من الصعب نسيان 12 شهيد سقطوا وهم يلهون مرحين في ساحة منزلهم في غزة، عشية قصف القطاع بسهولة، فقد إغتالت قذيفة سقطت على منزل عائلة ذيب في غزة براءة الطفولة التي كانت في عيون سري ونجار وآخرين، وإغتالي حكايات جدة كانت ترويها على مسامع الأحفاد وهي ترقب خبز زوجة ابنها للمناقيش الزعترية في مساء عائلي مميز، بالرغم من سهرهم علاى ضوء نيران فرن الحطب، لقيام القوات الاسرائيلية بقطع التيار الكهربائي عن القطاع، مخيم جباليا هو مسرح لذكرى لن ينساها أفراد عائلة ذيب بسهولة، ففي المخيم ارتوى تراب ساحة المنزل بدماء بريئة.

بعد المجزرة وصلتنا عدة مساعدات ولكن الأمر انتسى بعد مدة

تحدثنا إلى حسين ذيب أحد أفراد العائلة، ليؤكد لنا أن الوضع على حاله فذكرى الشهداء ما زالت موجود وكأن المجزرة وقعت يوم أمس، فصور الشهداء ما زالت في المكان لم تغادره، وأضاف ذيب أن المساعدات المادية والمعنوية من قبل العديد من المؤسسات المختلفة، ولكن بعد مدة زمنية قصيرة نسيت المجازر ونسي أن هناك كثيرين يريدون المساعدة في ترتيب حياتهم من جديد في أكثر أماكن العالم كثافة وسط دمار وخراب وباوضاع مادية مأساوية.
فحسين توقف عن دراسته الاكاديمية، نظراً للاوضاع المادية الصعبة التي يواجهها سكان القطاع، وبهذه الأوضاع الصعبة تطلب المحكمة الاسرائيلية أن تقوم العائلة بغيداع كفالة مادية، للنظر في الدعوى التي رفعتها العائلة ضد الجيش الاسرائيلي، لما اقترفه من مجازر بحق أفراد العائلة.

زياد ذيب بترت ساقيه الاثنتين ليعيش بعدها وضعاً نفسياً صعباً، استطاع أن يحاول الخروج منه بمساعدة دولة الغمارات المتحدة التي تقدم منذ المجزرة، مشروعاً علاجياً وتأهيلا نفسياً للعددي من الجرحى الذين أصيبوا في العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، على أمل أن يستطيع المشي مجدداً على قدمين اصطناعيين يستعيد بهما فرحة الماضي بالرغم من نقصانها.

المحامي محمد فقرا: " الجيش الاسرائيلي قتل الأطفال ويريد أن يرثهم ايضاً"

وفي حديث مع المحامي محمد فقرا، الذي كلف من قبل عائلة ذيب برفع دعوى ضد الجيش الاسرائيلي على الجرائم التي قام بها بحق أفراد العائلة، في محكمة العدل العليا، ليشرح لنا أن القضاء الاسرائيلي وبحسب قانون 519، يجب على الطرف المدعي إيداع كفالة مادية لضمان دفع نفقات ومصاريف المحكمة في حالة خسارة الدعوة المرفوعة، وبهذا طلبت المحكمة من العائلة دفع كفالة مادية، وبالعادة تقوم المحكمة بطلب كفالة يتراوح مبلغها بين 70 - 100 ألف شيكل.

لكن قام المحامي فقرا بتقديم طلب إعفاء أو تخفيف العائلة من مبلغ الكفالة المادية، قدم الطلب للقاضي المسؤول عن القضية " داني تسرفاتي" على أمل ان يوافق على إعفاء العائلة من دفع الكفالة بسبب الأوضاع المادية الصعبة للعائلة، التي تحيا في قطاع غزة المحاصر.

وأضاتف فقرا: " أن هناك تقصير وإهمال من قبل إدارة الجيش في متابعة جرائم أفراد الجيش، فهل يجب الزام عائلة الشهداء بدف مبلغ بدون أن تلزم إدارة الجيش بذلك؟".

دعوة ضد أولمرت وباراك يدعمها القاضي الأمريكي جورستون

دعوتان قضائيتان آخرتان قام بتقديمها المحامي فقرا ضد رئيس الوزراء الارسرائيلي السابق " ايهود أولمرت" ووزير دفاعه آنذاك أيهود باراك، ورئيس أركان الدفاع جابي اشكنازي، في المحكمة المركزية في الناصرة، بتهمة إقترافهنا جريمتا قتل بحق الطفلين:

- نشات رائد الفري مواليد 1997 (11 عاماً).
- فضل الله نجار مواليد 2007 (عامين).

وكانت النتيجة ذاتها بان طلبت المحكمة من عائلتا الطفلان إيداع وديعة مادية لضمان حقوق المحكمة لاحقاً، ولكن لصعوبة تأمين مبلغ الكفالة المادية بسبب أوضاع العائلات الغزية الصعبة، قام المحامي فقرا بطلب إعفاء العائلات من الكفالة المادية، ولكن حتى هذه اللحظة لم يتم الموافقة من قبل القاضي على الطلب الذي قدمه فقرا، جدير بالذكر أن القاضي الأمريكي جورستون دعم قيام العائلات الغزية برفع دعاوي في القضاء الاسرائيلي ضد إدارة الجيش والمسؤولين في الحكومة الاسرائيلية في العدوان على غزة.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]