عودة سليمان الترابين (29 عاما)،من سكان ضواحي رهط، المسجون في مصر منذ تسعة اعوام، بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، كما أفادت وزارة العدل المصرية، ومن ثم كما أفاد محامية، وعضو الكنيست قرا حيث علم ان عودة سجن بتهمة حمل السلاح. 

وللوقوف على القصة التي لم يسمع عنها الناس كما سمع عن قصة عزام عزام، وغيره ممن اعتقلوا في السابق في مصر بتهم التجسس، التقينا المحامي محمود الصانع، ابن قرية ترابين الصانع غير المعترف بها الذي يعمل من اجل إطلاق سراح عودة الترابين، والذي زاره في سجنه برفقة والدته وشقيقه الصغير، قبل عامين، والذي طلبنا منه بأن يسرد لنا قصة محمود، وقال:" اعتقل عودة سليمان الترابين في شهر 11/2000، حيث دخل مصر عن طريق سيناء، بشكل غير شرعي لزيارة اخته في سيناء، حيث ان عائلته كانت تعيش إبان الحرب مع مصر في سيناء، وانتقلت للعيش في إسرائيل، وتم اعتقاله على يد الأمن المصري حيث اتهم بالتجسس لصالح إسرائيل، علما أن الأب مطلوب لمصر لانتقاله للعيش في اسرائيل من سيناء وجاء اعتقال عودة انتقاما، بدل من الأب. 

في مصر لا يوجد له ملف وطلعت مصطفى استولى على غرفته في السجن

في بداية الأمر ولمدة عامين أنكرت مصر وجوده لديها، ومن ثم بعد تدخل إسرائيل تم الكشف عنه على انه في السجن في مصر، إلا أن الأغرب في الأمر انه لا يوجد له ملف، حيث انه عندما طالبت الحكومة الإسرائيلية ملفه، تم إرسال رسالة بيضاء بدون أي ترويسة من وزارة العدل المصرية كتب فيها ان المدعو عوده سليمان الترابين حكم عليه بالسجن 15 عاما بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، ووقعت بكلمة القاهرة، أي بدون اسم، ولا يوجد أي تفاصيل أخرى، وما زالت إسرائيل تطلب ملفه بدون اي جواب، حيث تم إرسال الرسالة التي ذكرت فقط، علما ان عودة يحمل جنسية إسرائيلية، وفق الاتفاقات ان مصر لم تبلغ إسرائيل باعتقاله وفق الاتفاقيات حول الاعتقالات. 

والآن هو موجود في سجن ليمان طورا، في جنوب القاهرة وهو في نفس السجن الذي كان فيه عزام عزام، وهو في نفس الغرفة التي كان فيها عزام عزام، حيث الغرفة واسعة، الا ان المليونير المصري طلعت مصطفى الذي قتل سوزان تميم استولى على الغرفة، مما جعل وضع الترابين أسوأ حيث علم من المحامي أن يعاني من ظروف سيئة جداً في المعتقل.

المحامي الصانع: موكلي يؤكد برائته

وأضاف المحامي محمود الصانع:" بدأت بالمرافعة عن عودة منذ عام 2004، زرته ثلاثة مرات وضعه الصحي كان جيداً والنفسي كذلك إلا انه يلح من اجل إخراجه من هذا السجن، وبين ان التهم الموجه اليه عارية عن الصحة. 

وأضاف الصانع: توجهنا للجميع، ومع وزارة الخارجية الإسرائيلية، وجلست في حينه مع سلفن شالوم، وتحدثنا مع تسيفي ليفني، ومع اولمرت، ومع بيبي نتنياهو، ومع شمعون بيرس، وغيرهم، وأعضاء الكنيست العرب الذين لم يهتموا بالأمر، نحن نأخذ إجابات في الجلسات ان كل وزير او مسؤول إسرائيلي يذهب لمصر يتم طرح الموضوع، الا أن هناك تقصير من قبل الحكومة الإسرائيلية حيث انه لم يزره احد من المسؤولين الإسرائيليين غير القنصل، حتى السفير رفض زيارته، بينما عزام عزام زاره الكثيرين، وكانت محاولة من الجميع تغطية الموضوع، ولا يوجد أي ضغط على الحكومة المصرية، حيث أن إسرائيل تعلم إنها لم ترسله. 

مطالبات وتدخل لاطلاق سراح عودة الترابين 

وأضاف الصانع: حولنا الضغط بصورة أخرى، حيث طالب الأهل في رسالة أرسلت للرئيس مبارك بان يتم إطلاق سراح عودة قبل الأعياد، الا إننا لم نتلق جواب.

وأضاف: في اخر شهرين تدخل في الموضوع أيوب قرا نائب وزير تطوير النقب والجليل، حيث كانت اتصالات لقرا مع الأهل وزار الاهل ثلاثة مرات، وقدم طلب بزيارة عوده في السجن، ووعد بان يعمل على إطلاق سراح عودة، ووفق ما فهمنا من قرا ان المصريين يقولون ان تهمته انه حمل سلاح، وليس التجسس. 

الأهل ابننا بريء 

الأهل يقولون ان ابنهم برىء، وطالبوا من الحكومة ان تعمل كل ما بوسعها لإطلاق سراح عودة، حيث كان عمره 19 عاما عندما اعتقل، ولا يصلح اصلا للتجسس في هذا الجيل. وهو أعزب. 

محاولات إطلاق سراح عودة وضمن صفقة شاليط

ويقول المحامي محمود الصانع في حديثة:" خلال زياراتي وتدخلنا بدأ الوضع يتغير حيث أدخلنا له كتباً، وسريراً، وثلاجة وتلفزيوناً. 

ويكمل الصانع: في اخر زيارة لنتنياهو طرح الموضوع مع مبارك للإفراج عنه والظاهر انه لا يوجد رد، هناك تملص من المصريين حيث يقولون ان التهمة تغيرت، أيوب قرا يفحص إمكانية تبادل أسرى فهناك أسرى مصريين في إسرائيل، وطالبنا أن يطلق سراحه ضمن صفقة شاليط. 

أمه تراه بعد سبع سنوات في السجن 

وقال الصانع: يشار الى أن عودة يقبع في السجن منذ 9 سنوات، حيث زارته أمه وأخوه الصغير العام الماضي برفقة الصانع، أمه رأته بعد سبع سنوات من الاعتقال، ونحن حتى اليوم نعمل على الموضوع، توجهنا لجمعيات لحقوق الإنسان في خارج البلاد، جمعية في الدنمارك، وجمعية في جنيف، ووعدوا بالفحص. 

الموضوع مرتبط في إسرائيل وان ضغطت سيتم الإفراج عنه وإسرائيل لا تريد الضغط على مصر كي لا تخرب علاقاتها مع مصر، ولو كان المعتقل يهودي لكان الامر غير. 

زيادة محام للمرافعة عن عودة 

يقول المحامي محمود الصانع:" أهله باتصال متواصل معي ومع المحامي يتسحاك ملتسر الذي أضيف معي للمرافعة عن عودة وللعمل من اجل إطلاق سراحه. 

جلسنا مع السفارة المصرية في إسرائيل وقالوا أن الأمر منوط بالحكومة المصرية وليس بنا، وعودة هو الوحيد الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية ومسجون في مصر. 

ومن ناحية الحكومة المصرية، ألان عودة مسجون حتى انقضاء فترة حكوميتيه، حيث ان عوده لم يعرف انه حكم اصلا، لأنه لم يقف أمام قاض، وكذلك أنكر جميع التهم الموجهة اليه.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]