أشارت معطيات لبحث إسرائيلي في مجال الطب أن عدد حالات الإصابة بمرض باركنسون في مدينة باقة الغربية هو مثير للغاية، وتطرق البحث الجديد إلى العلاقة بين المرض وبين المبيدات الزراعية التي يتم رشها في الحقول في المنطقة القريبة من المدينة.

وفحص باحثون من مستشفى سوروكا في بئر السبع وجامعة بئر السبع وخدمات الصحة الشاملة ومستشفى هيلل يافي في الخضيرة سبب ازدياد حالات الإصابة بمرض الباركنسون في قرى وبلدات وادي عارة. ووجد الباحثون أن نسبة المرض في مدينة أم الفحم هي قليلة نسبيا أي بمقدار 34.84 مريض لكل مئة ألف مواطن، ونسبة أقل في كل من كفر قرع 25.45 حالة لكل 100 ألف مواطن وفي عارة عرعرة 18.45 حالة لكل 100 ألف مواطن، أما في باقة الغربية فتبين أن عدد الإصابات يصل ضعفي النسبة في مدينة أم الفحم أي ما مقداره 73.39 حالة لكل 100 ألف مواطن.

واستند الأطباء على المعطيات من خلال المعلومات في ملفات مرضى الباركنسون في صناديق المرضى وعلى معطيات مركز علاج الخلل الحركي في مستشفى هيلل يافي. واعتقد الأطباء أن كون سكان وادي عارة من العرب فهذا يعني أن صفاتهم الوراثية متشابهة، إلا أن العلماء وجدوا بأن مواطني باقة الغربية هم أكثر انكشافا للمبيدات الزراعية التي ترشها الطائرات الزراعية في الحقول التابعة للكيبوتسات المحيطة بالمدينة.

وبحسب أقوال أحد الباحثين: "باقة الغربية محاطة بحقول من معظم الاتجاهات والسكان مكشوفين بشكل دائم للمبيدات الزراعية. وقال الدكتور رفيق مصالحة، مدير عيادة مرض الأبيلبسيا في مستشفى سوروكا ورئيس طاقم الباحثين: "باقة الغربية مكشوفة أكثر للزراعة الحديثة التي تتضمن استخدام المبيدات ويعيش فيها الكثير من المزارعين مقارنة بباقي البلدات العربية المحيطة. وتشير الأبحاث أن المواد التي تدخل الجسم عبر الأنف من شأنها أن تؤثر على المنطقة المسؤولة عن انتاج الدوبامين".

ويتمثل مرض الباركنسون عند الإنسان كخلل ضمن مجموعة اضطرابات للنظام الحركي، التي تنتج بسبب خسارة خلايا الدماغ المنتجة للدوبامين إلا أنه أثبت وجوده في عائلات بعينها دون الأخرى. سمي هذا المرض تيمنًا باسم الطبيب الإنجليزي جيمس باركنسون James Parkinson‏الذي كتب مقالا مفصلا حول المرض تحت الاسم: "مقالة حول الرعشة الغير إرادية ".

وحاورت صحيفة "الجريدة" البروفيسور عبد الله بويرات المختص بالجهاز العصبي والذي يترأس وحدة البحث في مستشفى زيف في صفد فقال متطرقا للبحث المذكور: "العوامل الوراثية التي قد تتسبب بمرض الباركنسون تشكل 5% فقط ، وهي مرتبطة بالأساس بعدة كروموزومات، فيما أن 95% من أسباب المرض غير محددة ولكنها تعود لأسباب بيئية".

وأضاف البروفيسور بويرات أن المبيدات المستخدمة للحشرات مثل مبيد الحشرات روتينين قد يؤدي إلى الإصابة بالمرض فيما إذا تم استنشاقه من قبل مستخدميه، كما أن مبيد الأعشاب هيربي سايد و براكوت وراندوب تتسبب بهذا المرض وجميعها مبيدات يتم رشها من خلال الطائرات الزراعية لقتل الأعشاب الضارة.

وبحسب البروفيسور بويرات فإن استخدام وتعرض المواطنين في باقة الغربية لهذه الأنواع من المبيدات لمدة طويلة من شأنه أن يؤدي إلى الإصابة بمرض الباركنسون وذلك بسبب موت الخلايا العصبية المسؤولة عن إنتاج مادة الدوبامين. وأكد البروفيسور بويرات أن جيل الإنسان هو سبب رئيسي لظهور المرض.






استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]