في خطوة سباقة من نوعها، يقوم موقع بُــكرا بدعم المشروع التعليمي النهائي للمهندسين المعماريين رامي قبطي و جو نشاشيبي الذي سوف يتم عرضه في مدينة فلورنسا الايطالية حيث استضاف موقع بُــكرا المهندس المعماري رامي قبطي في مكتبه ليحدثنا عن المشروع و فكرته .

بـطـاقـة تـعـارف 

رامي قبطي : ابن مدينة الناصرة، 25 عاماً حاصل على لقب أول في الهندسة المعمارية و تخطيط المدن من التخنيون، حيث انهى تعليمه بامتياز، يعمل حاليا في شركة man shinaar architects "" ،في مدينة تل ابيب التي قامت بعدة انشاءات كبيرة مثل ناطحات السحاب، تخطيط مطارات ومجمعات تجارية وغيرها، بالاضافة الى عمله بجانب والده المهندس جوزيف قبطي في مكتبهم " قبطي مهندسين ومعماريين " بمدينة الناصرة .

جو نشاشيبي : ابن قرية عبلين، 23 عاما، حاصل على لقب اول في الهندسة المعمارية وتخطيط مدن من التخنيون، ويعمل بشكل خاص في عبلين.

من مشروع التعليم النهائي الى مسابقة في فلورنس الايطالية 

رامي : في البداية كان القرار من قبل المحاضرين في التخنيون ان يكون تخطيط المشروع النهائي في مدينة تل ابيب حيث تزامن مع مرور مئة سنة على تأسيسها.

لكن في المقابل كان اصرار من قبلنا انا و زميلي جو في ان يتم تخطيط المشروع النهائي في مدينة الناصرة حيث خططنا لذلك منذ فترة طويلة، ومن بعد الموافقة على ذلك قمنا بعمل بحث شامل على المدينة، التي هي بحاجة الى مشروع كبير يلقي الضوء عليها وينعشها في شتى المجالات .

امضينا الفصل الدراسي الاول الذي مدته خمسة اشهر في عمليات البحث و دراسة المدينة وضواحيها، ومن هنا أتت فكرة بناء الجامعة.

اختــيـار الـمـضمون:  الــمـكــان و أبـعــاده 

اختيار المضمون " الجامعة "، بعد عملية المسح و البحث بشكل عام لمدينة الناصرة والاطلاع على المرافق الحيوية الخاصة بالمدينة، أتت فكرة بناء جامعة خاصة بالمدينة، على الرغم من انه تم اقتراح مثل هذا المخطط سابقا ليتم بناؤه في المدينة ولم يوافق عليه. التخطيط الذي قمنا به تم على قطعة أرض تقع بجانب مدخل المدينة الجديد من النفق باتجاه الناصرة، على الطريق الالتفافي الواصل بين مدينة الناصرة والناصرة العليا.

اختيار قطعة الارض و المكان : منذ طفولتي ومبنى قصر المطران المتواجد في قمة الجبل يشد انتباهي، هذا الجبل الذي يعد آخر مكان طبيعي في مدينة الناصرة، رغم انه سوف يتم البناء عليه في المستقبل القريب.

جزء من هدف البناء عليه، يكمن في استقطاب اهتمام اهل المدينة لهذه المنطقة، التي تعد من معالمها رغم اهمالها.

في المشروع تم بحث طريقة "لاستغلال الجبل للبناء" من دون المس بالجبل وطبيعته، ومن هنا الفكرة بموقع المشروع الذي يكمل الفراغ بين الجبل وشارع الانفاق ويحافظ على مساحة شاسعة من سفح الجبل من دون بناء . يشار ان المشروع مع ذلك وصل مساحه شاسعة مع الحفاظ على الاسس والقيم التي وضعناها بعد البحث.

التضاريس الطبيعية التي بني عليها المبنى لم تكن سهلة من حيث التخطيط، فرغم حدتها تفوقنا في التغلب عليها وحصلنا على مبنى مميز.

أبــعــاد الــمــشــروع 

للمشروع عدة أبعاد، منها موقع المبنى المتواجد على قطعة ارض تتوسط بين مدينتي الناصرة  التي كل سكانها من العرب" و الناصرة العليا المدينة المختلطة بالسكان، التي ينبع فيها العديد من المفارقات والابعاد المختلفة بين كلا المدينتين، من ناحية الاختلاف الاجتماعي، السياسي ،الاقتصادي، اللغوي، المادي، والبنية التحتية، العمارة والاختلاف في المعيشة.

تعتبر مدينة الناصرة مركزا لاستقطاب سكان البلدات المجاورة، حيث تعج بالحركة الاقتصادية و أزمات السير والمرور، فهي مصدر حيوي للعمل والتجارة، بينما تعد مدينة الناصرة العليا، الاكثر هدوءً، في حين انها نجحت في استقطاب العديد من سكان الناصرة للسكن فيها او لنقل  استثمار مصالحهم التجارية اليها.

المشروع يتوجه الى جانب تخطيط المدن، ووضع التخطيطات لفكرة التخفيف من ازمة السير، فولدت فكرة انشاء خط نقل سريع[Tram] توصل بين مركزي المدينة كقلب واحد، بمسار يأتي بشكل دائري يمر بمحاذاة شارع بولس السادس، مرورا  بداخل البلدة القديمة والسوق واصلاً عبر الشارع الرئيسي في مدينة الناصرة العليا حتى الجامعة المقررة في تخطيط المشروع النهائي.
 
