"بحبك يا هنادي" "وكلنا مع الحب الاصيل" هي عبارة عن عبارات لا تقال فقط انما تكتب على الجدران وعلى كل مساحة متاحة وبين تعريف الجرافيتي او الجحداريات كما يتم تعريفها باللغة العربية كفن وبين كونه ضربة اجتماعية قاسية تضرب شبابنا في صميم الثقافة وبناء الهوية الثقافية الصافية الخالية من الشوائب والتشويهات .

ومن خلال التعامل مع مثل هذه القضية تطرح عدة اسئلة من بينها هل الهدف من وراء الكتابة على الجدران هو التعبير عن كبت سياسي ام اجتماعي ام ماذا ؟خاصة ان غالبية الذين يكتبون على الجدران هم الشباب وفي غالب الاحيان من المراهقين ومن طلاب المدارس .

فهناك من يكتب على الجدران وعلى جذوع الشجر على طريقة العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ فهناك من يحاول تخليد قصص الحب عن طريق الكتابة فاشهر رسائل المحبين مسجلة على اشجار الحدائق العمومية ومقاعد الحافلات .....

والعبارات والكلمات المستخدمة لا تعد ولا تحصى ومنها "خالد بحب ياسمين وبموجب الابحاث فان المراهق في هذا الجيل يكون منشغل في بلورة شخصيته بتميز عن الاخرين والرسم على الجدران يفسر كدرب من دروب بناء الهوية ولكن بشكل غير طبيعي .

الغرافيتي فيه عوامل نفسية...!!!

الجرافيتي بشكل خاص يوجد فيه عوامل نفسية حيث ان الانسان يكتب على الجدران بدون ان يذكر اسمه الكامل بحيث تتحول الى وسيلة من اجل التعبير عن الذات دون الظهور او الالتزام ففي جيل المراهقة هناك رغبة ببناء الهوية بمعنى :"اعرف شيئا واعرف انه ممنوع".

الجرافيتي ثورة

وهناك من يعتبر الجرافيتي كنوع من افن الذي تطور في منتصف القرن الماضي وكان يعتبر بنوع من التمرد والرسم على الجدران بشكل عشوائي هو تمرد حيث تكون هناك حاجة لاخراج مضامين معينة وليس من المفترض ان يكون هذا التعبير عن النفس بالسلبي .

قهر سياسي قومي-لا للتصويت للاحزاب الصهيونية

القهر السياسي هو الاخر من اهم ما يمارسه الشباب من خلال الكتابة على الجدران وتحمل الجدران في البلاد اكبر تاريخ للقهر السياسي .

وكما يقول المختصون فان الرسم على الطاولات والمقاعد العمومية هي ظاهرة تبرز بشكل واضح في فترة المراهقة ولكن من منا لم يكتب او يرسم على الحائط في المدرسة او في البيت .

وهناك من يؤكد ان الجداريات يوجد فيها عامل نفسي يكتب ويرسم الانسان على الجدران بدون اسمه كونه بحاجة الى منصة .

البلد ليس دفتر خرطوش

وهناك من الفنانين العرب الذين تحدثنا معهم عن هذه الظاهرة وعن كونها فن وان كان كذلك منتشر في مدينة الناصرة وعلى جميع جدرانها فكان الجواب :"البلد ليس دفتر خرطوش بيد هؤلاء الذين يعانون من الكبت اذا لم يكن الرسم ضمن الاطار المقبول ".

وعن الرسم على الجدران والمقاعد كان لموقع بكرا الحديث التالي مع المستشار التربوي راجح عياشي والذي قال :"بالنسبة للاطفال فان الجرافيتي انطلقت كنوع من الفن غير التقليدي ولدى الاطفال هو نوع من عدم الموافقة على امور معينة الهدف منها التعبير عن راي يخاف الطفل او الانسان الجهر به حيث يرسم الطفل في الصف على الحائط اما لانه لا يستطيع ان يعبر عن نفسه بالرسم وبالطريقة التقليدية وممكن ان يكون الطالب غاضبا من شيء وغير مرتاح فيرسم على الحائط ".

وتابع عياشي:"انا معارض بمعنى لفت الانتباه "خالف تعرف" من منطلق ان الطالب البارز في المدرسة هو الطالب المتفوق من جهة اخرى الطالب المشاكس ".

وينهي عياشي :"اذا ربينا اولادنا تربية صحيحة مبنية على حرية الراي فان شبابنا لن ينزلق الى هذه الظاهرة".

فظاهرة الجداريات وكما يمكن ملاحظة الامر من خلال متابعتها من على جدران البلدات العربية هي عبارة عن ظاهرة تعبر عن كبت اجتماعي سياسي واقتصادي .
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]