زار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، ورئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك)، رونين بار، اليوم الأربهاء، العاصمة المصرية، لبحث اجتياح جيش الاحتلال الذي يبدو وشيكا لمدينة رفح مع المسؤولين في القاهرة، بحسب ما أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي.

جاء ذلك فيما أكد مسؤول أمني إسرائيلي تحدث لوكالة "رويترز" اليوم، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بات جاهزا لاجتياح رفح، وينتظر أوامر القيادة السياسية في الحكومة الإسرائيلية لإطلاق العملية العسكرية التي تستهدف المنطقة التي لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني.

وأفاد التقرير، نقلا عن مسؤولَين إسرائيليَين رفيعي المستوى، بأن هليفي وبار اجتمعا مع مدير المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، ورئيس أركان حرب الجيش المصري، أسامة عسكر.

وذكر التقرير أن "التنسيق العسكري والسياسي الوثيق بين إسرائيل ومصر، يعتبر أحد الشروط الأساسية للعملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، خاصة في ظل نية إسرائيل السيطرة على محور فيلادلفيا المحاذي للحدود بين قطاع غزة ومصر".

ولفت إلى قلق القاهرة من أن تؤدي عملية إسرائيلية في رفح إلى تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين إلى الجانب المصري من الحدود بطريقة تعرض الأمن المصري للخطر".

وأشار إلى أن "المسؤولين المصريين شددوا في تصريحات علنية وكذلك في جلسات مغلقة مع نظرائهم في تل أبيب أن مثل هذا السيناريو سيؤدي إلى تصدع العلاقات المصرية - الإسرائيلية، وقد يعرض اتفاق السلام بين البلدين للخطر".

وفي حين أفاد التقرير بأن هذه الزيارة تعتبر الثانية لرئيسي الأركان الإسرائيلي والشاباك إلى القاهرة لبحث ملف رفح، قال مسؤول إسرائيلي إن هليفي وبار بحثا كذلك مع المسؤولين المصرين ملف الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.

وفي شباط/ فبراير الماضي، نقل هليفي وبار رسائل طمأنة للقاهرة مفادها أن إسرائيل ستتخذ الإجراءات اللازمة لضمان ألا يؤدي اجتياح رفح إلى "تدفق آلاف اللاجئين الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية".

وادعى مسؤولون إسرائيليون أنه "تم إحراز تقدم كبير في التجهيزات لإجلاء السكان المدنيين من رفح". وبحسب التقرير، أقامت مصر والإمارات مدن خيام ضخمة بين رفح وخانيونس وكذلك في منطقة المواصي لاستيعاب اللاجئين.

وقال مسؤول إسرائيلي: "الجميع ينتظر توجيهات (رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين) نتنياهو للبدء في إجلاء السكان المدنيين من رفح. الأمر متوقف عنده. وعليه أن يحل المسألة مع الأميركيين والمصريين".

في حين أشار مسؤول أمريكي كبير إلى الخطط التي قدمها الجيش الإسرائيلي إلى وزارة الدفاع الأمريكية في الأسابيع الأخيرة، والتي تضمنت عملية بطيئة وتدريجية في رفح – حيًا تلو الآخر – وليس غزوًا شاملاً للمدينة بأكملها.

وقال المسؤول الأميركي إنه بحسب الخطة الإسرائيلية المقدمة لإدارة بايدن، لن يكون من الضروري إخلاء جميع المواطنين من المدينة على الفور، بل سيتم إخلاء كل حي على حدة.


وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون كبار:" إن إسرائيل قدمت خطتها الإنسانية بشأن عملية رفح يوم الخميس الماضي خلال اجتماع افتراضي بين إسرائيل والولايات المتحدة.


وذكر مسؤولون أمريكيون:" إن إسرائيل أكدت للولايات المتحدة خلال الاجتماع أن قرار شن عملية في رفح سيكون "على أساس الظروف وليس على أساس زمني" ومرتبط بالوضع الإنساني على الأرض.


وزعم المسؤولون الإسرائيليون أن 250.000 من بين أكثر من مليون فلسطيني لجأوا إلى رفح قد غادروا المدينة بالفعل خلال الأسبوعين الأخيرين منذ انسحاب جيش الإسرائيلي من منطقة خان يونس.

وقال مسؤولون أمريكيون كبار إنهم رصدوا في الأيام الأخيرة عودة بعض هؤلاء الأشخاص إلى رفح، بعد أن اكتشفوا أن البنية التحتية والمنازل في خان يونس مدمرة بالكامل.

وبحسب التقرير، ذكر مسؤولون أمريكيون كبار أنه من الواضح أن إسرائيل غيرت نهجها، وهي تستمع إلى انتقادات إدارة بايدن ومخاوفها، وتغير خططها فيما يتعلق برفح وفقًا لذلك.

وأضاف المسؤولون:" على الرغم من ذلك، لا تزال إدارة بايدن تشعر بالقلق إزاء العملية الإسرائيلية في رفح، وقد طرحت خلال الاجتماع الافتراضي الأخير ما لا يقل عن عشرة أسئلة تود الحصول على توضيحات بشأنها من إسرائيل.


وقال أحد المسؤولين الأميركيين: "هناك تقدم، ولكن هناك أيضاً الكثير من العمل الذي يتعين القيام به. وفي العروض التقديمية التي قدمها الجيش الإسرائيلي، بدا كل شيء على ما يرام. والسؤال هو كيف سيبدو الأمر في الواقع".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]