من اهداف الخط انعاش السوق عبر دخول الطلاب الجامعيين الدارسين في الجامعة الى السوق والسكن فيه، تخفيف حركة السير، خدمة الزوار من خارج المدينة حيث بإمكانهم ترك مركبتهم في مدخل المتروبولين في المكان المعد لذلك واستخدام وسيلة النقل السريعة، ربط المدينتين والتنقل السهل بينهما والتعايش بينهما.

مــشــروع التعايش: بين المدن، الناس والطبيعة 

المشروع يحمل اسم " "Uni-diversity، Coexistence in Architecture، أي بمعنى آخر “التعايش في الهندسة المعمارية” وهو من ابتكارنا.

خلال الفصل الدراسي الثاني، تمركز جهدنا في تصميم الجامعة وتحديد مرافقها، حيث تم في البدء وضع النقاط الاولية التي تتعايش مع الهندسة المعمارية المتواجدة من خلال ثلاث مستويات :

التعايش بين المدن، التعايش بين الناس، التعايش بين المدينة والطبيعة، التي على اساسها قمنا بتجميع الفكرة التي تمحور فيها المشروع، متطرقين الى المفاهيم والمضامين التي يجب اضافتها داخلها رابطاْ ما حولها طبعاً.

لقد شددنا من خلال المشروع على مصطلح التعايش بين المجتمعين "العربي" و"اليهودي". الجامعة هي مكان يستقطب كل الفئات الموجودة في المجتمع. حيث تلتقي الاطراف المختلفة مع بعضها ويكون علاقات واهداف مشتركة، في الوقت ذاته نحافظ على هوية كلا الطرفين وبالأحرى نبرز ايجابيات كل مجتمع لنحصل بالنتيجة على حوار يؤدي بالنتيجة الى التعايش الحقيقي.

المــبـنـى وأقـســامــه 

المبنى فيه عدة لغات معمارية، اسلوب البناء مشبع من المكان المحاط بالجامعة وهي الناصرة وضواحيها. مبنى الجامعة عبارة عن ثلاث أجزاء، الجزء الاول منه يطل على الناصرة، فاللغة المعمارية الخاصة بهذا القسم متأثرة بنمط البناء التقليدي المتبع في الناصرة وخاصة البيوت القديمة المتواجدة في الاحياء القديمة، من حيث التصميم الداخلي وتواجد ساحة في داخل المبنى(الباتيو)، تواجد الظلال ،عملية الاضاءة والانارة، وضعية الفتحات في المبنى، المواد المستخدمة في البناء، بينما الجزء الثاني مشبع من اسلوب البناء الحديث والعيش في الناصرة العليا، فنجد المساحات المفتوحة، الحدائق الواسعة.

بالاضافة لاقسام التعليم التي خططنا لها في الجامعة، كان في التخطيط ان تكون مركزا حيويا لاستقطاب الجماهير بعيدا عن التعليم فخطط لأن يتواجد فيها مسرح، مكتبة، مقاه وغيرها التي تستغل المبنى في ساعات بعد التعليم وبهاذا نحصل على مبنى فعال على مدار الساعة. والقسم الثالث الذي يربطهم معا وهو مبنى عشبي مفتوح يحتوى على حدائق، ممرات حيوية، قاعات واستعلامات من خلال العبور.

مـن التخنيون الى فلورنس

بعد ان تم عرض المشروع في التخنيون امام المحاضرين لتقييمه، حاز على اعجابهم وتقديرهم العالي وتم عرض الشروع لمدة شهر في التخنيون وتم اطلاعنا على تقديمه للمشاركة في المسابقة التي ستقام ما بين 24-27 من شهر تشرين الثاني المقبل، في مدينة فلورنسا الايطالية، التي سيشارك فيها العديد من الطلاب من جميع انحاء العالم من بينهم دول عربية مثل، لبنان، الاردن.

ويضيف رامي في نهاية اللقاء، التقديم للمشاركة في المسابقة هو فرصة كبيرة بالنسبة لي، الجائزة بحد ذاتها معنوية اكثر من ان تكون مادية دائما، واطلاع الجمهور على امكانياتنا ان كان المحلي او العالمي، وهذه ليست المشاركة الاولى لدي في سباقات عالمية، ففي العام الماضي قمت بالمشاركة في مسابقة ((Archi-Europe في ميونخ، المانيا وقدم المشروع امام مهندسين مشهورين على مستوى عالمي واروبي، وقد حصل على تقييم عالٍ و شهادة تقدير، وغيره فقد عرض مشروعي في

((Made-EXPO ميلانو خلال مكوثي في ايطاليا في برنامج تبادل الطلاب لمدة ثمانية اشهر حيث اهتم المدرسون الايطاليون بعرض المشروع في المعرض الدولي ولي الشرف بذلك، وهناك المسابقات في التخنيون حيث حزت على المرتبة الاولى في تخطيط مبنى سكني واخر بمرتبة ثانية في تخطيط مبنى عام.

اما المسابقة الحالية لجنة التحكيم التي ستقيم المشروع مكونة من مهندسي عمارة عالميين لهم اعمال معروفة عالميا، بالاضافة الى تقيم الحكام للمشاريع فالمسابقة تعتمد ايضا على تقيم الجمهور للمشاريع من خلال التصويت للمشروع عبر وسائل الاتصال ومنها عبر الموقع التالي (من خلال الضغط على vote ).

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]