والد الشهيد غرة: قاتل ابني ما زال طليقًا

 "كلما تحل ذكرى هبة القدس والاقصى، الجرح يفتح من جديد وكل أفراد أسرتي يلفهم حزن شديد وهم يتذكرون الشهيد رامي ابن 21 ربيعاً الذي رحل عنا ولم يعد، بينما القاتل ما زال حراً طليقاً ينعم بطعم الحرية والأسرة يعتصرها الألم والحزن الشديدين" .
 
بهذة الكلمات المؤلمة تحدث لمراسل موقع "بكرا" حاتم محمود غرة، من بلدة جت المثلث، والد الشهيد المرحوم رامي غرة، الذي سقط شهيداً في أحداث هبة القدس والاقصى قبل 9 أعوام وذلك خلال لقائنا معه.
 
"بكرا":  كيف تلقيتم خبر استشهاد رامي ؟ 

حاتم غرة: " في يوم الإضراب كنت أجلس في مدخل المحمص، فجاء أحد الشباب وسألني :هل سافر رامي الى تل أبيب؟ فقلت له: لا، ذهب الشاب وكان مرتبكاً ليعود بعد قليل ليقول لي أن رامي أصيب على الشارع الرئيس خلال المسيرة ونقلوه الى عيادة في مدينة باقة الغربية، ذهبت الى باقة وهناك أخبروني أنه نقل الى مستشفى الخضيرة وأن الاصابة في الرأس، في الخضيرة كان المنظر مذهلاً كانت الاصابه جدية والوضع سيء وبعد ساعة نقل الى مستشفى "ايخلوف"، وفي المستشفى جاء المسؤول وطلب مني الجلوس لوحدنا، وقال: إن رامي وضعه صعب والرصاصة مستقرة في الرأس وإجراء عملية جراحية لانتزاعها يعرضه لشلل دائم أو الموت، ثم عاد وسألني في حال فشل العمليه، هل أنت مستعد للتبرع بأعضاء من جسمه ؟، فحديث المسؤول كان بمثابة تمهيد للخبر المشؤوم، ثم عاد بعدها ليخبرني أن رامي قد فارق الحياة".
 
"بكرا": ما هي الرسالة التي تود أن توجهها في ذكرى هبة القدس والاقصى التاسعة ؟
حاتم غرة :" كعرب في هذة البلاد علينا التمسك بالوحدة والنظر الى المستقبل لأن هناك من يتربص بنا، خاصة أن في كل يوم نسمع تصريحا عنصريا من اليمين المتطرف الذي أصبح من أصحاب القرار في حكومة نتنياهو- ليبرمان وبراك، فقرار لجنة المتابعة لإعلان الاضراب العام والشامل في ذكرى هبة القدس والاقصى هو قرار صائب وهذا ما نطالب به كل عام".
 
"بكرا": كيف ترى قرارات "لجنة أور" التي أقيمت للتحقيق في الأحداث ؟ 
حاتم غرّة:" لا أثق بهده اللجنة حيث بقيت توصياتها حبراً على ورق، فالقاتل راشد مرشد من شفاعمرو الذي قام بإطلاق النار وقتل رامي بدم بارد، ما زال طليقا رغم اعترافه في المحكمة، لذلك أطالب بفتح الملف من جديد وتأليف لجنة محايدة بمشاركة مختصين دوليين، الا أن المسؤولين غير معنيين على ما يبدو".

"بكرا": كيف تعاملتم مع قضية التعويضا التي طرحتها الحكومة الإسرائيلية؟  

حاتم غرة: "رفضنا التعويض ولا أعتقد أن هناك عائلة قبلت، فمؤسسة "عدالة" ما زالت تتابع الموضوع، وهناك ملفان : جنائي وجزائي". 

يشار أن أسرة حاتم غرة تتكون من : المرحوم رامي، الابن أمير والبنات: خولة وبيان بالإضافة الى الوالدين.