صادف أمس الخامس من كانون الاول اليوم العالمي للتطوع لخدمة المجتمع الذي أقرته الأمم المتحدة، للنهوض بمجتمع عالمي يعنى بالتطوع والمساعدة بين أفراده، لكن في السنوات الأخيرة بدأ مفهوم التطوع يأخذ إبعاد جديدة في المجتمع العربي داخل اسرائيل، فمن بدأ يبدي رغباته في دخول مسيرة التطوع لخدمة المجتمع العربي في البلاد، أصبح يحيره وجود مشاريع تختلف بمضمونها وباهدافها وجوهرها، فهناك تلك المشاريع التطوعية التي تقوم الجمعيات الاهلية التي تأخذ على عاتقها العديد من الوظائف التي لاتقوم السلطة الاسرائيلية بها، وهناك مشروع الخدمة المدنية التي قامت بخلقه الحكومة الاسرائيلية بهدف "ترويض وتدجين" المجتمع العربي، هدف أعلن عنه عدة مرات وتم تخصيص ميزانيات جمة لدعمه وتعمل على تطبيقة وزارة الدفاع. 

الخدمة المدنية...مصيدة العسل

للتعرف على مشروع الخدمة المدنية ولنجد إجابات حول تلك التعريفات المنشورة في الأوساط العربية الشبابية عن الخدمة المدنية على انها مشروع يشكل بديل لمشروع الخدمة العسكرية ويأت بالأساس لخدمة المجتمع، بيد أن الحقائق تشير الى مخطط واضح يرمى الى خلق واقع جديد يتم من خلاله فصل العربي عن قوميته ويطور حالة جديدة من التناقض بين المواطنة والقومية التي بدأت تتشكل في السنوات الأخيرة، إلتقينا مركزة مشروع الخدمة المدينة في منطقة الناصرة، مارلين كسابري - رزق لتحدثنا عن المشروع من وجهة نظر المشتركين في المشروع، فاكدت في حديثها على أنها ستكون أول المعارضين للمشروع لو كان مشروع هدفه كبديل للخدمة العسكرية في المجتمع العربي أو مشروع "تدجين" للمجتمع العربي، لانه ليس من المنطقي أن تشجع على حمل البندقية لأقاربها وأصدقائها في وجه أخوانهم في المناطق الآخرى.

وأكدت رزق على أن الخدمة المدنية هي أكبر مشروع وطني يخدم المجتمع العربي، ليعمل جيل المستقبل على تثبيت وجوده في البلاد، والتشبث في هذه الأرض، حيث يقوم المتطوعون على مساعدة العديد من الشرائح المستضعفة التي يقدم لها المتطوعون المساعدة في مؤسسات مثل التأمين الوطني والمؤسسات التربوية.

وأضافت رزق خلال حديثها عن العدد الكبير من الشخصيات المسؤولة في المجتمع التي تؤيد المشروع على أنه رافعة وطنية، لكنهم يخافون من إعلان تأييدهم صراحة للمشروع حتى لا يخسروا مكانتهم ومناصبهم في المجتمع، وأكدت على إنتشار المتطوعين في غالبية البلدات والمدن العربية وفي المدارس الحكومية بالرغم من إنكار عدد من مدراء المؤسسات التربوية والمدارس وجود المتطوعين لديهم.

صندوق الجندي المحرر يمنح الطلاب المساعدات !! والمقابل...

مساعدات ومنح وامتيازات تعطى للمتطوع المشترك في الخدمة المدنية كمساعدة للمتطوع لإكمال مسيرته المهنية أو الدراسية بعد إنتهاء مدة التطوع، فالمتطوع يحصل على مبلغ من المال ليس كمقابل لمدة تطوعه، ولكن للمساعدة في بدء مشروع مهني او لدفع أحد أقساط التعليم لإحدى الجامعات او الكليات، كما يذكر القيمون على المشروع، فتأت النتيجة على أن المشروع يشترط الحقوق بالخدمة المدنية فيحول فكرة التطوع السامية من مبادرة أهلية لمبادرة تحت مظلة الولاء للدولة بصفتها اليهودية.  

ويقوم المشترك بالحصول على المنحة بعد إنتهاء فترة التطوع، من صندوق الجندي المحرر، الذي يمنح أيضا الجنود المحررين أجورهم والمنح المقدمة لهم، مما يؤكد الشكوك حول نزاهة ووطنية هذا المشروع، لكن مارلين رزق تدافع عن المشروع يتأكيدها على أن هذا هو الصندوق الوحيد المخصص لمنح مثل هذه المنح، فقد حاول القائمون على المشروع تغيير الصندوق الذي يحصل منه على المنح، ولكن اذا تغير المشروع ستتغير معايير المنح المعطاة. 

ويبقى السؤال مطروحاً في المجتمع العربي: هل سيكون المشتركون في مشروع الخدمة المدنية، جزءًا من الجبهة الداخلية في حالات الطوارئ، التي تقف على كف عفريت وعلى آهبة الاستعداد لإندلاع شرارة تلك الحالات؟!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]