المثل أو المقولة الشائعة لدى مجتمعات الكرة الارضية بأكملها بأن الكلب هو صديق الانسان الوفي، هذه المقولة لا تحتاج الى جدل أو نقاش، ولكن في بيت حسين هواري في بلدة ترشيحا، هذه المقولة ليست دقيقة تمامًا في حالته.

فعند دخولي لبيت حسين هواري، ظننت نفسي واقفا امام سيلفر ذلك القرصان من برامج الصغار والذي رافقنا في طفولتنا، ذلك القرصان الذي كان العصفور أو الببغاء دائما مرافقا له على كتفه أينما ذهب وأينما تحرك.

طفلا حسين هواري، نزار(9سنوات)، ومحمد( 4سنوات)، ليسا بالقراصنة، ولكن العلاقة التي تربطهما بالعصفور الذي لديهما في البيت، تُثير العجب والذهول، عُلاقة قوية جدا، حيث يُرافقهما الطائر الجميل في كل مكان وزمان وكأنه خيالهما.

وحين قابلتهما كان العصفور واقفاً على كتف نزار، فوسألته عن المودة والعلاقة الخاصة مع عصفوره، فقال نزار: "العصفور أفضل صديق لدي، يُرافقني في كل مكان ما عدا المدرسة، أنا أحب الحياة والحرية، والعصفور الطائر يُمثل لي هذه الحياة".

الوالد حسين يبتسم ويُضيف: " منذ ان إقتنيت لأطفالي هذا العصفور، إرتبطت بينهما وبينه علاقة غريبة، يفهموه ويفهمهما، وعندما رأيت بأن العلاقة توطدت بينهم، لم يبق سوى المحافظة عليه من كل بد".

الطفل الصغير محمد يقول: " لا أستطيع أن أتخلى عنه، وأنا أحبه كثيرا، وأتمنى أن أطير مثله".

وينهي الوالد حسين حديثه قائلا: " حتى إن حزن أحدى اولادي فنلاحظ العصفور يُصدر أصوات تدل بأنه حزين، وهكذا حدث إحدى المرات حين كان صغيري محمد غاضبا ويبكي، فلاحظنا العصفور يُصدر أصوات حزينة".

يبدو بأن هذه العلاقة قوية جدا وجاءت عفوية، لكنها مع الوقت قويت هذه العلاقة لكي تُصبح رمزا للحرية، وجمال خليقة الرب وعظمته.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]