في مقابلة مؤلمة مع مديرة جمعية "عائلات في انتظار"، كريمان أبو طه، حول مصير العشرات من النساء النصراويات اللواتي يبتزون جنسيا من قبل المستغلين اجتماعيا واصحاب الضمائر الميتة، بمقايضتهن لقمة العيش بالعلاقات الجنسية وعدم طردهن من البيوت التي يسكنّها بالإيجار بسبب عدم توفر الاموال حتى لشراء رغيف العيش.

فقسوة الحياة وسوء الأوضاع الاقتصادية حولت المجتمع الى غابة تسكنها الوحوش البشرية، ليسود حكم القوي على الضعيف، وعلى جسده وروحه أيضاً.
 
والحديث يدور عن عشرات النساء من الناصرة، وهنّ في جيل 30 وما دون، يستغلون ويبتزون جنسيا من قبل اصحاب الضمائر الميتة بحجة توفير المسكن والمأكل لهنّ ولأطفالهنّ. 

ويقوم اصحاب المنازل والحوانيت بتخيير اولئك النسوة بين تقديم الخدمات الجنسية لهم او طردهن وعدم اعانتهن، لتخضع ضعيفات النفوس لسيطرتهم، لأن ازواجهن خارج البلاد ويعيشون في مناطق السلطة الفلسطينية ولا يتقاضون ايجارا واستئجارا بسبب التمييز العنصري الذي يحرمهنّ من لم الشمل مع أزواجهنّ .  

أبو طه: عشرات الحالات المستغلة من النساء جنسيا في الناصرة!

وحول خطورة الموضوع والخوف من سلبياته الاجتماعية التقى مراسلنا، زهير خوري، بكاريمان ابو طه التي قالت:" نحن نتحدث عن عشرات الحالات المستغلة من النساء جنسيا في الناصرة وكوني مديرة جمعية التقي أسبوعيا العديد من النساء اللواتي يعشن في خطر اجتماعي ويتعرضن الى ابتزاز او محاولات جنسية عن طريق وحوش بشرية من اصحاب مصالح تجارية وعمارات للإيجار في الناصرة، والحديث يدور عن نساء وأمهات لعائلات واولاد متزوجات لرجال من السلطة الفلسطينية ويعشن بمفردهنّ بسبب التمييز العنصري الذي يمنع لم شملهنّ مع أزواجهنّ تحت سقف واحد. 

وعن هوية النساء قالت ابو طه:" يتوجه الي عشرات النساء من الناصرة في جيل 30 وما دون من احياء الروم، الحي الشرقي، السوق، وخلة الدير، يطلبن المساعدة فهن يأتين متذمرات وبذعر شديد وانا شخصيا اقدم لهن التوعية والارشاد حول كيفية التصرف في الموضوع عن طريق توجيههن للشؤون الاجتماعية وعن طريق اعانتهن ماليا وعن طرق دورات حول كيفية ادارة اقتصاد البيت ودورات للتوعية الاجتماعية.

تمييز حكومي وتمييز اجتماعي بحق النساء

وتواصل أبو طه: عادة ما  ننظر الى المرأة التي تبيع جسدها على أنها ساقطة، ولكن في هذه الحالات انا اشفق على هؤلاء  النساء اللواتي بحاجة لتوفير لقمة العيش ويعشن في ظل تمييز حكومي واجتماعي ودون حماية لاختفاء ازواجهن، ولزواجهن العشوائي من قبل اهاليهم، واقولها بالخط العريض "لكي يخلصوا منهن وكونهم يروهن عبئاً في البيت" فلذلك تكون النتائج سلبية ووصولهن الى هذة المرحلة" . 

قبطي: تسليم الذات في هذه الحالة غير مبرر!

العاملة الاجتماعية سلوى قبطي تقول: يجب على اولئك النساء التوجه الى الشؤون الاجتماعية ومن جهة أخرى يجب على الإنسان أن يحمي نفسه عن طريق التوجه الى الجمعيات مثل نساء ضد العنف وغيرها اضافة الى التوجه الى الجهات القانونية المختصة،
وتسليم الذات في هذه الحالة بالنسبة لي غير مبرر ومرفوض كون كل امرأة تستطيع العيش بأمان اذا ذهبت الى العمل الشريف كونها تحظى بحقوق مماثلة للرجال، وان تبحث على أي عمل شريف لكي تعيش بسلام وان لم يكن ذلك فهناك ملاجئ لحماية الفتيات والنساء في ضائقة والقانون يساعدهن ويحميهن في هذا السياق.
 
وتواصل قبطي: رسالتي الى اصحاب المآرب الشخصية الذين يستغلون الضعفاء هم غير أخلاقيين وبعيدون عن الانسانية ويجب على النساء المستغلات ان كانوا مستغلات أن يتوجهن للقانون وان يعرفن ان لديهن حقوق "ويجب ان يتعاملن مع ذواتهن كنساء ذوات كرامة.

هنا أريد ان أضيف بأن الخير والشر موجودان منذ بداية البشرية والانسان صاحب الكرامة والوعي يجب ان يدافع عن ذاته وإلا  فيجب ان يتوجه الى القانون والمؤسسات الاجتماعية الأخرى.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]