يكمن أمام أعيننا، كما يقول سعيد ذيابات, مدير برامج وشراكات للمجتمع العربي في جوينت اشاليم, والذي هو واحد من اقسام منظمة الجوينت والذي يعمل على تطوير الحراك الاجتماعي الاقتصادي للاطفال, لابناء الشبيبة وعائلاتهم, ولتطوير الحراك الاجتماعي الاقتصادي للمجتمع في اسرائيل. جوينت اشاليم يركز على تقليص الفجوات الاجتماعية والاقتصادية بين المجتمع العربي والمجتمع اليهودي الإسرائيلي، وبين الاحياء والبلدات التي تعاني من معايير ونسب اجتماعية اقتصادية منخفضة وبالتحديد عن طريق رفع إمكانيات الحراك الاجتماعي لدى افراد المجتمع. اشاليم تعمل بالكثير من مجالات الحياة الاجتماعية الاقتصادية وتطور وتشغل العشرات من البرامج في انحاء البلاد.

ماذا نعني بالحراك الاجتماعي الاقتصادي؟
لكي نشرح ما المعنى من الحراك الاجتماعي الاقتصادي, يوصي ذيابات بانه علينا أولا ان نحاول فهم صورة المجتمع كاملة امامنا وان نستشعر التفاوت في الإمكانيات بين فئات المجتمع, ورؤية حال مجموعات مختلفة وشرائح عدة داخل المجتمع. على سبيل المثال:
• التعليم الأكاديمي متاح فقط لشخص واحد من بين كل 5 إذا ما كان للأهل شهادة اكاديمية.
• احتمال ان صبية تندمج بالعمل، حتى لو كانت مع شهادة جامعية او مهنية يتعلق باذا كانت لام تعمل أيضا.
• فقط 1من كل 5 مواطنين عرب يستعملون خدمات حكومية رقمية، وهذا يؤثر على الوصول للحقوق للمواطن.
• أيضا، نسبة الفقر المرتفعة في المجتمع العربي (تصل ل-50% تقرييا) تشكل عائقا على تقدم الافراد من جيل لجيل وهذا بالذات يرتبط بمستوى سنوات التعليم ومستوى الدخل من العمل.
حسب ذيابات, هذا التفاوت يتطلب تدخلا لكي نتيح للمواطنين التعرف على فرص واهمية الحراك الاجتماعي وكيفية التأثير على مستوى الحياة اليوم لكي نؤثر على مستقبلنا. أي ان الحراك الاجتماعي هو قدرة الانسان على تغيير وضعيته ومكانته على السلم الاجتماعي خلال حياته، وطبعا التأثير على مستقبل أبنائنا وبناتنا.
أما الحراك الاجتماعي والاقتصادي، يضيف, فهو يمثل كافة الإمكانيات المتاحة للإنسان لتحقيق ذاته والقدرات الكامنة بداخله وطموحاته الكلية، دون حواجز بين الأجيال أو حواجز جغرافية.
يُعدّ الحراك الاجتماعي والاقتصادي من أهم القضايا التي تواجه المجتمع العربي في إسرائيل. فمع ازدياد الفوارق بين المجتمع العربي والمجتمع اليهودي، يزداد الشعور بالظلم والتهميش لدى الكثير من أفراد المجتمع العربي.
من بين التحديات التي يواجها المجتمع العربي نجد الفروقات في مجالات التعليم والتوظيف والإسكان، التي تمثل التحديات الأشد امام افراد المجتمع العربي في إسرائيل.
اما بما يتعلق بالمؤشرات الاجتماعية الاقتصادية فترى ان الفقر في المجتمع العربي يبين معدلات أعلى بكثير من معدلات الفقر في المجتمع اليهودي.
بالإضافة، يفتقر المجتمع العربي إلى الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية الجيدة مما ينبع من النقص بالخدمات المتاحة لأفراد المجتمع.
لا شك ايضا بان افة العنف والجريمة المنتشرة والتي يعاني منها المجتمع العربي تحد من قدرة الافراد والمجتمع بشكل عام من تحسين وضعة والارتفاع في مؤشرات الحياة الاجتماعية والاقتصادية.

وجود التحديات والمشاكل لا يعني انعدام الفرص للتطور والازدهار
على الرغم من التحديات الكبيرة، إلا أن هناك العديد من الفرص لتعزيز الحراك الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع العربي. أولا، الاستثمار في التعليم والذي يعد من أهم عوامل تعزيز الحراك الاجتماعي والاقتصادي. هذا بالإضافة لإمكانيات تعزيز فرص عمل والتي هناك حاجة ماسة من قبل الحكومة والمجتمع المدني العمل على التعاون لزيادة فرص العمل الجديدة لصالح المجتمع العربي.
هناك أيضا فرص عديدة لتعزيز الحراك الاجتماعي الاقتصادي بواسطة تحسين الخدمات للجمهور، من الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية في المجتمع العربي.

دور جوينت أشاليم:
جوينت أشاليم، هو قسم من اقسام منظمة الجوينت. في إسرائيل، تقود منظمة الجوينت العشرات من البرامج الاجتماعية التي تعالج جذور التحديات التي يواجهها المجتمع الإسرائيلي، بشكل يومي وفي أوضاع الطوارئ، وهذا بالشراكة مع الوزارات الحكومية وسلطات الحكم المحلي والقطاع التجاري والقطاع الثالث، معًا, نصمم المستقبل الاجتماعي لإسرائيل.
تقوم منظمة الجوينت بتطوير الحلول المجتمعية في مجالات متنوعة, مثل: الشيخوخة المثلى، والحراك الاجتماعي الاقتصادي، تطوير المنظمات العامة وتحسين عملها، وتعزيز العيش المستقل للأشخاص ذوي الإعاقة، والعمل على رفع الإنتاجية في سوق العمل والمزيد.
في الاوضاع العادية، يستفيد أكثر من مليون مواطن اسرائيلي كل أسبوع من الخدمات الاجتماعية التي طورتها منظمة الجوينت، وابتداء من 7 أكتوبر، قمنا بنشر مجموعة متنوعة من خدمات الطوارئ لإنقاذ الأرواح ومساعدة عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين أجبروا على العيش في حياة جديدة. والواقع الصعب.

جوينت أشاليم تعمل على تطوير نموذج يعرف الأبعاد المتعددة للحراك الاجتماعي والاقتصادي، والذي يتضمن الحركة نحو الأعلى للافراد بخمسة مجالات من الحياة: التربية والتعليم، والاقتصاد والصحة، الحيز الرقمي والانتماء.
تعزيز الحراك الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع العربي هو مسؤولية الجميع، ابتداءا من الفرد ذاته كونه جزء من المجتمع العربي والمحلي، وحتى السلطات والوزارات ومنظمات المجتمع المدني. معا، بالإمكان إزالة الفروقات التي يعاني منها المجتمع العربي وتوفير الخدمات الأساسية له. بينما يكمن التعاون مع منظمات المجتمع المدني على تحديد الاحتياجات والعمل على القيام وتنفيذ برامج ومبادرات لتعزيز الحراك الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع ليتسنى لكل فرد ومجوعة استعمال كامل امكانياته وطاقاته ليكون فردا مؤثرا، مثمرا وداعما لمجتمعه.
على الفرد من المجتمع العربي أن يكون واعيًا للإمكانيات لتحقيق طموحاته وان يسعى لتحقيقها-
معًا، يمكننا بناء مجتمع عربي يتمتع فيه جميع أفراده بفرص متساوية لتحقيق طموحاتهم وإمكاناتهم الكاملة.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]