تحدث موقع بكرا مع المحلل السياسي محمد دراوشة، حول موضوع نتائج استطلاع اسرائيلي اظهرت ان أغلبية كبيرة من الجمهور الاسرائيلي (68%)، لا يؤمنون بأن نتنياهو على بعد خطوة من الانتصار في الحرب في غزة.

هل من الممكن أن تؤثر هذه النتيجة على الشارع الاسرائيلي والساحة السياسية الاسرائيلية؟
رد على ذلك قال دراوشة: "الجمهور الاسرائيلي يتصرف في كل أشهر الحرب كقطيع يسير وراء أجراس وروايات الجيش والحكومة الاسرائيلية التي باعته أوهام بأن النصر قريب، وبأنهم قاب قوسين أو ادنى من استعادة أسراهم، والقضاء على حماس، وحسم الحرب الى صالحهم. بل وذهب الكثير منهم إلى التغني بامكانية اعادة الاستيطان في غزة، بعد حسم سريع للحرب. اعتقدوا بدايةً ان انتصارهم سيستغرق بضعة اسابيع، وبعدها تحدثوا عن شهر وشهرين وأكثر".

وتابع: "الآن وبعد مرور ما يقارب السبعة اشهر بدأ الشارع الإسرائيلي يستفيق من نشوة القوة الزائفة وضمان النصر السريع. واستبينوا خلال اشهر الحرب مدى قوة المقاومة الفلسطينية، والثمن الذي يدفعونه، والفشل المتراكم الذي يحالفهم كل الوقت".

وأضاف: "الشارع الإسرائيلي يتعرف كل يوم على محدودية قدراته، والضوابط القانونية التي تمنعه من استعمال كل أنواع القوة التي استعملوها، لأن ذلك يورطهم في قضايا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، ويفقدهم بشكل ممنهج الدعم الدولي الذي حظيت به إسرائيل في بداية الحرب، حين تضامن العالم معهم بعد هجوم حماس في السابع من اكتوبر".

ونوه كذلك: "الشارع الإسرائيلي يشعر بالإحباط من نتنياهو وحكومته، ولكنه ما زال عاجزاً عن اتخاذ مواقف حاسمة داعية لانهاء الحرب. غالبيتهم ما زالوا غارقين في رغبة الانتقام، ويصدقون ان العالم سيسمح لهم بالقيام باي اجراء في غزة، وذلك بعد ان سُمِح لهم باستهداف عشرات الاف المدنيين الفلسطينيين، وهدم وتدمير مدن كاملة، وتجويع الملايين بدون حسيب".

ولفت ان: "ما دام اليمين الإسرائيلي متماسكاً فان هذه الاستطلاعات لا تؤثر كثيرا في قراراتهم لزيادة الضغط على حكومة نتنياهو الاكثر عنصرية وعنف في التاريخ".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]