نشرت مجلة “بوليتيكو” تقريرا لألكسندر وورد قال فيه إن اقتحام القوات الإسرائيلية لرفح وسيطرتها على المعبر فيها كشف عن عدم وضوح موقف إدارة بايدن. وعلقت الإدارة على التطورات بأنها كانت “واضحة” حول طبيعة الغزو المقبول لرفح، لكن عملية إسرائيل لـ “مكافحة الإرهاب” في المدينة في جنوب غزة خلطت بين الخطوط. وفي ليلة الإثنين قال المسؤولون الأمريكيون إنهم “قلقون” من الحملة في شرق رفح “والتي جاءت بعد إجلاء 100,000 فلسطيني، لكن العملية لم تصل إلى حد الغزو الشامل، الذي قد يعرض حياة 1.4 مليون نسمة للخطر”.


وقال مسؤول أمريكي “هذا ليس ما كنا نخشاه”، وأكد ثلاثة مسؤولين نقلت عنهم المجلة قولهم ألا مراجعة للسياسة الأمريكية من إسرائيل، ستتم الآن. ووصف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي العملية بأنها محدودة في المدى والحجم والمدة الزمنية، مضيفا أن الولايات المتحدة ستراقبها وعن كثب.

وتتناقض هذه التصريحات مع ما أكد عليه الرئيس جو بايدن وفريقه بأن العملية “خط أحمر”. فخلال الأشهر الماضية، أكدت الولايات المتحدة في السر والعلن بأن على إسرائيل تجنب اقتحام رفح بدون أن تكون هناك خطة شاملة لحماية المدنيين. وأكد بايدن في مكالمة لنتنياهو جرت في نيسان/أبريل أن تدهور الأوضاع الإنسانية قد يدفع الولايات المتحدة لإعادة النظر في سياستها من إسرائيل، وهي نفس الرسالة التي كررها في مكالمته مع نتنياهو يوم الإثنين. إلا أن العملية التي قتلت 23 شخصا وأغلقت معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية تظهر المصاعب التي تجدها الإدارة في تطبيق خطوطها الحمر.


وقال ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية “لا يبدو أن هذا مقدمة لعملية عسكرية كبيرة” و”لم نشاهد بداية العملية العسكرية”، ووضح قائلا: “لا نعرف إن كانت مقدمة أم لا”. ودافع الأمريكيون سرا وعلنا عن المناورة الإسرائيلية وأنها رد محدود على العملية التي شنتها حركة حماس على كرم أبو سالم، والتي قتلت فيها أربعة جنود. و”كجزء من هذا الرد سيطرت إسرائيل على معبر رفح وأغلقت الباب أمام وصول المساعدات الإنسانية الضرورية” بحسب زعم المجلة.

وعلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش بالقول إن إغلاق المعبرين مضر لوضع إنساني خطير فعلا. وقال بوب كيتشن، نائب رئيس لجنة الإنقاذ الدولية إن هناك أكثر من مليون مدني في خطر محتوم مع توقف تدفق المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح وبدون شاحنات إغاثة ومنذ 5 أيار/مايو. وقال مسؤولان أمريكيان إن الإدارة ترصد الوضع كي لا تتحول عملية “مكافحة الإرهاب” إلى غزو شامل للمدينة. وقالا إن إسرائيل بحاجة لاستدعاء مزيد من القوات لمواجهة أكثر من 3,000 مقاتل لحماس في المدينة.

وفي بيان للجيش الإسرائيلي ليلة الإثنين قال إنه أرسل القوات والدبابات إلى المنطقة “لمحو إرهابيي حماس وتفكيك بنية حماس الإرهابية”، بما فيها الأنفاق. وقال كيربي للصحافيين إن الإسرائيليين أخبروهم بأن العملية محدودة وتهدف للحد من قدرة حماس على تهريب الأسلحة والمال إلى غزة، مضيفا أن الولايات المتحدة ستعمل مع إسرائيل لإعادة فتح معبر رفح في أقرب وقت. ويقترح المسؤولون الإسرائيليون أن العملية متطورة وتهدف لتدمير قدرات حماس، حسب تصريحات لكل من نتنياهو ووزير الدفاع يواف غالانت.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]