إن الإصابة الخطيرة التي تعرضت لها الطفلة أمينة الحسيني (7 سنوات) من قرية الفرعة في النقب، إثر الهجوم الإيراني على إسرائيل، تظهر مرة أخرى إهمال إسرائيل لحياة المواطنين العرب في النقب. إذ يبلغ احتمال مقتل عربي في النقب بصاروخ هو 2200 مرة أكثر من أي مواطن آخر، وذلك بسبب الفشل المؤسساتي في تأمين الحماية للقرى ووضع وسائل الوقاية فيها.



منذ مدة والمجتمع العربي في النقب، مؤسسات مجتمع مدني، بينهم منظمة العفو الدولية في البلاد (أمنستي)، يحذرون من أن المواطنين العرب في النقب، خاصة من يسكنون القرى مسلوبة الاعتراف، معرضون لخطر الصواريخ والقذائف أكثر من غيرهم بسبب انعدام الملاجئ ووسائل الإنذار والحماية. خاصة أنه في كثير من القرى لا يوجد صفارات إنذار لتحذر السكان من خطر وشيك، ولا يوجد تغطية خليوية من أجل تفعيل تطبيقات ترسل تحذيرات للهاتف الخليوي، وأسلحة الاعتراض مثل القبة الحديدة وغيرها لا تغطي هذه القرى بل تتعامل معها كأنها مناطق مفتوحة، ولا تمنحهم الدولة حق بناء ملاجئ أو بنايات آمنة للاختباء فيها من الخطر. والتضييقات التي تفرضها السلطات في مجال البناء تؤدي بالناس لبناء منازل وفق طريقة البناء الخفيف (ألواح معدنية أو خشبية)، وهي خطرة جدًا لدرجة أن شظايا الصواريخ قد تخترقها، وأثر الصواريخ نفسها يكون قاتلًا بالتأكيد.



الإصابة الخطرة للطفلة أمينة الحسيني هي تذكير لإهمال الدولة وتخليها عن واجباتها في حماية المواطنين البدو في النقب، ومن الجدير بالذكر أنه خلال الحرب مع غزة قتل 7 مواطنين عرب في النقب بسبب الصواريخ التي أطلقت من هناك، 6 منهم أطفال. وعلى إسرائيل العمل فورًا على تأمين كل وسائل الإنذار والحماية في هذه القرى.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]