التقى مراسل "موقع بكرا" بالنقابي جهاد عقل، ودار الحوار حول الكثير من المواضيع المهمة التي تتعلق بحوادث وإصابات العمل على المستويين القطري والعالمي.

وكان على رأس سلم الأولويات أثناء الحديث، حادث العمل الذي وقع مؤخراً في كيبوتس عينات والتي راح ضحيته شهيدي العمل المرحومين سميح مقلدي وفايز حلبي من دالية الكرمل.

اليكم الحوار كاملاً:

ما هي المعطيات على المستوى العالمي حول حوادث العمل خاصة وأنه اختتم أمس في المانيا مؤتمر دولي تحت عنوان :"الصحة والحياة في العمل حق إنساني وأساسي "؟ 

"أولا المؤتمر بحث وضعية الطبقة العاملة في مختلف الدول من ناحية الصحة والسلامة وأمراض العمل وتأثير الازمة الاقتصادية العالمية على هذا الموضوع ،لذلك في ظل تقديرات منظمة العمل الدولية والاتحادات النقابية أن الامر سيزداد سوء بالنسبة للعمال لان أصحاب العمل والحكومات لديها توجه لتقليص الميزانيات المخصصة لبرامج الصحة في العمل، وهناك ظاهرة تشغيل العمال ساعات عمل طويلة وهي إحدى سمات التأثير السلبي على صحة العمال مما يؤدي الى وقوع حوادث عمل.

فحسب المعطيات الدولية هناك 2 مليون و300 ألف عامل يفقدون حياتهم سنوياً في حوادث عمل أي بمعدل 5500 عامل يموت كل يوم في حوادث وأمراض عمل، فحوادث العمل التي تم رصدها في السنة الاخيرة وصلت الى 270 مليون حادث عمل وهناك 160 مليون عامل يصابون بأمراض عمل جراء تعاملهم مع مواد خطيرة في ورشات مختلفة .

فالمعطيات الدولية تؤكد أن 100 ألف عامل يموتون في فرع البناء جراء الاصابة بمرض سرطان نتيجة مادة الاسبست التي تستعمل في كثير من مواد العمل فحصة عمال البناء دولياً جراء حوادث العمل هي حصة الاسد ".

* ماهي المعطيات والاحصائيات على مستوى المحلي في إسرائيل ؟

"حسب تقرير نصف سنوي لهذا العام (1.1.2009- 30.6.2009) توفي 18 عامل في حوادث العمل ،فهناك هبوط بنسبة 28% عن السنة الماضية 2008حيث توفي 6 عمال في فرع البناء بعد سقوطهم عن ارتفاع مما يؤكد أن فرع البناء ما زال أخطر الفروع التشغيلية في البلاد، فالعمال الستة يشكلون ثلث العمال الذي فقدوا حياتهم في حوادث عمل قاتلة حيث اعتدنا أن نطلق عليهم "شهداء العمل.

كذلك حسب المعطيات المتوفرة في الأشهر الثلاثة الاخيرة (أوائل تموز وحتى نهاية أيلول)، هناك لا يقل عن 11 عاملاً توفوا جراء إجابتهم بحوادث العمل ومعظمهم في فرع البناء.

ومن الضرورة أن نشير أن معطيات النصف الاول من السنة الجارية 2009 هي :18 عامل قتلوا بإصابات عمل وهم موزعين على النحو التالي :6 عمال بناء، 6 عمال في الصناعات، عامل واحد في الزراعة و5 عمال في فروع ومجالات عمل أخرى.

وأود الاشارة أن فرع البناء يشكل %7-%10من قوة العمل في اسرائيل وهذا يؤكد على الوضع الخطير القائم في مجال الصحة والسلامة في فرع البناء ".

* كيف يمكن الحد من حوادث العمل والتي يدفع العمال حياتهم جراء هذه الحوادث القاتلة؟ 

"حتى الآن هذا الموضوع لا يأخذ الحيز الكافي لدى المسؤولين الحكوميين وبشكل خاص لدى وزارات التجارة والصناعة والعمل، فالمفتش أو مراقب العمل الواحد مسؤوليته المراقبة والتفتيش على 1500 ورشة عمل وتعزي الوزارات هذا النقص الى قلة الميزانيات المخصصة التي تؤدي الى قلة ملاكات المراقبين، صحيح أن قسم التفتيش في الوزارة يقوم بحملات مركزة على فروع تشغيلية، لكن هذه الحملات تبقى ذا طابع استعراضي بدلاً من طابع القصاص، هناك خطوات ايجابية في هذا المجال حيث حصلنا في الاجتماع الاخير الذي عقد قبل شهرين على تعهد من نائبة وزير العمل بأنه سيكون هناك حيز لاستيعاب مفتشين عمل ومعاقبة المخالفين بشكل رادع .

المعطيات التي حصلت عليها من قسم التفتيش أنه تم تفتيش ومراقبة 4467مصنع و1866 ورشة عمل و206 مزرعة،الا أن الامر المثير أن الوضع ما زال خطيربالرغم من إصدار أوامر باغلاق 671ورشة عمل أو وقف نشاطها وهناك 371 ورشة عمل مطالبة بتحسين الوضع الذي هو على حافة الخطورة، كما تم استدعاء 105 ممثلين من ورشات عمل مختلفة للتحقيق معهم وهذا يؤكد أن ظروف العمل غير آمنه في ورشات العمل والوضع أخطر ما يكون في فرع البناء". 

*  ما هو تأثير الازمة الاقتصادية والبطالة على حوادث العمل"؟

"نكبة حوادث العمل تحيط بنا في كل بيت وفي كل بلدة سواء كانت هذه النكبة إصابة أو إعاقة أو فقدان "شهيد عمل " خرج ليبحث عن لقمة العيش الكريم لأفراد أسرته، لذلك يحاول المسؤولون الحكوميين التنصل من مسؤولياتهم من توفير بيئة آمنه بواسطة عدم تخصيص ميزانيات كافية لملاكات ومراقبين في مجال التفتيش على ورشات العمل ومراقبة قوانين وأنظمة الأمان في الورشات المختلفة.

تحدثنا عن هبوط في إصابات العمل هذا العام مقارنة مع العام السابق وهذا يعود الى أن هناك 250 الف عامل قذفوا الى سوق البطالة، بالاضافة أن هناك 70 الف عمل من مختلف المهن يحصلون على مخصصات إعاقة من مؤسسة التأمين الوطني بسبب اصابة عمل حدثت معه فهذا الرقم رهيب، بالاضافة أن الحكومة قامت بعدة تشريعات حيث قلصت عدد الايام التي يحصل عليها العامل على تعويض عن اصابة العمل من مؤسسة التأمين الوطني حيث يضطر العامل المصاب الجلوس أيام بدون الحصول على معاش من مؤسسة التامين الوطني وهذا تمويه على الاحصائيات التي تجري على عدد مصابي العمل".

يختتم النقابي جهاد عقل هذا اللقاء بالقول: "المسح الاخير الذي أجرته إخصائية يابانية والذي تم من قبل هيئة محايدة وهي قسم الصحة والسلامة في منظمة العمل الدولية التي تترأسها الاخصائية العربية سميرة تويجري يؤكد أن في اسرائيل ما يزيد على 1500 عامل يموتون كل سنة نتيجة إصابتهم بأمراض خبيثة في مجال العمل وخير مثال على ذلك عمال المفعل الذري في ديمونة والذين تقدموا بشكوى لمحكمة العمل لإصابتهم بأروام نتيجة إشعاعات ".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]